"ويكيليكس" عن الحريري: إيران سيطرت على لبنان

Read this story in English

نقلت صحيفة "الاخبار" عن برقية اميركية تعود لـ"ويكيليكس" بتاريخ 15 أيار 2008 وتحمل الرقم 08BEIRUT704 ومصنفة من قبل القائمة بالأعمال ميشيل سيسون، ان "زعيم تيار المستقبل سعد الحريري اكّد مقتل القائد العسكري الرفيع المستوى في "حزب الله" أبو الفضل".

وذكرت البرقية انه خلال اجتماع "عقد يوم 15 أيار مع القائمة بالأعمال، كان الزعماء السياسيون يستعدون للقاء في الدوحة يوم 16 أيار لإعادة إطلاق الحوار الوطني، رغم قلّة الحماسة والتوقعات بشأن المحادثات، الأمر الذي يعدّ تكتيكاً آخر للمماطلة تمارسه المعارضة".

واوضحت سيسون انه "من وجهة نظر سعد، فإن إيران سيطرت على لبنان. والأحداث الأخيرة التي وقعت الأسبوع الماضي، أعادت فتح جراح عميقة في لبنان من الصعب أن تلتئم مجدداً. كان دعم الجيش اللبناني الوسيلة الوحيدة المتاحة لمواجهة "حزب الله". فحالياً، تتفاوض الأغلبية كطرف ضعيف بما أن "حزب الله" كسب قوة إضافية".

من جهة اخرى، أشارت سيسون إلى أن "عون عبّر عن استيائه من صيغة الدوحة المؤلفة من الزعماء الـ14 الرئيسيين، الأمر الذي نسبه سعد إلى عدم رضى عون عن تمثيل النائب ميشال المر للمسيحيين الأرثوذكس. لم يبدر عن الحريري أي رد فعل بشأن تعليق القائمة بالأعمال القائل بأن زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون يسعى إلى أن يحظى تياره بوزارة المالية أو الداخلية، واكتفى بالقول "لن أناقش الحقائب الوزارية". حين سئل عن استئناف البحث في معادلة 10-10-10 لتأليف الحكومة، قال نادر مستهزئاً، "لن نمنح عون هذا الشرف". واضافت سيسون ان الحريري قال "عون يسعى إلى تعليق الحوار من خلال زيادة سقف مطالبه، بينما هو يطمح فعلياً إلى رئاسة الجمهورية".

وذكر سعد انه "تساور بعضنا شكوك بخصوص قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان"، ملقياً نظرة إلى بطرس ومن ثم أطلق كلا الرجلين ضحكة في الهواء.

وشرح سعد، حسي البرقية دائماً، ان وفد الجامعة العربية الذي يترأسه وزير الخارجية رئيس الحكومة القطري، حمد بن جاسم، لم يتوقع أن تمتد المحادثات إلى أكثر من 3 أيام. "إلا أن حرب أضاف أن محادثات اتفاق الطائف عام 1989 التي خطط لها أن تمتد على 3 أيام فقط، امتدّت إلى 24 يوماً".

وشدّدت سيسون على انه "لم يبدُ سعد متفائلاً بإمكان أن تجد الدوحة حلاً للأزمة الحالية، إذ كرّر القول سنرى بتجهّم". واشار الى ان "الجراح عميقة جداً وأحداث الأسبوع الماضي أعادت فتح جراح عديدة إلى حد أنه يصعب التئامها مجدداً"، مضيفاً انه "نجح الجيش في إعادة الوعي بين الناس ومنع حدوث مذبحة بالسنّة قرب طرابلس، لكن إلى أيّ حد يمكن الاستمرار بذلك؟"

واكّد الحريري انه "بالمقابل، تكبّد "حزب الله" خسائر أكثر من تلك التي وردت"، وشرحت سيسون ان الحريري "زعم أنهم خسروا حوالى 45 إلى 50 مناصراً، بمن فيهم القائد العسكري في "حزب الله" أبو الفضل/ الذي وصفه سعد بأنّه قائد فوج التدخل".

واضافت البرقية ان "الحريري زعم ان موت أبي الفضل كان المحرك الأساسي لهجوم "حزب الله" في الشوف، ما دفع وليد جنبلاط للهجوم المضاد". ورغم الهدوء الذي ساد منذ ذلك الحين، حذّر سعد من أن "الجولة الثانية سوف تقع، لكنني لن أتحول إلى ميليشيا".

و"قال سعد إن "حزب الله" حاول منع أي ذكر لسلاحه في جدول الأعمال، لكنه فشل، زاعماً أن الحزب وافق على الحوار الوطني لحاجته إلى الخروج من الشارع، الأمر الذي شوّه صورته في العالم العربي. طرأ تطوّر أخطر، ألا وهو تضاعف المواقع الإلكترونية المشجعة للجهاديين، واتخاذ "حزب الله" قراراً غير مسؤول بنشر صور التشويه بالجثث بواسطة الفيديو واليوتيوب".

