تشييع قتلى ذكرى النكبة بجو من الغضب...هدوء حذر جنوبا واستنفار إسرائيلي على الحدود

Read this story in English
  • W460
  • W460
  • W460

شيع الفلسطينيون في لبنان الاثنين عددا من الضحايا الذين سقطوا الأحد على الحدود اللبنانية برصاص اسرائيلي خلال تظاهرة في ذكرى تهجيرهم من ارضهم وسط أجواء من الحزن والحداد والغضب.

وارتفع عدد الذين قتلوا في اطلاق النار الاسرئيلي في بلدة مارون الراس الحدودية، الى احد عشر شخصا، بعد ان توفي فلسطيني ليلا متاثرا بجروحه في مستشفى بنت جبيل في جنوب لبنان، بحسب ما افاد مصدر طبي وكالة فرانس برس.

وذكرت اسرائيل ان "الاوضاع هادئة على الحدود عند مارون الراس" الإثنين.

وأفادت وكالة "الأنباء المركزية" أن "الجيش الإسرائيلي رفع من استنفار قواته في القطاع الشرقي عموما وفي مزارع شبعا المحتلة خصوصا، ورصدت آليات مدرعة عدة تتحرك في المنطقة الواقعة بين موقعي العلم والفوارة وصولا حتى موقع مرصد جبل الشيخ".

وتبع الآليات تقدم عناصر مشاة مزودة ببنادق رشاشة ومناظير من جهة موقع العلم لتنتشر وبشكل قتالي خلف ساتر ترابي قريب من السياج الحدودي الفاصل قبالة بركة النقار ولفترة زادت على ساعة.

كما عملت فرقة تضم سبعة جنود إسرائيليين مدعومة بدباباتين، على اعادة تأهيل واصلاح الشريط الشائك، بعدما تمكن الفلسطينيون الأحد من إحداث فجوة فيه في محاولة للدخول الى الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وعملت الورشة الإسرائيلية على تنظيف الطريق الاسرائيلية المقابلة لمارون الراس من الحجارة التي رشقها الفلسطينيون، دائما بحسب الوكالة.

في غضون ذلك أصدر رئيس أركان الجيش الاسرائيلي بيني غنتش تعليماته إلى قوات الجيش بأن تكون على اهبة الاستعداد والتأكد من عدم حصول عمليات تسلل عبر الحدود.

وفي المقابل سير الجيش اللبناني و"اليونيفيل" دوريات مشتركة على الجانب اللبناني من الحدود.

بالعودة إلى لبنان، ففي مخيم البص للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور شيع الآلاف الشاب محمود محمد سالم (17 عاما)، وسط هتافات "لا اله الا الله، الشهيد حبيب الله"، و"يا شهيد ارتاح، ارتاح، نحن نواصل الكفاح".

وسار المشيعون وسط اطلاق نار كثيف في الهواء، من داخل المخيم الى جبانة صور حيث ووري الثرى، وسط زغاريد النساء وبكاءهن، ووسط نثر الارز والورد.

ولا تزال اللافتات في المخيم الخاصة "بمسيرة العودة الى فلسطين" معلقة. وفي مقدمة موكب التشييع، رفعت جنبا الى جنب اعلام حركتي حماس وفتح والاعلام الفلسطينية.

وقال زياد زيداني، وهو استاذ مدرسة، انه يشعر ان العودة الى فلسطين اليوم باتت فعلا "اقرب من اي وقت مضى"، كما قال الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، وذلك نتيجة "حصول المصالحة الفلسطينية، فالوحدة ظاهرة بين الناس، والمصالحة هذه المرة جدية".

ورأى زيداني ان المسيرة التي تمت امس من كل المخيمات الفلسطينية في اتجاه الحدود الهدف منها التركيز على "اهمية حق العودة واظهار ذلك للعالم"، مضيفا "كان لا بد من التنظيم اكثر لكن الحماس والاندفاع ادى الى ما ادى اليه".

في مخيم البرج الشمالي ، تم تشييع الشاب محمد سمير الصالح (16 عاما).

