الشامي: تم إجلاء 27 لبنانيا بطائرةعسكرية فرنسية والعمل متواصل لإجلاء المزيد
Read this story in Englishنفذ أهالي اللبنانيين الموجودين في ساحل العاج وعدد من أبناء الجالية الذين تمكنوا من العودة، اعتصاما بعد ظهر الأحد أمام مبنى وزارة الخارجية والمغتربين في بيروت، بهدف الطلب من الخارجية تأمين مغادرة الجالية اللبنانية من أبيدجان التي يبلغ عددها حوالي الثمانين الفا.
والتقى وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي وفدا من المعتصمين، بعدها خرج الوزيرالشامي من مكتبه، معلنا أمام وفد ثان من المعتصمين أن خلية الازمة "تعمل على مدار الساعة".
وتوجه شامي الى المعتصمين مؤكدا أن "نحن نعبىء جميع سفاراتنا في الخارج والمسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والوزارة بكل أفرادها"، مؤكدا أن وزارة الخارجية على اتصال متواصل مع السفارة اللبنانية في أبيدجان من خلال خلية الازمات الموجودة في الوزارة والتي تعمل منذ بدء الاحداث هناك".
وأعلن الشامي أنه تبلغ من السفير اللبناني في أبيدجان علي عجمي "بشارة هامة أنه تم إجلاء نحو 27 لبنانيا بطائرة عسكرية فرنسية"، لافتا الى أن "18 منهم توجهوا الى اللومي، وتسعة الى السنغال عبر التوغو".
وأكد الشامي أن عجمي اتصل بقنصلنا الفخري جوزف الحاج في بوركينا فاسو، وطلب منه المجيء الى الحدود البرية لإستقبال النازحين برا، مشيرا الى أن "السفير عجمي يحاول الإتصال بجميع البعثات المحيطة والتي تستطيع أن تؤمن إنتقال أي لبناني يرغب بذلك".
وعليه، شدد الشامي على أن الحماية موجودة منذ أحداث أبيدجان حتى الآن، مؤكدا أن "أي لبناني لم يصب بأي ضرر جسدي أو أذى معنوي، وإن الأضرار اقتصرت على الماديات".
وأضاف:"الدولة اللبنانية معبأة وتجهز نفسها للاتصال مع الدول الصديقة، وخاصة هيئة الأمم المتحدة والأمين العام، وتم الإتصال بسفيرنا عجمي ليتصل بمبعوث الأمم المتحدة الذي كان الإتصال به متعذرا بالأمس".
كما لفت الى أن وزارة الخارجية تبلغت من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، أن خطه أصبح مفتوح والإتصال به أصبح متاحا"، كاشفا أن "الوزارة طلبت من سفيرنا في فرنسا بطرس عساكر أن يتصل بوزارة الخارجية الفرنسية، ويؤمن خطا مفتوحا بين السفير الفرنسي في أبيدجان وسفيرنا هناك".
الى ذلك، رفض الوزير الشامي اعتبار ما يتعرض له اللبنانيون بالمؤامرة، شارحا أنه "في حال نشوب حرب أهلية في أي دولة معينة، فإن جميع المقيمين فيها من جاليات ومواطنين يكونون معرضين للأخطار والأحداث".
وأوضح أن "الخطة التي وضعتها الدولة منذ 148 يوما، تركز على تأمين إجلاء الللبنانين بالتعاون مع شركة طيران الشرق الأوسط".
كما أكد الشامي أنه يعمل مع الرؤساء على تأمين أسطول بحري وجوي وبري، مؤكدا أن "بدأت الآن عملية نقل 27 لبنانيا في طائرة عسكرية فرنسية الى توغو والسنغال ومن هناك ينقلون برا الى بوركينا فاسو".
وأشار الى أن "أن الطرقات البرية غير الآمنة هي التي تمنع قوات الأمم المتحدة من المساعدة المباشرة".
وكان السفير اللبناني في ساحل العاج علي عجمي أكد أن ما "لمسناه بعد الاتصالات التي أجراها المسؤولون اللبنانيون، هو قيام القوات الفرنسية بدوريات بين الحين والآخر، بشكل متقطع ومتباعد، عند مداخل الاحياء السكنية المكتظة بالاجانب ولا سيما اللبنانيين".
وأشار عجمي لصحيفة "المستقبل" ان القنصلية الفرنسية ابلغته ان "القاعدة العسكرية الفرنسية في مطار ابيدجان مكتظة بالاجانب"، لافتا الى أن "القاعدة الفرنسية تستضيف حاليا نحو الف شخص، نصفهم من اللبنانيين، وانه حتى الجالية الفرنسية تم الطلب اليها التزام المنازل لانه لا مكان في القاعدة العسكرية لاستيعاب الجميع".
ولفت الى انه "وعلى الرغم من أن مطار أبيدجان غير مغلق، فانه ليس هناك من إمكانية لتسيير رحلات بين بيروت وابيدجان"، موضحاً انه "اذا كان هناك من امكانية لوصول الطائرات، فإن الركاب لن يتمكنوا من الوصول إلى المطار".
وأضاف عجمي للصحيفة عينها، أن "الطريق إلى المطار غير آمن، حيث ينتشر قناصة على أسطح المباني القريبة، ويستهدفون السيارات المارة وحظر التجول يبدأ من الظهر"، مؤكدا أن "مدير عام الطيران المدني في ساحل العاج أبلغنا أن أي طائرة قد تحط في المطار فإن الامر سيكون على عاتقها، لان الاجهزة العاملة على تجهيز الطائرات غير متواجدة".
وقال:" لذلك، طلبنا من مدير "الميدل ايست" إلغاء الرحلات من بيروت حتى إشعار آخر".
