"ويكيليكس" عن جنبلاط: سأجهز المقاتلين للجولة الثانية من قتال "حزب الله"

Read this story in English W460

نقلت صحيفة "الأخبار" عن وثيقة نشرها موقع "ويكيليكس"، ويعود تاريخها الى 15 أيار 2008، تؤكّد فيها القائمة بالأعمال الأميركية في بيروت حينها ميشيل سيسون انه "في 15 أيار أخبرنا زعيم الحزب "التقدمي الاشتراكي" والقيادي في 14 آذار وليد جنبلاط، أنه يريد تجهيز مقاتلي الحزب "التقدمي الاشتراكي" الدروز عبر إمدادهم بالأسحلة سراً، كي يستعدوا للجولة الثانية من قتال "حزب الله".

وذكرت الوثيقة ان "جنبلاط خطط أساساً، لتأجيل ذهابه إلى الدوحة لمدة 3 أو 4 أيام، حيث تعقد الجامعة العربية جولة من المحادثات في 16 أيار للسياسيين اللبنانيين، كي يتمكن من زيارة ناخبيه الدروز في الشمال (19 شخصاً منهم قضوا خلال اشتباكات مع "حزب الله") ومن إجراء زيارات خاطفة لأصدقائه في مصر والسعودية".

واضافت سيسون انه "لكن جنبلاط اتصل في وقت لاحق، ليبلغ القائمة بالأعمال أنه تلقى مباركة السعوديين للذهاب إلى الدوحة وصمّم على الذهاب برفقة سعد الحريري في اليوم التالي".

واوضحت سيسون "ان جنبلاط يعتزم القبول بمعادلة 10-10-10 لتأليف الحكومة، وسعد الحريري رئيساً للحكومة"، مشيرة الى انه "بحسب جنبلاط، فإن أهم وزارة هي المالية تتبعها الداخلية، ويتوقع أن لا تتمكن الأغلبية من اختيار وزيري المالية والدفاع".

واقترح جنبلاط في الوثيقة أن "تقدم الولايات المتحدة الأميركية مساعدتها من خلال دعمها لفتح مطار القليعات - رينيه معوض في الشمال في وقت لاحق، والضغط على القادة الإسرائيليين للامتناع عن إطلاق تصريحات علنية داعمة للحكومة اللبنانية.

وفي وثيقة اخرى يعود تاريخها الى 15 أيار، وفي "تمام الساعة الثانية ظهراً بالتوقيت المحلي، اجتمعت القائمة بالأعمال، يرافقها الملحق العسكري وأحد الدبلوماسيين السياسيين في السفارة، بجنبلاط، وبوزير الإعلام والنائب غازي العريضي، في منزل جنبلاط المحصّن جيداً في كليمنصو"، وقال جنبلاط "الذي بدا أكثر ارتياحاً وبهيئة أقوى مما كان عليه عندما اجتمعنا به يوم 12 أيار، إنه سيغادر كليمنصو لأول مرة منذ أيام للقاء رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، الذي يترأس وفد الجامعة العربية في بيروت".

وأشار جنبلاط إلى أن "جاسم قد التقى نائب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم في وقت سابق اليوم، تبعه اجتماع مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة".

وتشدّد سيسون في الوثيقة انه "أبلغنا جنبلاط أنه كان مستعداً ليلة البارحة اي 14 أيار لإلغاء قراري الحكومة الصادرين يوم 5 أيار والمثيرين للجدل، واللذين يقضيان بنقل رئيس جهاز أمن المطار وإعلان عدم شرعية شبكة اتصالات حزب الله، إلا أن زعيم تيار المستقبل المنتمي إلى 14 آذار أراد تأجيل قرار الإلغاء الى اليوم.

واضافت سيسون انه "مرر وسام الحسن، من مكتب استخبارات قوى الأمن الداخلي، رسالة وصلته من وفيق صفا، صلة الوصل بين "حزب الله" والحكومة، تقول إنه في حال عدم إلغاء القرارين في تلك الليلة (14 أيار)، سيدرك "حزب الله" حينها أن الحكومة قد عدّلت موقفها.

وبحسب الوثيقة الأميركية، قال جنبلاط انه سيدعو البيان الى بدء حوار وطني للاتفاق على قانون انتخاب جديد وعلى حكومة وحدة وطنية. وسيتضمّن جملة يوافق عليها جميع الأطراف "عدم استخدام السلاح لحل الأزمات الداخلية".

واشار جنبلاط "نتطلع للمضيّ قدماً علينا أن نستعد لجولة أخرى. علينا أن نتكتم حولها ونحسن الإعداد. "أعترف بأن "حزب الله" قد كسب الجولة الأولى، مضيفاً أنه بينما يتطلع إلى جولة أخرى، فإن مناصريه في الشوف خائفون".

أفاد بأنه لا يعلم كيف سيؤمن المعدات اللازمة، مشيراً الى أن نائب القوات اللبنانية طوني زهرا يريد العمل مع سعد الحريري ليتحقق من نية السعوديين تأمين الأسلحة.

وصرّح جنبلاط بأنه لا يريد استفزاز "حزب الله"، لكنه أعلن أنه ومقاتليه في الحزب التقدمي الاشتراكي بحاجة إلى بعض الوقت للراحة وإعادة تموين أنفسهم.

وقال "إنه بحاجة إلى الألغام، لكن القائمة بالأعمال والملحق العسكري عارضا الفكرة بقوة، مشيراً الى ان الجيش اللبناني بحاجة الى استراتيجية لإعادة الانتشار، حتى إنه أوصى بالتجنيد الإلزامي لأن الجيش يجب أن يكون في كل مكان، لكن ينقصه العديد من الجنود في الوقت الحالي.

عبّر جنبلاط عن قلقه من اندلاع حرب طائفية في بيروت، محاججاً أن يترأس الحكومة شخص سني معتدل-سعد الحريري كرئيس حكومة مقبل-كي لا "ينتشر الزرقاويون (نسبة لزعيم القاعدة في العراق) في بيروت وطرابلس".

وقالت سيسون في البرقية "كانت رسالته الأخيرة لنا مناشدة قوية للضغط على القادة الإسرائيليين للامتناع عن إطلاق تصريحات مؤيّدة للحكومة اللبنانية أو لمبادرة وفد وزراء خارجية الجامعة العربية".

التعليقات 0