اليابان في حالة صدمة بعد مأساة تحرير الرهائن في الجزائر

Read this story in English W460

تبدو اليابان البعيدة عن النزاعات السياسية الدينية في العالم، بمنأى نسبيا عن الارهاب لكن جحيم ان اميناس في صحراء الجزائر حيث قتل سبعة يابانيين على الاقل، جاء ليذكرها بهذا الواقع القاسي وبات السكان يشعرون بالقلق على الذين يغادرون الارخبيل.

ومع سقوط سبعة قتلى على الاقل من اصل 37 اجنبيا سقطوا في عملية تحرير الرهائن والمواجهات في ان اميناس، دفعت اليابان ثمنا باهظا.

ولا يزال ثلاثة يابانيين آخرين في عداد المفقودين بعد هجوم اسلاميين مسلحين على مجمع للغاز في الصحراء الجزائرية استمر اربعة ايام. وبحسب الشهادات التي جمعتها وكالة فرانس برس في المكان فان الاسلاميين قتلوا تسعة يابانيين بدم بارد.

واسهبت الصحف ومحطات التلفزة في تغطية هذا الحدث المأساوي وطالبت بضمان امن اليابانيين الذين يعملون في الخارج بشكل اكبر وتعزيز التعاون في مجال الاستخبارات مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

وتعيش اليابان حالة حداد فيما اصيب الشعب بصدمة لانه غير معتاد على ان يتعرض افراد منه لهجمات من قبل اشخاص يتحركون بدوافع، لا تعني اليابان عموما.

وبالاضافة الى ذلك فان الدستور المسالم، لا يتيح لليابان التدخل في نزاعات خارجية.

ومن المقرر ان تغادر مروحية حكومية اليابان في ساعة متأخرة الثلاثاء متوجهة الى الجزائر على ان تعود الخميس ومعها ناجون وجثامين الضحايا وجميعهم كانوا يعملون لمقاولين او لدى شركة الهندسة جي.جي.سي اليابانية.

وقال المتحدث باسم الشركة تاكيشي ايندو "فقدنا العديد من الموظفين الاكفاء" مضيفا بصوت متقطع وهو ينتحب"الامر لا يحتمل".

والقصص عن الضحايا اثارت غضبا في اليابان. فقد تردد ان احدهم ويبلغ من العمر 66 عاما يعمل مهندسا لدى جي.جي.سي على وشك التقاعد بعد سنوات خدمة طويلة في مناطق ساخنة، تم ارساله مجددا الى الجزائر في اللحظة الاخيرة.

وقالت صحيفة نيكي انه يتعين على الحكومة اليابانية ان تكثف جهودها لضمان سلامة الرعايا الذين يعملون في امكنة تزاداد اهمية بالنسبة لاقتصاد البلاد المحتاج للطاقة.

وكتبت "لا يمكن لليابان القيام بالكثير لجمع المعلومات في القارة الافريقية. علينا التفكير بهيكلة يمكن لدول ذات صلة من خلالها مشاركة المعلومات بفعالية".

واضافت "لكن في نفس الوقت علينا ايجاد الطرق والسبل لانقاذ الرعايا اليابانيين في حالات الطورائ".

وكررت صحيفة ماينيشي الدعوة لتعزيز التعاون في المجالين العسكري والاستخباراتي مع حلفاء اليابان.

وكتبت "ان تدابير الحكومة اليابانية في الرد على الموقف جاءت متأخرة لان المعلومات الضرورية لادارة الازمة لم تصل كما كانت الحكومة تأمل".

والمواطنون اليابانيون وقعوا من وقت لاخر ضحايا اعمال عنف في مختلف انحاء العالم، لكن مع عدم وجود تدخل عسكري ياباني بارز في نزاعات في دول مسلمة، فان اليابان كانت بمنأى كبير عن اي هجمات انتقامية.

وعدد القتلى في هجوم الجزائر هو الاكبر بالنسبة لليابان منذ الهجوم بطائرتين على برجي نيويورك في 11 ايلول 2001 ومقتل 2700 شخصا بينهم 24 يابانيا.

وحذرت صحيفة ماينشيني من ان الشبان اليابانيين الذين يفكرون في العمل في الخارج في وظائف يمكن ان تكون حيوية لازدهار البلاد، قد تثنيهم ازمات الرهائن عن ذلك.

وقال خريج في جامعة كييو المرموقة في طوكيو عمره 24 عاما للصحيفة انه كان بصدد البحث عن فرص عمل في المنطقة.

واوضح "كنت اعتقد ان الناس في الشرق الاوسط يكنون الود تجاه اليابانيين وكنت اعتقد ان اليابانيين اكثر امنا من الغربيين ... لكن هذا يجعلني اقلق".

والضحية روكورو فوشيدا (66 عاما) هو احد اليابانيين الذين امضوا معظم حياتهم العملية في الخارج.

فالمهندس لدى شركة جي.جي.سي كان يعتقد ان عمله الجزائر انتهى العام الماضي مع عودته الى اليابان للاحتفال برأس السنة مع اصدقائه واسرته، بحسب ما قال احد اقاربه لصحيفة اساهي شيمبون.

وتم استدعاؤه للعودة الى الجزائر لاصلاح مشكلة بسيطة في مشروع قبل بضعة ايام من هجوم المسلحين الاربعاء الماضي.

وقبيل ارساله عبر فوشيدا على حسابه على فيسبوك عن سروره وكتب "اتوقع ان اكون في الجزائر في القارة الافريقية لمشاهدة السماء المرصعة بالنجوم".

لكن قريبه يضيف للصحيفة "لو لم يعد لما حصل ذلك".

التعليقات 0