عون: مطالب ميقاتي تعقد التأليف واصطفاف دولي ضد سوريا شبيه بحرب تموز
Read this story in Englishحمّل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان مسؤولية عدم تأليف الحكومة "لأنهما يمتنعان حتى اللحظة عن توزيع الحقائب على الكتل" على حد قوله.
ورفض عون "تعميم التعطيل" مطالباً من يقول إن "مطالب الكتل تعطّل" بتحديد الكتلة التي يقصدها بقوله ويشرح الأسباب التي تجعل مطالبها غير محقة" في إشارة إلى كلام سليمان.
وجدد في حديث إلى قناة "المنار" عدم اعتقاده أنّ "أسباب التّأخير تعود لمطالب الكتل إذ ما من مطلبٍ تعجيزيّ" مضيفا:"مطالب رئيس الحكومة هي ما يعقّد التّأليف وليس مطالب الكتل، ما من أحد يطلب أكثر من النسبة التي تحق لكتلته لأنّ هناك قواعد ومعايير لتأليف الحكومات".
كما ذكر أن تأليف الحكومة هي من مسؤوليّة ميقاتي وسليمان "فليتفضّلا وليتحمّلا مسؤوليّتهما".
وطالب عون بتحديد أي كتلة مطالبها تعجيزية أو غير محقة مضيفا:"يجب أن نحدّد ولا يجب أن يتم الحكم على الكل أي لا يجب تعميم التّعطيل".
وأردف:"أنا أقول إنّ التّعطيلَ متأتٍ على يد رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية الّلذين لا يتحملان مسؤولياتهما بتوزيع الحقائب وليس تسمية المرشحين بل توزيع الحقائب".
وأبدى رئيس التيار الوطني الحر اعتقاده أن "خلفيات عدم تأليف الحكومة تعود إلى أسباب خارجية لأنّ المداخلات الخارجية ظاهرة".
وأردف:"نحن نرى التّهديدات الّتي تُعلَن مع التّعليمات، "إن لم تفعلوا كذا، وإذا لم تقوموا بذلك سنأخذ إجراءات وإلى ما هنالك".
وتابع :"إذ كنت أنا العقبة أخرج من الحكومة قد يكون هذا هو الحل الوحيد ولكن نريد من أحدهم أن يحدد هذه العقبة وأن يقول لماذا يعتبرها عقبة" مجددا القول:"إذا حددوا أني أنا العقبة نسلّمهم الحكم ونغادر البلد".
وعن الجدل القائم حول وزراة الداخلية جزم "أننا لا نقبل لأحد أن يكون له وصاية علينا عندما نريد أن نسمي وزراءَنا، نحن مسؤولون عن وزرائنا تجاه الرّأي العام، نحن نتحمل النّتائج السّياسية، ولا يمكننا تغطية أحد سمّاه غيرُنا".
وتطرق عون في حديثه إلى فريق 14 آذار فقال:"ما تركوه وراءهم هو مخزٍ على مستوى ممارسة المسؤوليّ. فقد تركوا دولةً مكسورة ماليّاً ومن دون محاسبة عامّة منذ العام 1993 ولغاية اليوم".
وعن الأحداث السورية رأى عون أنها أخذت بعدين، إذ انّ هناك "البعد الظاهر وهو أنّ هناك مطالب إصلاحيّة وقد أكّد عليها الرئيس بشّار الأسد منذ البداية ولكن بدأت تتحوّل إلى مطالب أخرى وهي إسقاط النّظام وهو البعد الخفي".
وشرح أنه "لم يعد مطلب إسقاط النّظام مطلباً إصلاحيّاً، إنّما هو مطلب له خلفيّة دوليّة، ونتيجة للإصطفاف الدّولي الحاصل الآن، نجد أنّ الإصطفاف الذي حصل خلال حرب تمّوز هو نفسه اليوم وراء إسقاط النّظام في سوريا" مضيفا:"عندما بدأ الحكم في سوريا بالسّيطرة على الوضع الفوضوي، بدأت المناورات، إذ بدأ الكلام الدّولي عن فرض عقوبات على سوريا والتحقيق معها".
وردا على سؤال إذا ما هناك من "يقف على التّلّ" بانتظار ما ستؤول إليه الأمور في سوريا ويراهن على الأحداث التي تحصل فيها استشهد بوثائق "ويكيليكس" وقال :"لا يزال الإصطفاف الدّولي والمحلّي الذي نتج عن حرب تمّوز على حاله اليوم".
وتحدث عن موضوع تهجير المسيحيّين من سوريا فذكر أنه "كان مطروحاً قبل بدء الأحداث في سوريا، فقد طرحه بعض الموفدين الدّوليّين رسميّاً في لبنان في العام 1976، وكذلك الأمر بالنسبة للمسيحيّين الفلسطنينيّين، وقد هاجرت النسبة الأكبر منهم، وحصل ذلك أيضاً في العراق عندما تعمّمت الفوضى".
وعليه اعتبر أن "التهجير قد يأتي أحياناً لنتيجة مخطّط وقد يأتي أحياناً أخرى لنتيجة الأحداث" قائلا:"لربّما يريدونه في سوريا نتيجةً للأحداث".
ووجه عون "رسالة خاصّة لمسيحيّي سوريا إذ يجب أن يعوا جيداً أنّهم أبناء الأرض التي يعيشون عليها وأنّهم ابناء سوريا وعليهم البقاء وألاّ يخشوا شيئاً، فما يساعد على التّهجير هو الخوف الذي ينتاب المسيحيّين في المشرق، فإن التزموا بأرضهم، ما من أحد يستطيع أن يبعدهم عنها".
وإذ شدد على أن "كلّ العالم يسير اليوم في إتّجاه احترام المعتقد الدّيني وباتّجاه التعدّد السّياسي، بمن فيهم سوريا التي تريد أن تقرّ قوانين للأحزاب وللإعلام وهذه القوانين ستكون من الإصلاحات التي ستتمّ قريباً" طمأن المسيحيين السوريين خاتما:"لا داعي للقلق فالمرحلة الصعبة مرّت، ترسّخوا في أرضكم وفي مجتمعكم".