مشاورات مكثفة داخل الحزب الحاكم في الجزائر قبل انتخاب امين عام جديد
Read this story in Englishتم الاتفاق مساء الخميس على ابقاء اجتماع الدورة السادسة العادية للجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم في الجزائر، الذي كان من المقرر ان يستمر حتى السبت، مفتوحا في حين تتواصل المشاروات المكثفة لتحديد موعد جديد لانتخاب امين عام خلفا لعبد العزيز بلخادم الذي سحبت منه الثقة الخميس، بحسب مصادر متطابقة في العاصمة الجزائرية.
وبفارق اربعة اصوات فقط وبعد ثماني سنوات من توليه منصب الامانة العامة للحزب الحاكم في الجزائر، خسر بلخادم (67 عاما) الذي يعتبر من الجناح المحافظ في جبهة التحرير الوطني الخميس منصبه اثر تصويت على الثقة في اللجنة المركزية في ذروة صراع مستمر منذ اشهر مع تيار يعتبر اصلاحيا.
وايد 160 عضوا في اللجنة المركزية، وهي اعلى سلطة في الحزب، سحب الثقة من بلخادم في حين صوت 156 لصالح تجديد الثقة به امينا عاما للحزب.
واعلن عضو اللجنة المركزية عبد الحميد سي عفيف وهو من انصار بلخادم، الجمعة لوكالة فرانس برس "الدورة مفتوحة" مضيفا انه "بموجب القانون الاساسي والنظام الداخلي، فان لجنة الترشحات التي ستتكون من ستة اشخاص منهم (الخصوم) وستة منا (الانصار) سيتم تكليفها فقط بتحضير الترشحات حتى الانتخابات".
واضاف في لهجة لا تخلو من اتهام للخصوم "لقد اختاروا صندوق الاقتراع، فلنكمل ضمن العملية الديمقراطية وليقبلوا القواعد الديمقراطية".
وقال "ان انتخاب (الامين العام الجديد) سيتم في اقل من اسبوع".
في المقابل اعلن صالح قوجيل العضو المعارض لبلخادم في اللجنة المركزية لوكالة فرانس برس "لقد شكلنا امس (الخميس) مكتبا للدورة من ثمانية اعضاء بينهم انصار لبلخادم".
بيد انه قال "ليس هناك لجنة ترشيحات. قانونيا نحن فزنا (في التصويت على الثقة) وسنواصل المشاروات وستجري الانتخابات في غضون اسبوع او اثنين".
واضاف في استمرار للصراع بين الطرفين "ان هدفه (بلخادم) الانتخابات الرئاسية لعام 2014. انه متعطش للحكم".
وكان عدد من اعضاء اللجنة المركزية من معارضي بلخادم اتهموه ب"محاولة تسخير مؤسسات الدولة لخدمة طموحاته الشخصية" في تلميح الى انتخابات الرئاسة المقررة في نيسان 2014.
لكن بلخادم قال مساء الثلاثاء في مقابلة مع قناة نسمة التونسية الخاصة ان "القصد من التهمة هو محاولة زرع الفتنة بيني وبين الرئيس، يريدون ان يقولوا له +احذر هذا يريد الترشح ضدك+ وهذا امر لا يمكن ان يخدع الرئيس ولا الراي العام"، مشيرا الى انه كان دائما مع بوتفليقة "لاني ارى فيه الرجل الذي يحصل حوله التوافق" على التنمية وحماية القرار السيادي للجزائر "وما زلت مقتنعا بهذا (..) وانا جندي في فيلقه".
ولم يعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة انحيازه لاي من الفريقين المتخاصمين في حزبه.
وتوج سحب الثقة في بلخادم الخميس ازمة مفتوحة على مستوى قيادة الحزب الحاكم في الجزائر منذ عدة اشهر واظهرت نتيجة التصويت عمق الانقسام داخله من خلال تقارب عدد معارضي بلخادم ومؤيديه.