ويخشى السفير اللبناني من ان "تتعقد الامور أكثر فأكثر، وتتضاءل فرص الحل في ظل غياب اي سلطة فعلية وعدم حسم الموقف لمصلحة أحد الطرفين المتصارعين على الارض".
هذا واكّد عجمي أن "مسلسل عمليات النهب لا يزال مستمراً وإن كان بشكل أخف، وهو يتنقل من مكان إلى آخر"، مشددا على أن "الخوف هو أن يستمر الفلتان اذا لم يستطع اي من الطرفين الحسم".
وذكر عجمي أن "وزير الشباب في حكومة الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو، شارل يلي غوداي الملقب بـ"جنرال الشارع" وجه دعوة إلى "الشباب الوطني" الموالين لغباغبو بالنزول إلى الشارع، معتبرا أن "هذا الامر يثير حالة الذعر، نظراً لما لدى هذه المجموعة من سوابق".
الى ذلك، تابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس السبت مع المعنيين أوضاع أبناء الجالية اللبنانية في ساحل العاج في ضوء التطورات الحاصلة هناك، وأجرى اتصالات مع الدول الفاعلة والمؤثرة وفي طليعتها فرنسا من أجل المساعدة في حمايتهم وتأمين سلامة خروج من يرغب منهم.
في السياق عينه، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أمس السبت اتصالين هاتفيين بكل من رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فييون ووزير الخارجية الآن جوبيه، شكرهما على الجهود التي تبذلها فرنسا من خلال قواتها المتمركزة في ساحل العاج لحماية أفراد الجالية اللبنانية الموجودين هناك.
كذلك هاتف الحريري، الرئيس المنتخب في ساحل العاج الحسن واتارا وتداول معه في موضوع حماية اللبنانيين القاطنين في ساحل العاج والإجراءات المتخذة بهذا الخصوص.
وقد وعد الرئيس واتارا الرئيس الحريري باتخاذ كل ما يمكنه من إجراءات لتوفير الحماية والمساعدة لأفراد الجالية اللبنانية, بحسب ما أفاد المكتب الإعلامي للحريري.
كما تم البحث أيضا في سبل المساعدة الفرنسية لتسهيل سفر اللبنانيين الراغبين بمغادرة ساحل العاج بعدما أصبح عدد هؤلاء الموجودين في حماية القوات الفرنسية هناك يناهز 900 لبناني.
وقد تم الاتفاق على القيام بكل الترتيبات المطلوبة لتسريع سفر هؤلاء عبر تنظيم رحلة لطائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط "الميدل ايست" اليوم، في حال سمحت الظروف بإعادة فتح مطار أبيدجان أمام حركة الطيران لإجلاء الرعايا الأجانب من ساحل العاج .
كما أجرى الحريري اتصالا برئيس مجلس ادارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت لاتخاذ الإجراءات المطلوبة بهذا الخصوص.
وتعرضت الجالية اللبنانية في أبيدجان لموجة كبيرة من السرقات، من قبل اللصوص الذين باتوا يتحركون في ساعات النهار ويعملون على اقتحام بيوت اللبنانيين وانتهاك حرماتها، ويعمدون إلى تهديد أصحابها وابتزازهم من خلال إطلاق الرصاص في داخل المنازل في حال لم يعطوهم المال، كذلك يطلبون منهم تسليمهم مفاتيح سياراتهم.
وقد تعرض شاباً لبنانياً يدعى غالب طعان الى الاصابة برصاصة طائشة.
وكان مغترب لبناني يدعى جعفر، اوضح لصحيفة "السفير" امس "إننا ندفع لرجال العصابات المال لتأمين حمايتنا، في حال اضطررنا للتجول والخروج لأمر طارئ، وكذلك نستعمل هذه الطريقة لحماية مصالحنا التجارية، أي نقوم بتوفير الأمن الذاتي من خلال هؤلاء الرجال الذين قد يبيعوننا في أية لحظة، إذا دفع لهم شخص آخر مبالغ اكبر".
واكّد المغترب على ان "هناك جزءاً من المصالح اللبنانية أحرقت، ونهبت المخازن الكبرى، موضحاً أن "الثوار يؤمنون حماية الأماكن التي يسيطرون عليها".
يذكر انه تم تأجيل رحلة طائرة الميدل ايست امس السبت التي كان يفترض أن تغادر عند الساعة الثامنة صباحاً مطار بيروت الدولي باتجاه أبيدجيان لترحيل اللبنانيين، الى حين استبيان الوضع الأمني في ساحل العاج، حرصاً على سلامة الرحلة.
وأفادت "وكالة فرانس برس"، ان "المعارك تواصلت أمس في ابيدجان للسيطرة على آخر معاقل غباغبو"، وتحدثت معلومات في غرب ساحل العاج عن "مقتل 800 شخص في يوم واحد في مدينة واحدة وعن وجود مقابر جماعية".
ورأى وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه امس أن غباغبو يعيش "اخر ايامه كرئيس دولة ساحل العاج"، وقال "ان عناد غباغو يُعتبر اجراما اليوم، يجب ان يرحل".
واضاف ان "غباغبو يعيش ايامه الاخيرة كرئيس دولة، ويواجه الضغط الجماعي عليه لارغامه على الرحيل. وهذا ما نامله". وتابع: "انه مرغم على الرحيل اليوم، فهو منعزل تماما، كل دول افريقيا طلبت منه الرحيل".
وختم: "اننا نتابع الوضع ساعة بساعة، ونبذل قصارى جهدنا لكي يستقر الوضع، ولكي يتمكن الرئيس وتارا من تسلم السلطة فعليا ويبدأ سياسة اعادة اعمار ومصالحة في الوقت نفسه".