الاردنيون متشككون حول وعود مرشحي الانتخابات القادمة
Read this story in Englishيشكك كثير من الاردنيين في جدوى الانتخابات التي ستجرى الاربعاء في المملكة مؤكدين انهم تعبوا من الوعود الكاذبة وفشل المجالس السابقة في تحسين معيشتهم.
ويشهد الاردن منذ بدء "الربيع العربي" قبل نحو عامين احتجاجات سلمية تطالب باصلاحات سياسية واقتصادية جوهرية ومعالجة مشكلتي الفقر والبطالة ومكافحة جدية للفساد.
وقال محمد القيسي (43 عاما) وهو من سكان الزرقاء (23 كم شمال شرق عمان) التي تعتبر معقلا للاسلاميين، لوكالة فرانس برس "لا اتوقع ان اصوت. الشعارات والكلام ذاته الذي سمعناه في الانتخابات السابقة والتي قبلها ونفس الوجوه".
واضاف ان "المرشحين بعد فوزهم لا يفون بوعود قطعوها للشعب، واول ما يفعلوه عند فوزهم هو تغيير ارقام هواتفهم ثم تتغير شخصياتهم".
وسجل للانتخاب نحو 2,3 مليون ناخب يمثلون بحسب الحكومة، 70 بالمئة ممن يحق لهم التصويت وعددهم 3,1 ملايين من سكان المملكة البالغ عددهم نحو 6,8 ملايين.
وتسعى السلطات الى ان تكون الانتخابات المقبلة نقطة تحول في تاريخ الاردن على مسار الاصلاح. لكن ما يقلق كثيرين هو افتقار عدد كبير من المرشحين لبرامج انتخابية مقنعة، رغم ان صورهم وشعاراتهم تغمر الشوارع حاملة وعودا بتحسين حياة الاردنيين.
وقالت ياسمين غانم (25 عاما) وهي من سكان الزرقاء ايضا وتعمل موظفة في صندوق المرأة، لفرانس برس "اصبح من المتعارف عليه في الاردن ان تكون هناك وعود قبل الانتخابات لكسب الاصوات وبعد ان يفوز النواب لا يوفون بشيء".
والزرقاء مدينة صناعية تشهد كثافة سكانية عالية ويقطنها نحو مليون شخص. وهي تعاني من شكاوى متعلقة بالمياه والصرف الصحي والبنية التحتية.
واضافت غانم "في كل مرة نطمح ان تكون الانتخابات افضل من سابقتها لكن دائما اسماء الناجحين معروفة تبعا للواسطة والمحسوبية والعشائرية".
وتابعت مبتسمة "حتى الآن لم اقرر ان انتخب احدا"، واصفة وعود المرشحين ب"كلام فارغ".
وتقاطع الحركة الاسلامية ومجموعات معارضة اخرى بينها "الجبهة الوطنية للاصلاح" التي يقودها رئيس الوزراء الاسبق احمد عبيدات مدير المخابرات الاسبق الانتخابات.
فهي تطالب بقانون انتخاب "عصري" يفضي الى حكومات برلمانية منتخبة وتعديلات دستورية تقود الى مجلسي اعيان ونواب منتخبين.
اما علاء الدين شاويش وهو شاب سلفي ملتح كان ينتظر وصول الحافلة فاكد انه لن يشارك في الانتخابات لان "شعارات المرشحين تحمل نفس الوعود السابقة، محاربة الفساد ومحاربة الغلاء لكن لم نر شيئا يطبق".
ويوافقه علي ماضي الذي يعمل مدرسا في الزرقاء الرأي. وقال ان "الانتخابات كما هي فالمرشحين ذاتهم ولا تغيير عليهم، المجلس القادم سيكون كسابقه".
ويبدو الوضع في عمان والسلط مختلفا تماما عما هو عليه في الزرقاء.
ففي هاتين المدينتين الواقعتين شمال غرب عمان، تتضح معالم الانفاق الكبير للمرشحين على الحملات الانتخابية التي يقدم خلالها الطعام والحلويات في خيام كبيرة لكل من هو مستعد للتصويت.
لكن ذلك لا يقنع كثيرين، رغم وجود متفائلين خصوصا بعد الاعلان عن توقيف ستة مرشحين على الأقل، احدهم رئيس قائمة انتخابية، بتهمة شراء اصوات.
وقال طعان العوايشة (24 عاما) من مدينة السلط لفرانس برس "سأعطي صوتي ان شاء الله لانسان يستحقه"، مضيفا ان "الانتخابات ليست لايصال شخص الى البرلمان فقط وانما الاهم من ذلك ان يلبي طلباتنا واحتياجاتنا".
اما مسعف العبادي (43 عاما) الذي كان غاضبا لدى خروجه من مبنى بلدية السلط حاملا مخالفة بيده، فأكد "نريد انتخاب مرشحين لديهم قدرات وكفاءات عالية ومخلصين اولا لله ثم للوطن، لان مخافة الله قبل كل شيء".
ويضيف العبادي، الذي ينحدر من احدى العشائر الكبيرة "علينا ان نضع جانبا العشائرية والعنصرية والى اخره حتى ننتخب من يتقي الله".
وتشرف على الانتخابات لاول مرة "الهيئة المستقلة للانتخابات" التي تأسست عام 2012. وقد دعت الهيئة مراقبين من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وغيرها للمشاركة في الرقابة على الانتخابات لضمان نزاهتها.
وقال رائد عوض (44 عاما) من مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين شرق عمان، ويعمل نجارا "لن اصوت، لانهم ذات المرشحين من مجالس سابقة وكانوا وعدونا بوعود كثيرة قبل نجاحهم سابقا ولم يفوا بها".
ورأى انه "لن يكون هناك اي تغيير ولا تنفيذ لوعود الاصلاح، لو ارادوا اصلاح شيء لكانوا اصلحوا من المرة الماضية او التي قبلها".
ويتفق هاشم حماد (27 عاما) الذي يعمل حرفيا من منطقة خريبة السوق (تابعة لمخيم الوحدات)، مع عوض. وقال "كل مرة نسمع ذات الوعود".
واضاف "هذه ليست اول انتخابات في الاردن، لماذا نفترض ان هناك تغيير ونحن نرى نفس الاشخاص في كل مرة؟".
واكد "نحن بحاجة الى وظائف والى محاربة الفقر والبطالة والى محاربة الفساد الذي نهب خيرات البلد".
اما عزام مشة (31 عاما) وهو موظف في وزارة العدل يقطن جبل النزهة، احد الأحياء الشعبية شرق عمان، فرأى انه "ليس هناك مصداقية ولا يوجد ثقة باي مرشح".
واضاف ان "نزاهة الانتخابات غير مضمونة حتى الآن. فهناك شراء اصوات وقد ثبت ذلك وتم توقيف مرشحين" معتبرا ان "الوضع يسوء في كل مرة بدلا من ان يصلح لم يتغير شيء الى الافضل".
ورأى ان "المرشحين جميعا يسعون الى مصالح شخصية وميزات توفر لهم ولا يشعرون مع الفقراء، الشعب يحتاج من يشعر به ويخلصه من الفقر والبطالة والغلاء".
وشارك نحو الفي شخص الجمعة الماضية في تظاهرة نظمتها الحركة الاسلامية بمنطقة جبل الحسين وسط عمان رفضا للانتخابات "الشكلية" المقبلة وتأكيدا على مقاطعتها.