مزيد من المراوحة لاسباب "داخلية" صرفة وحكومة "الأمر الواقع" الأكثر رجحاناً
Read this story in Englishشهد عملية تأليف الحكومة مزيداً من التعثر والمراوحة، وفي حين يعزو البعض الاسباب الى معطيات خارجية ضاغطة، يؤكد البعض الآخر من المطلعين على خفايا المشاورات أن اسباب التعثر محلية، وتتصل بالخلاف العميق القائم بين الطرفين المعنيين بحقيبة "الداخلية"، وهما رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون.
ولفت رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، امام وفد من الوكالات العربية والاجنبية التي شاركت باحتفال اليوبيل الذهبي للوكالة الوطنية، الى ان "الوضع الضاغط في المنطقة والاستحقاقات الداخلية تتطلب الاسراع بتشكيل الحكومة"، معتبراً "أننا جميعا بمركب واحد واي ثقب يصيب المركب يصيبنا جميعا".
واشار الى ان "هناك الكثير من المطالب من قبل الكتل والافرقاء التي دعمت ترشيحي ونقوم بمعالجتها بالتعاون مع الرئيس سليمان بما يناسب تصورنا وما يتوافق مع احكام الدستور".
وكانت صحيفة "السفير" قد نقلت عن ميقاتي انزعاجه مما آلت اليه أمور التأليف، وهو أبلغ زواره، انه بات أمام خيارات محدودة جداً، في حال بقي الحل مستعصياً، قد يكون أكثرها رجحاناً طرح حكومة الامر الواقع على جميع الاطراف، مستبعداً ان يعتذر في مثل هذا الوضع الداخلي المعقد والمتأزم، والوضع العربي المتفجر.
واشار الى انه سيتقدم بصيغة حكومية بناء على التوافق السياسي الذي حصل خلال الاتصالات التي جرت خلال الاشهر القليلة الماضية، بمعزل عن الخلاف حول حقيبة الداخلية، ووفق التوازنات التي يراها مناسبة للبلد، لافتاً الانتباه الى "ان الوقت بدأ يداهمنا".
وأوضح ميقاتي انه لم يطلب من احد نقل اقتراحات بأسماء شخصيات مدنية او عسكرية لتولي حقيبة الداخلية، ورأى ان موقف الوزير زياد بارود الاخير جريء، لكن هذا لا يعني ان نعطي حقيبة الداخلية لشخصية من خارج حصة رئيس الجمهورية، لأنها يجب ان تبقى بيد حيادية.
وفي سياق متصل، رأت أوساط رئيس الحكومة المكلف ميقاتي "أن الازمة الحكومية الراهنة لا تزال أسيرة الشروط السياسية المتنقلة، ونزعة البعض الى التمسك بمواقف يعتبرون العودة عنها تراجعا أو تنازلا.
وأضافت: إن معوقات التأليف داخلية صرفة ويتحملها الاطراف الذين يرفعون المطالب الواحد تلو الآخر، أحيانا على حساب المنطق ودور المؤسسات والشركة الوطنية الحقيقية، وتاليا فان الاسراع في تأليف الحكومة يستدعي تنازلات، علما أنه عندما يكون التنازل لمصلحة الوطن، لا يمكن اعتباره تنازلا بالمعنى الضيق للكلمة، بل ترفعا عن الاعتبارات والمصالح الذاتية خدمة لأهداف وطنية سامية".
ونقلت صحيفة "النهار" عن أوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري "أن ما كان يقوم به مستشاره النائب علي حسن خليل ومستشار الامين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل، لم يعد يتم الآن وفق خريطة طريق نظرا الى انسداد الافق أمام تحركهما، وهذا ما كان مدعاة لابداء رئيس مجلس النواب تشاؤمه بشكل حاد".
ورأت جهات مواكبة لتأليف الحكومة ان خطورة الموقف تكمن حاليا في أن الازمة تعكس نفسها في تصريحات معلنة ومتبادلة بين سليمان وعون "مما يعقّد عملية التاليف".
الى ذلك، قالت مصادر بارزة في الأكثرية الجديدة لـ"السفير" إن الاتصالات وصلت الى طريق مسدود وانه لم يعد لدى المعنيين بتشكيل الحكومة خريطة طريق للعمل على هديها، بعدما جرى استهلاك الكثير من الافكار والطروحات خلال المفاوضات، من دون الوصول الى أي نتيجة.