"ويكيليكس" عن ميقاتي: "حزب الله" ورم سرطاني يجب إزالته وعون "رجل مجنون"...ومكتي ميقاتي يرد
Read this story in Englishفي تعليق له على ما نشر في وثائق "ويكيليكس" أكد المكتب الإعلامي للرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي أنه "ملتزم دائما مبدأ الحوار ولن يدخل أبدا في سجالات مع أي كان".
وأشار المكتب إلى أن "ما ينسب في هذه الوثائق من كلام او مواقف بعضه غير صحيح، والبعض الاخر غير دقيق، ومعظمه يعود الى سنوات سابقة ويندرج في اطار التحليل السياسي للواقع العام في لبنان حينذاك ومن خلفية نظرتنا الى الدولة اللبنانية وواجبها الحتمي باستيعاب كافة مكوناتها، وهو هدف يجمع عليه جميع المخلصين في لبنان".
كما لفت إلى أن "الكلام الاستنسابي المنقول في التقرير لا يعبر عن حقيقة قناعاتنا ويتم إستخدامه لمآرب سياسية من خلال اللجوء الى الاجتزاء او التصرف الذي يفقد المضمون الاطار الذي قيل فيه ويجعله مبتورا وناقصا ومشوها".
وكانت قد نشرت صحيفة "الجمهورية" نقلا عن موقع "ويكيليكس" وثيقة سرية صادرة عن السفارة الاميركية في بيروت ويعود تاريخها الى 12/1/2008، وتشير الوثيقة الى ان ميقاتي أبلغ السفيرة الاميركية ميشال سيسون ان رئيس حكومة تصريف الاعمال الذي يسعى الى التحالف معه انتخابيا سيفوز في الانتخابات في طرابلس، مؤكدا انه سيرفض تولي منصب رئيس الوزراء "اذا لم يحظ بدعم الطائفة السنية"، وان الحريري هو من سيتولى هذا المنصب على الارجح.
وعن الرئيس ميشال سليمان، اعرب ميقاتي عن قلقه لان القوات المسلحة اللبنانية والبطريريك الماروني يدعمان رئاسة الجمهورية، لا يدعمان سليمان مئة في المئة.
ووصف ميقاتي "حزب الله" في 18 كانون الاول العام 2007 بانه "ورم سرطاني" داعيا الى إزالة الدويلة التي يقيمها هذا الحزب من اجل الحفاظ على لبنان، ولاحظ ميقاتي ان العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا هي علاقة "تجميلية"، لكنه دعا الى علاقات افضل معها من اجل احتواء حزب الله.
واشار الى ان هدف "حزب الله" الاساسي هو اقامة قاعدة عسكرية ايرانية على البحر المتوسط تنطلق منها ايران نحو الغرب.
واوضح ميقاتي انه "في احد اجتماعاته مع الرئيس ميشال سليمان كان مقلقاً عندما قال الاخير ان مهمته كانت اسهل مما توقع"، واكّد ميقاتي انه ابلغ سليمان ان عليه بتاء مؤسسات قوية من اجل احتواء "حزب الله".
ولاحظ ميقاتي ان دعم الجيش اللبناني والبطريرك الماروني للرئيس سليمان ليس كبيراً، مشيراً الى ان القوات المسلحة اللبنانية متعاطفة مع قوى الثامن من آذار، في وقت يدعم معظم ضباطها "حزب الله" والعماد ميشال عون.
وشكّك ميقاتي في هذا المجال ان يكون سليمان يحظى بالدعم الكامل من القوات المسلحة اللبنانية، لكنه استطرد قائلاً: ربما ان الخوف من انقسام الجيش قد منع قائده ميشال سليمان من اتخاذ قرارات جوهرية بين العامين 2005 و2008. واضاف: ان البطريرك صفير "ليس مغرماً بسليمان".
على صعيد آخر، قال ميقاتي ان لبنان لا يستطيع ان يستمر في ظل دويلة "حزب الله"، موضحاً انه وبغض النظر عن آرائه الشخصية فيه، يتوقع ان يجرّ الحزب لبنان الى "نهاية حزينة" واصفاً اياه بأنه يشبه "الورم السرطاني الذي يجب ازالته سواء كان ورماً حميداً او خبيثاً".
وعن اهداف "حزب الله" في لبنان، شدّد ميقاتي على ان ايران تستخدم هذه المجموعة لاقامة قاعدة عسكرية على البحر الابيض المتوسط، قائلاً ان "حلم الامام الخميني لتصدير الثورة الاسلامية كان يحتاج الى نقطة انطلاق"، وان نقطة الانطلاق هذه هي لبنان.
واضاف ان "هذا الهدف يحتاج الى وقت، لكنه اوضح ان "حزب الله" يتمتع بالصبر".
وردّاً على القول ان السلام مع اسرائيل هو افضل طريقة مباشرة لاحتواء مثل هذه النيّات، وافق ميقاتي على ان السلام مع اسرائيل سيكون "نهاية سعيدة"، لكنه يتساءل: "هل تقدم سوريا على ابرام اتفاق من دون اذن من ايران؟"
وختم التقرير الاميركي واصفاً اللقاء بالقول: "لقد قدّم ميقاتي نفسه على انه عدّو لـ"حزب الله" في وقت يتطلع الى فرص محتملة للعودة الى رئاسة الوزراء".
وفي وثيقة ثانية يعود تاريخها الى 11/1/2007، وصف ميقاتي رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون بأنه "رجل مجنون" قائلا انه يشكل عقبة اساسية في طريق ايجاد حل للفراغ الرئاسي في لبنان.
ولفت الى ان "رئيس تيار المردة وهو حليف وثيق لشقيقه طه فقد صبره حيال عون، خصوصا بعدما ادرك بان الاخير لن يصبح رئيسا وحاول اقناعه بالوقوف جانبا تمهيدا للتوصل الى خيار اجماعي".
واشار الى ان عون وافق على مضض، لكنه اعرب عن غضبه لاحقا بعدما علم ان فرنجية أبلغ البطريرك الماروني بطرس صفير عزم عون على عرقلة ترشيحه وأقدم على استقبال ابن عمه سمير فرنجية.
وبموجب وثيقة يعود تاريخها الى 30/7/2007، اعتبر ميقاتي ان عون "نكتة وشخصية مضحكة" وهو موجود نتيجة الألعاب السياسية المتداولة في البلاد.