وذكرت البرقية ان "سعد قال إن الاتفاق على إطلاق الحوار الوطني لم يغيّر من واقع أن إيران سيطرت على لبنان. فقد أظهروا بوضوح، أنه إذا لم يملكوا الثلث المعطل، فإنهم سيستخدمون السلاح لمنع الحكومة من اتخاذ القرارات. فقد هدّد بري بنفسه، الساعة العاشرة من مساء اليوم السابق عندما كان مجلس الوزراء لا يزال في خضم مناقشة دارت لـ4 و5 ساعات كي يقرر ما إذا كان سيسحب قراري 5 أيار أم لا، لمواجهة "حزب الله"، بأنه إذا لم تقدم الحكومة على ذلك، فلن يتحمّل مسؤولية أي شيء يحدث في الشارع".

ونقلت عن الحريري قوله انه "كما أخبرتكِ منذ ستة أشهر، سيحوّل السوريون والإيرانيون لبنان إلى غزة ثانية".

و"كرّر سعد أن لبنان يمثّل مشكلة للولايات المتحدة الأميركية". وأجابت القائمة بالأعمال، بحسب الوثيقة، "أن هدف زيارة قائد المنطقة الوسطى العسكري بالوكالة الجنرال دمبسي يوم 14 أيار إلى بيروت، هو إظهار الدعم للجيش اللبناني كمؤسسة حكومية والتأكيد لسليمان أن المساعدات الأميركية البالغة قيمتها 331 مليون دولار على مدى السنتين الماضيتين، كانت مقابل تأدية الجيش لدوره كما يجب".

وذكرت سيسون ان "سعد وافق على أن محاولة سليمان إلقاء اللوم على قوى الأمن الداخلي غير صادقة، إذ إن قوى الأمن الداخلي كانت تحت إمرة جيشه اللبناني خلال حالة الطوارئ".

وشدّد "سعد على أن أداء الجيش اللبناني خلال الأسبوع الماضي، يجب ألا يؤثر على المساعدات الأميركية، بل على العكس، فلو كان الجيش اللبناني مجهزاً كما يجب، لكان بإمكانه التصدّي بطريقة أفضل لبنادق الأم 16 والصورايخ الروسية والأر. بي. جي الخاصة "بإرهابيّي" حزب الله. نحن بحاجة إلى خطة مارشال للجيش اللبناني. للأسف، إن وصول الأسلحة إلى لبنان يستغرق وقتاً طويلاً جداً، ما زلنا بانتظار الطائرات المروحية وسيارات الهمفي"، وبحسب البرقية "أجابت القائمة بالأعمال أن الولايات المتحدة سترسل قريباً شحنة مهمة من الذخائر، وما زالت تبحث في أمر سيارات الهمفي المدرعة، والمناظير الليلية، والسترات الواقية من الرصاص".

من جهة اخرى، ذكرت البرقية انه "بعد اجتماع القائمة بالأعمال مع سعد، تحدث مساعد نائب رئيس البعثة على انفراد مع نادر الحريري الذي عبّر عن ارتباكه حيال ردة فعل المجتمع الدولي بشأن سيطرة "حزب الله" على وسط بيروت". واضاف نادر ان "الرئيس المصري حسني مبارك انتظر خمسة أيام للرد على اتصال الأغلبية الهاتفي، والفرنسيون لم يكونوا أفضل حالاً".

وشرحت البرقية انه "علاوة على ذلك، وردت نادر معلومات بأنه خلال محادثات فرنسية – مصرية (غير محدّدة) لم تكن هناك أدنى فكرة عما يمكن فعله للبنان".

وحين سئل نادر عن سبب اتخاذ الحكومة قرارات تعرف أنها مثيرة للجدل عشية تظاهرة الاتحاد العمالي العام، ممّا سهّل لـ"حزب الله" الطريق لتسييس هذه التظاهرات في الوقت الذي كانت فيه قوى 14 آذار تستعد لفرض انتخابات يوم 13 أيار، أجاب "بأن وزير الدفاع المرّ أكد لمجلس الوزراء أن الجيش اللبناني سيدافع عن قرارات الحكومة، وفي كل الأحوال كان "حزب الله" سيبحث عن ذريعة أخرى لإثارة المشاكل".

واضاف نادر "ان تيار المستقبل اتخذ قراراً صعباً لكن واعياً بعدم توزيع الأسلحة على مناصريه"، مشيراً إلى أن "حزب الله" استولى على فندق البريستول الذي يبعد 300 متر فقط. وأوضح أن "رفيق الحريري لم يلطخ يديه بالدماء، وأن ابنه لا يسعى إلى أن يتحوّل إلى قائد ميليشيا".

وذكرت سيسون ان نادر "لم يتوقع أن ينتج عن محادثات الدوحة الكثير، صارفاً النظر عنها معتبراً أنها تكتيك آخر للمعارضة كي تماطل، إلى أن تنقلب الأمور مجدداً لمصلحتها. حالياً تفاوض الأغلبية بصفتها الطرف الأضعف، فيما كسب "حزب الله" قوة جديدة.

التعليقات 0