الهند تحذر من التصعيد على الحدود الباكستانية

Read this story in English W460

استدعت الهند السفير الباكستاني الاربعاء للاحتجاج على مقتل اثنين من جنودها في اشتباك حدودي لكنها حذرت من اي تصعيد بعد المناوشات التي ادت كما يبدو الى سقوط قتلى لدى الجانبين.

وقتل جنديان هنديان اثر تبادل لاطلاق النار في منطقة كشمير المتنازع عليها ظهر الثلاثاء عندما وجدت دورية كانت تتحرك وسط الضباب جنودا باكستانيين على بعد 500 متر داخل الاراضي الهندية، بحسب الجيش الهندي.

وفيما دعت الهند لتحقيق من قبل باكستان، نفى مسؤول عسكري في اسلام اباد الاربعاء ان تكون القوات الباكستانية شاركت في اي هجوم واتهم الهند بنشر "دعاية" لتحويل الانتباه عن هجوم دام الاحد.

وقال وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد ان السفير الباكستاني لدى نيودلهي سلمان بشير "تم التحدث اليه بلهجة قوية جدا" لكنه حذر من اي خطوات اخرى من شانها تصعيد التوترات.

وقال خلال مؤتمر صحافي "مهما حصل، يجب الا يكون هناك تصعيد. لا يمكننا ان نسمح بتصعيد ويجب الا نقوم بذلك بعد وقوع حدث مؤذ".

واكد الجيش الهندي ان احد الجنديين اللذين قتلا قطع رأسه.

وقال المتحدث باسم الجيش جاي.داهيا لوكالة فرانس برس "يمكننا تاكيد ان احد الجنديين الهنديين قطع رأسه على ايدي الجيش الباكستاني في كشمير".

وكانت السلطات الهندية اعلنت ان جثة احد الجنديين "تعرضت لتشويه مريع".

وقال وزير الدفاع الهندي ايه.كي انتوني الاربعاء ان "عمل الجيش الباكستاني استفزازي جدا. والطريقة التي تعاملوا بها مع جثتي الجنديين الهنديين غير انسانية".

واتهم الجيش الباكستاني القوات الهندية بشن هجوم حدودي الاحد وقتل جندي باكستاني وجرح آخر.

وفيما قالت مصادر في الجيش الهندي ان هجوم الثلاثاء ربما هو رد انتقامي رفض مسؤول باكستاني الاتهامات "بعبور خط الحدود واطلاق النار من قبل القوات الباكستانية وقتل اي جندي هندي".

واضاف "تم ابلاغ السلطات الهندية ان باكستان اجرت تحقيقا على الارض ولم تعثر على اي عنصر يمكن ان يؤكد ادعاءات الهند".

وقال خورشيد ان الهجوم يهدف الى "ازاحة" عملية سلام هشة اساسا عن مسارها بين الجارين النوويين اللذين خاضا 3 حروب منذ استقلالهما في 1947.

وهذا الحادث يؤجج مجددا التوتر بين القوتين النوويتين اللتين استأنفتا بشكل خجول حوار السلام بينهما بعد تجميد العلاقات اثر اعتداءات بومباي في 2008 التي نسبتها الهند الى مجموعة اسلامية يوجد مقرها في باكستان بدعم من الجيش الباكستاني.

وبرزت خطوات مثل فتح التجارة وتخفيف شروط الحصول على تأشيرات، في محادثات رفيعة المستوى جرت مؤخرا.

ويقول المراقبون ان تجميدا للحوار الرفيع المستوى يمكن ان يكون من خيارات الحكومة الهندية.

وقال السكرتير السابق بوزارة الخارجية الهندية لاليت مانسينغ لوكالة فرانس برس "اقل ما يمكن للهند فعله هو استدعاء السفير الباكستاني".

واضاف "الحوار الفعال مثل مفاوضات التجارة وغيرها ينبغي ان يستمر لان ذلك من مصلحة الهند، لكن علينا تعليق الحوار الرفيع المستوى ... حتى الحصول على رد مرض من باكستان".

واججت عناوين الصحف التوترات حيث نددت صحيفة "ميل توداي" على صفحتها الاولى ب"جزاري الجيش الباكستاني" فيما ذكرت صحيفة هندوستان تايمز ان الجندي الاخر ذبح.

ووقع الاشتباك في منطقة مندهار على بعد 173 كلم غرب مدينة جامو، العاصمة الشتوية للولاية.

وتقول مصادر الجيش ان اشتباكات اخرى وقت مساء الثلاثاء على طول الحدود المعتمدة بحكم الامر الواقع دون ان تسفر عن اضرار وان الهدوء عاد الى الحدود صباح الاربعاء.

وقال اكبر ضباط الجيش في كشمير، البريغادير جي.اس سانغا لوكالة فرانس برس ان "الخط الفاصل مستقر".

ويسري وقف لاطلاق النار على الخط الفاصل منذ العام 2003، الا انه كثيرا ما ينتهك من الجانبين.

وكشمير التي تسكنها غالبية من المسلمين تقع في منطقة الهملايا وتطالب بها الهند وباكستان بالكامل لكنها تخضع بجزئيها لادارتهما. وكانت كشمير سببا لحربين من بين ثلاثة خاضتها الدولتان منذ استقلالهما عن بريطانيا في 1947.

التعليقات 0