وقال فرج جمال، وهو صيدلي في الخمسين من عمره، انه شارك في المسيرة الاحد مع افراد عائلته وان ابنه البالغ من العمر عشر سنوات فقط ركض حتى "الخط الفاصل وعاد ليخبرني، ففرحت معه ولم اؤنبه، بل شجعته".

واضاف "هذه المرة، جاءت سلمية، لكن المرة المقبلة، ستكون بالسلاح".

أما في مخيم عين الحلوة، اكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، في مدينة صيدا المجاورة حيث تم تشييع ثلاثة قتلى، هتف المشيعون "عالقدس رايحين، شهدا بالملايين".

واقفلت كل المؤسسات التجارية والتربوية في المخيمات التي اعلن فيها الحداد.

وبينما رفعت لافتة كبيرة في مخيم عين الحلوة كتب عليها "فلسطين تستحق دماءنا. هنيئا لكم الشهادة" واكب عشرات المسلحين التشييع الذي حضره السفير الفلسطيني في لبنان عبدالله عبدالله.

ومن الهتافات التي اطلقت "يا ميشال ويا سليمان افتح افتح الحدود بدنا نقاتل بدنا نموت".

وقال مسؤول حركة حماس في لبنان علي بركة لوكالة فرانس برس "اننا نحمل جيش الاحتلال المسؤولية عما جرى (الاحد) من سفك دماء ونعتبرها مجزرة ضد عزل"، مضيفا "لم يستخدم احد في الجانب اللبناني من الحدود اي سلاح باستثناء الحجارة".

وقال بركة "انها مجزرة مفتعلة داخل الاراضي اللبنانية"، مطالبا "الحكومة اللبنانية بالتدخل الفوري لطلب محاكمة مجرمي الحرب".

وقد أكدت "الوكالة الوطنية للاعلام" ان "الطائرات الاسرائيلية اخترقت منذ صباح الإثنين الاجواء اللبنانية في الجنوب وحلقت على علو منخفض".

ويأتي التشييع بعد تجمع الاف الفلسطينيين واللبنانيين قبل ظهر الاحد في مارون الراس على بعد كيلومترين من الحدود الاسرائيلية لاحياء "يوم النكبة"، وتمكن عشرات منهم من اختراق صفوف الجيش اللبناني والاقتراب من الشريط الشائك الحدودي.\

وأخذوا يرشقون الجانب الاسرائيلي بالحجارة ويلوحون بالاعلام الفلسطينية. فعمد الجنود الاسرائيليون في الجهة المقابلة الى اطلاق النار ما تسبب بسقوط 12 قتيلا و112 جريحا.

وعن تفاصيل تطور الأمور أكّد مصدر عسكري لصحيفة "السفير" الإثنين أن "الجيش ابلغ قائد القوات الدولية عند بدء الاعتداء الاسرائيلي بانه يتولى معالجة المسألة ميدانيا، وبالتالي لا يجوز إطلاق النار على مدنيين عزل".

وروى المصدر أن "قوات الاحتلال استمرت في ارتكاب المجزرة، علما بأن ايا من المتظاهرين لم يتجاوز الخط التقني وليس فقط الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة، والمعروف بالشريط الشائك".

ولفت الإنتباه إلى أن ما "فعلته إسرائيل لا يمكن ان يحصل في أي مكان في العالم"، مشيرا الى انه حتى لو حصلت حالات تجاوز للخط الازرق، فان مواجهتها لا تكون بإطلاق النار على اشخاص عزل، غير مسلحين وليسوا متسللين، واصفا ما جرى بـ"الجريمة الموصوفة" الناتجة عن استخدام مفرط للقوة.

ورأى متحدث باسم "القوات الاسرائيلية" إن "جنوده أطلقوا النار على مشاركين في مسيرة العودة اقتربوا من السياج الحدودي وبدأوا يحاولون نزعه وإنه واع لسقوط ضحايا"، مشيراً إلى أنه لا يعرف عددهم. واعتبر ما حدث على الحدود اللبنانية والسورية "استفزازا من إيران".

التعليقات 0