سليمان يدعو لبحث مشروع الحكومة الانتخابي وتعديله اذا دعت الحاجة لذلك

دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى مشروع قانون الانتخاب الذي طرحته الحكومة، وادخال التعديلات عليه ضمن اطار روحية الدستور اللبناني.

كلام سليمان، جاء خلال استقباله افراد السلك الدبلوماسي، في القصر الجمهوري في بعبدا، حيث دعا الى المضي قدماً في التحضير لاجراء الانتخابات النيابية ضمن ضوابط الديموقراطية الميثاقية التي يعتمدها لبنان.

يُذكر ان مشروع الحكومة حول الانتخاب ينص على اعتماد النسبية في 13 دائرة، واقرته في السادس من ايلول الفائت، وناقشته اللجنة النيابية الفرعية الى جانب مشروعي "اللقاء الاورثوذكسي" ومشروع الدوائر الصغرى المقدم من قبل قوى 14 آذار.

ولفت سليمان الى ان لبنان واجه الماضي ولا يزال يواجه تحديات عديدة، اهمها إبقاء التشاور قائما مع جميع الأطراف من أجل إيجاد حلول ومقاربات عملية ومتوافق عليها للخروج من حال التأزم السياسي القائم.

وشدد على الاستمرار في دفع الأفرقاء السياسيين للعودة إلى طاولة الحوار وعدم التورط في في منطق العنف الاقليمي والمصالح الخارجية. وتابع انه من التحديات التي نواجهها، "التحدي الأمني والاقتصادي والاجتماعي الذي يشكله التنامي المضطرد وغير المسبوق لأعداد النازحين السوريين إلى لبنان"، محفذاً على "إطلاق عجلة الاقتصاد والمضي في التحضير للتنقيب عن ثروة النفط والغاز واستخراجها".

في كلمته، توجه سليمان الى اعضاء السلك الدبلوماسي قائلاً " كان لعملكم الديبلوماسي دينامية خاصة العام المنصرم نأمل أن تستمر من ضمن علاقات التعاون المتعارف عليها بين الدول".

ودعا إلى "تشجيع الأطراف الداخليين والخارجيين على احترام إعلان بعبدا، وضمان استمرار الدعم لمهمة اليونيفيل ودفع إسرائيل إلى تنفيذ مندرجات القرار 1701 ودعم الجيش في ما يحتاجه من عتاد يسمح له بتأدية واجبه الوطني في حماية الحدود ومحاربة الارهاب".

واردف سليمان، مشيراً الى ان "اللبنانيين يتخوفون من تداعيات الأزمة السورية المتمادية وتنامي أعداد النازحين السوريين على أراضيهم وينظرون بقلق إلى الأزمة السياسية التي تعاني منها البلاد وتعذر استئناف أعمال هيئة الحوار الوطني وتفاقم الهموم المعيشية".

وشدد على ضرورة "المساعدة في معالجة تبعات تنامي أعداد النازحين السوريين إلى لبنان، وضمان استمرار الدعم المالي والمادي لوكالة الأونروا". ودعا الى السعي لعقد مؤتمر دولي لمعالجة مسألة النازحين من منطلق العمل الجماعي لحل هذا الامر.

ومنذ بدء الازمة السورية في آذار 2011، نزح عدد كبير من السوريين الى البلدان المجاورة، حيث ناهز عددهم الـ200 الف نازح، وطلب لبنان الاحد في اجتماع وزراء الخارجية العرب مبلغ 180 مليون دولار من الدول العربية لمساعدة النازحين.

كما اكد سليمان على ان "لبنان سعى جاهدا لتحييد نفسه عن التداعيات السلبية للنزاع في سوريا والذي بات يثقل كاهلها في ظل أجواء التوتر والانقسام السائد على الصعيدين الداخلي والاقليمي".

إلا أنه لفت الى ان لبنان "معني بصورة مباشرة ، بحكم علاقات الجوار والأخوة بمصيرها واستقرارها وبطبيعة التحولات على أراضيها. لذلك ندعم الحوار والمساعي التي تفضي إلى حل سياسي متوافق عليه من قبل كل الأطراف".

"لا تزال الآمال معقودة في ان تتمكن الجهود الدولية لبلورة الحل السياسي" في سوريا خصوصاً جهود المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي، تابع سليمان.

وهنأ الاتحاد الأوروبي لنيله جائزة نوبل للسلام "وقد تمكن من تحقيق السلام والأمن والديموقراطية والحرية لسكانه".

وفي مستهل اللقاء، كانت كلمة للسفير البابوي وعميد السلك الدبلوماسي المطران غبريال كاتشيا، لفت فيها الى مساهمة سليمان باطلاق اعلان بعبدا "وهو دليل واقعية كبرى وفي الوقت ذاته رؤية قادرة على رسم طريق يستطيع ان يضمن لبلدكم المحافظة على استقلاله بتجنيبه مخاطرة مواجهة دموية جديدة".

ودعا الى "مواجهة قضايا عديدة تتعلق بيوميات المواطنين وتجعلها التقلبات الاقليمية اكثر صعوبة"، مشيرا الى "تدفق اللاجئين السوريين والمشاكل الاقتصادية والتجاوزات الامنية".

وتمنى "معاودة تحريك عجلة المؤسسات الديموقراطية من اجل الخير العام ومتابعة التموضع السياسي بحسب الخطوط التي رسمتموها فخامتكم وخصوصا انجاز الاستحقاق الانتخابي وهو عامل اساسي لصحة الحياة الديموقراطية في البلاد".