الراعي يدعو لرئيس "على مستوى البلاد" من خارج 8 و14 آذار

دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون من خارج الفريقين الآذاريين، وان يكون "على مستوى البلاد"، منتقداً عدم الدعوة الى جلسات مكثفة لاختيار الرئيس العتيد.

وفي عظة قداس الاحد الذي ترأسه الراعي في الديمان، لفت الى ان "14 أذار لا يريد رئيساً من 8 أذار، و8 أذار لا يريد رئيساً من 14 أذار"، مضيفاً "يجب الذهاب نحو اختيار رئيس من خارج الفريقَين"، قائلاً "يوجد شخصيات مارونية عديدة جديرة برئاسة الجمهورية. فلماذا إقصاؤها وإهمالها وتغييبها؟".

وأوضح "نحن لا نقصي أحدا، بل نطالب المجلس النيابي بالإلتئام وانتخاب رئيس من أحد الفريقين المذكورين أو من خارجهما. ألمهم إنتخاب رئيسٍ يكون على مستوى حاجات البلاد وتحدياتها الداخلية، السياسية والاقتصادية، الاجتماعية والأمنية".

ويتمسك فريق 14 آذار بمرشحه رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، في حين يدعم رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط، مرشح "اللقاء الديمقراطي" النائب هنري حلو، ولا مرشح معلن لفريق 8 آذار وسط اصرار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون على خوض الانتخابات الرئاسية "توافقياً".

ولفت البطريرك الى ان "نواب الأمة المؤتمنون على الدستور فيخالفونه ولا ينتخبون رئيسا للبلاد بعد مضي أربعة أشهر"، منتقداً رئيس مجلس النواب نبيه بري قائلاً "بدلا من أن يلتئم المجلس يوميا لانتخاب الرئيس، فرئيسه لا يدعو إلى انعقاده، وعن غير وجه حق، إلا في كل أسبوع أو اثنين أو شهر".

يُذكر ان الراعي كان قد دعا مطلع تموز الى عقد جلسات برلمانية يومية لحين انتخاب رئيس للجمهورية. لكن بري رد آنذاك أن "لا معطيات جديدة تشجّع على التفاؤل إزاء انتخاب رئيس جديد للجمهورية (حتى) لو عيّنت موعداً يوميا للجلسة".

وشدد الراعي في عظته على ان البرلمان في ظل الشغور الرئاسي هو "هيئة إنتخابية لا هيئة إشتراعية، وبالتالي عليه الشروع حالا في انتخاب رئيس الدولة من دون مناقشة أو أي عمل آخر".

الا انه أشار الى ان "مجلس النواب يخالف هذا الامر ويعقد، مداورة، جلسات انتخابية من دون نصاب، وجلسات اشتراعية من دون حضور. وهذه بدعة دستورية تتواصل، ولا من مبادرة واحدة إيجابية وشجاعة تصلح هذا الواقع الشاذ".

واعتبر ان أخطر الامور هو "الاستغناء عن رئيس للجمهورية، ومحاولة نسيانه واعتباره غير ضروري، وهو الرأس. وهذا يستبطن هدم كيان الدولة لغايات مبيتة".

وأضاف الراعي في عظته "كم كان جميلا منظر المجلس النيابي المجتمع امس لإعلان تضامنه مع أهل غزه ومسيحيي الموصل، وكافة كتله ممثلة فيه! وكم يكون أجمل إذا التأم بكامل أعضائه لإعلان تضامنه مع الجمهورية ورئاستها الأولى، ولانتخاب الرئيس الجديد".

يُشار الى ان مجلس النواب عقد السبت جلسة تضامنية مع غزة والموصل، في حين انه يفشل في عقد الجلسات الانتخابية بسبب مقاطعة فريق 8 آذار بذريع ان لا رئيس توافقياً. كما ان المجلس لا يشهد جلسات تشريعية بسبب رفض فريق 14 آذار التشريع في ظل الفراغ الرئاسي الذي يشهده لبنان منذ 24 أيار يوم ألقى رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان خطاب الوداع.

وتشهد الموصل "تطهيراً دينياً" حيث يعمد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) الى طرد وتهديد المسيحيين من المنطقة. اما غزة، فتتعرض لـ"حرب" اسرائيلية منذ حوالى العشرين يوماً، أسفرت عن مقتل الآلاف من الفلسطينيين.

ج.ش.