مناظرة تلفزيونية تشكل الفرصة الاخيرة لخصم ميركل في الانتخابات
Read this story in Englishقبل ثلاثة اسابيع من الانتخابات الالمانية، تتواجه انغيلا ميركل وخصمها بير شتاينبروك اليوم الاحد في مناظرة تلفزيونية تشكل الفرصة الاخيرة لمرشح الحزب الاشتراكي الديموقراطي امام شعبية المستشارة الالمانية التي تجهالته الى حد كبير.
ووزير المالية السابق شتاينبروك (66 عاما) في حكومة "التحالف الكبير" التي قادتها ميركل من 2005 الى 2009، لم ينجح في التقدم على المستشارة البالغة من العمر 59 عاما في هذه الحملة التي ارتكب خلالها ايضا عددا من الهفوات.
وكتبت صحيفة سوددويتشه تسايتونغ (يسار الوسط) السبت ان شتاينبروك "لم يعد لديه شىء يخسره"، مشيرة الى انه سيكون على ميركل ايضا "التصدي لخصمها ولتوقعات الجمهور".
وكشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه الجمعة ان حزب ميركل الاتحاد الديموقراطي المسيحي حصل على 41% من نوايا التصويت وهو تقدم كبير على نسبة 22% للحزب الاشتراكي الديموقراطي و11% لحزب الخضر، الحليف المفضل للحزب الاشتراكي الديموقراطي.
اما الليبراليون الشركاء في التحالف الحكومي فحصلوا على خمسة بالمئة من الاصوات.
وافادت استطلاعات للرأي نشرت صحيفة بيلد الاوسع انتشارا في البلاد نتائجها السبت ان نصف الالمان يعولون على تقدم ميركل في المناظرة التلفزيونية مقابل 11 بالمئة لشتاينبروك. وقال 32 بالمئة انهما سيتعادلان.
وتتمتع ميركل بشعبية كبيرة وتتقدم في هذا المجال على خصمها شتاينبروك بفارق نحو ثلاثين نقطة.
ومنذ اعلان ترشحه للانتخابات في ايلول 2012 فشل شتاينبروك في التفوق على ميركل التي تعد اقوى زعيمة في اوروبا وتلقى الاعجاب داخل بلادها لقيادتها الرزينة خلال الازمة المالية التي مرت بها دول منطقة اليورو.
وتعثر شتاينبروك الذي يفخر ب"صراحته" السياسية، بسبب هفواته التي دفعت الاعلام الى السخرية منه كما دفعت اعضاء حزبه الى انتقاده.
وقال بيتر كلوبل من قناة ار تي ال الخاصة، الذي سيكون احد اربعة اشخاص سيديرون المناظرة ان "ميركل شخصية هادئة ولا تميل الى الشجار امام الجمهور بينما بيتر شتاينبروك اكثر حدة مما يمكن ان يجعل المناظرة اكثر اهمية".
وهناك شخصية اخرى يمكن ان تعزز اهمية هذه المناظرة التلفزيونية الخامسة في تاريخ المانيا وهو مقدم برامج المنوعات شتيفان راب (46 عاما) المرشح السابق في مسابقة يوروفيجن الاغنية الاوروبية والذي كلف ادارة الحوار مع كلوبل ومقدمتي برامج اخريين.
وبين القضايا الكبرى التي ستطرح، الازمة السورية التي تحتل العناوين الرئيسية لكنها يتوقع الا تسمح للمرشح الاشتراكي الديموقراطي بالتفوق على ميركل.
وكانت المستشارة الالمانية اعلنت السبت ان بلادها "لا يمكن ان تشارك في تدخل عسكري الا بتفويض من الامم المتحدة او حلف شمال الاطلسي او الاتحاد الاوروبي. لذلك فإن مسألة مشاركة الجيش الالماني غير مطروحة حاليا".
في المقابل قال شتاينبروك انه سيسأل المستشارة الالمانية عن كلفة ازمة منطقة اليورو لدافعي الضرائب الالمان، متهما ميرلك "بتوزيع منومات" على الناخبين.
لكن حول هذه النقطة ايضا، لا يتوقع ان يحقق شتاينبروك اي تقدم لان حزبه صوت مع كل خطط المساعدة للدول التي تشهد ازمات، مع اغلبية ميركل.
في المقابل قد يحقق شتاينبروك بعض التقدم في مسألة غياب المساواة الذي تزايد في السنوات الاخيرة اذ ان حزبه وضع العدالة الاجتماعية في صلب برنامجه.
ستستمر المناظرة تسعين دقيقة. وستبدأ في الساعة 18,30 بتوقيت غرينتش وتستمر وفق تنظيم دقيق. فكل من المرشحين لديه تسعين ثانية للاجابة على كل سؤال ويفترض ان يكون كل منهما قد حصل على المدة الزمنية نفسها للحديث في نهاية البرنامج.
وسيكون لشتاينبروك حق طرح السؤال الاول ولميركل حق طرح السؤال الاخير.
واشار استطلاع للرأي نشرت صحيفة بيلد نتائجه السبت ان 44 بالمئة من الناخبين الالمان سيتابعون المناظرة. ويعتبر 31 بالمئة من هؤلاء ان هذه المناظرة يمكن ان تؤثر على خيارهم الانتخابي.
وميركل رسخت سياسة الاعتدال في السياسة الالمانية بتبنيها افكارا يسارية في بعض القضايا مثل رعاية الطفولة والطاقة النظيفة، ما حرم خصومها من تقديم افكار جديدة في المعركة الانتخابية وخلق حملة انتخابية خالية من الاثارة على غير العادة.