القوات السورية تتابع عمليتها الأمنية و العسكرية في حماه لإستعادة السيطرة على المدينة
Read this story in Englishتابعت القوات السورية عمليتها الامنية والعسكرية في حماة وسط البلاد سعيا لاستعادة السيطرة على المدينة، حيث قتل طفل الاثنين وجرح أكثر من 20 بعد ثلاثة أيام من تظاهرات معارضة للنظام، شارك فيها نحو نصف مليون شخص الجمعة.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان الذي مقره في لندن، رامي عبد الرحمن "نفذت قوات الجيش والامن السورية حملة اعتقالات منذ فجر الاثنين في بعض أحياء مدينة حماة التي شهدت انتشارا أمنيا كثيفا".
وقال رامي عبد الرحمن أن "اهالي حماة تصدوا الاثنين لرجال الامن بالحجارة وأقاموا حواجز على مشارف المدينة واشعلوا الإطارات"، لافتا الى "سماع دوي إطلاق رصاص من الاحياء الغربية على أطراف المدينة".
وقال ناشط حقوقي أن ما بين 200 و300 شخص اعتقلوا في المدينة منذ صباح الاثنين.
وقال أحد سكان المدينة في اتصال أجرته معه وكالة "فرانس برس" من نيقوسيا، أن طفلا في الثانية عشرة قتل في حي شمال غرب المدينة، وأن 20 الى 25 آخرين أصيبوا بجروح، اثنان منهم حالتهم خطرة، بعد العملية العسكرية التي جرت بصورة متزامنة في ثلاثة أرباع احياء المدينة".
وذكر الشاهد أن "شبيحة النظام كانوا يسيرون بسياراتهم في شوارع المدينة ويطلقون النار لترهيب الاهالي الذين بدأ بعضهم بالمغادرة باتجاه مدينة حلب الواقعة الى الشمال من حماة".
وأفاد أن "طائرات عسكرية حلقت فوق المدينة على ارتفاع منخفض، واخترقت جدار الصوت منذ الفجر حتى منتصف النهار".
كما أشار ناشط اخر نقلا عن أحد الاطباء في مشفى في حماة الى "إصابة نحو 20 شخصا بطلقات نارية مصدرها رجال الامن بحسب الجرحى"، لافتا الى أن "الاصابات متوسطة أو بسيطة".
وشهدت مدينة حماة التي يعيش فيها 800 الف شخص على بعد 210 كلم شمال دمشق يوم الجمعة أكبر تظاهرة منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في البلاد، شارك فيها نحو نصف مليون متظاهر مطالبين برحيل النظام. ولكن لم يترافق ذلك مع انتشار أمني، كما لم يسجل سقوط قتلى.
وفي اليوم التالي صدر مرسوم رئاسي بإقالة محافظ حماة.
وأدت عملية قمع دامية العام 1982 الى مقتل 20 الف شخص في حماة، عندما انتفض الاخوان المسلمون ضد نظام الرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي.
وقال ناشط معارض طلب عدم ذكر اسمه "يبدو ان البعض نصحوا النظام باللجوء الى الحل العسكري في حماة بعد تظاهرة الجمعة"، محذرا من أن أي "عملية عسكرية ستخلف شهداء وستنكأ الجراح القديمة، وتؤدي الى انتفاضة شعبية في كل سوريا وتزيد من عزلة النظام على الساحة الدولية".
وقال ناشطون أن قوات الامن لم تعد تسيطر على مدينة حماة منذ 3 حزيران، عندما قتل 48 متظاهرا برصاص قوات الامن خلال تجمع احتجاجي ضم 50 الف شخص.
وفي اليوم التالي شارك 100 الف شخص في تشييع الضحايا.
وأظهرت الاشرطة التي عرضت على شبكة الانترنت الاثنين سيارات رجال الامن تجوب طرق المدينة.
هذا وتحدث ناشطون على صفحة "الثورة السورية 2011" على فيسبوك عن عصيان مدني في حماة وكتبوا "حماة كلها تغلي".
ورغم الاحتجاجات الدولية والعقوبات، لا يزال النظام السوري ماضيا في قمع الحركة الاحتجاجية التي لا يعترف باتساعها ويواصل اتهام "مجموعات ارهابية مسلحة" بنشر الفوضى في البلاد.
وشهدت مدن سورية عدة تظاهرات ليلية مساء الاحد، قتل خلالها شخصان وأصيب ثمانية بجروح برصاص قوات الامن في مدينة الحجر الاسود في ريف دمشق، كما قال المرصد السوري لحقوق الانسان.
ووعد النظام السوري بإصلاحات تلبية لطلب المعارضة، داعيا الى الحوار ولكنه لم يوقف حملات المداهمة، وواصل إرسال الدبابات لقمع المحتجين.
وباتت المعارضة تطالب باسقاط النظام مشككة في نواياه.
وكشفت منظمات حقوقية أن قمع التظاهرات في سوريا أدى الى مقتل اكثر من 1300 مدني، ودفع الاف السوريين الى النزوح.