أشتون تنوّه بعمل سليمان في "هذا الظرف الصعب": ضرورة عقد جلسة حوار عاجلة
Read this story in Englishأكدت مفوضة الشؤون الخارجية والأمن في الإتحاد الأوروبي كاترين أشتون "ضرورة عقد جلسة عاجلة لهيئة الحوار الوطني"، منوهة بعمل رئيس الجمهورية ميشال سليمان "في هذا الظرف الصعب"، بحسب مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية.
ونقلت صحيفة "السفير" عن المصادر عينها في عددها اليوم الأربعاء، الى أن "أشتون قد أبلغت رؤساء الجمهورية (ميشال سليمان) ومجلس النواب (نبيه بري) والحكومة (نجيب ميقاتي) وقائد الجيش (العماد جان قهوجي) و (رئيس كتلة "المستقبل" النيابية) فؤاد السنيورة، وأبلغتهم حرص الاتحاد على الاستقرار في لبنان، وتحذيره من تداعيات الفراغ ".
وأضافت المصادر أن "أشتون شددت على دعم الاتحاد لسعي رئيس الجمهورية من أجل عقد جلسة عاجلة لهيئة الحوار الوطني، واصفة ذلك بأنه أمر مهم جداً".
وأشارت المصادر في حديثها للصحيفة عينها الى ان "أشتون توجهت الى سليمان بالقول" إن المجتمع الدولي محظوظ بوجودكم في سدّة الرئاسة الأولى في لبنان في هذا الظرف الصعب، وما يهمنا الاستقرار وديمومة عمل المؤسسات الرسمية، ونحن منفتحون على المساعدة في كل ما تطلبونه في هذه المرحلة الدقيقة، لأن الهم الأساسي عدم تعريض لبنان للمخاطر".
وعلمت "السفير" ان المسؤولة الاوروبية جددت أمام سليمان دعم الحكومة اللبنانية، منبّهة الى "ضرورة عدم حصول فراغ في لبنان على مستوى مؤسساته الدستورية لأن الفراغ يدفع الى المجهول".
في المقابل، دعت وزارة الخارجية الروسية "القوى السياسية والطوائف في لبنان الى ضبط النفس وعدم السماح بانتشار الفوضى في البلاد، والتكاتف في وجه خطر زعزعة دعائم الدولة".
كذلك التقت آشتون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية، طالبة منه "الحفاظ على تماسك لبنان ووحدته في هذا الظرف الصعب وعدم إدخال لبنان في دائرة الفراغ".
وكان ميقاتي اعلن السبت انه ليس متمسكا بمنصب رئاسة الحكومة، مشيرا الى انه علق اي قرار حول استقالته في انتظار مشاورات يجريها رئيس الجمهورية مع الاطراف السياسيين، مؤكدا انه "لن يداوم في السراي الحكومي". وهو اللقاء الاول يجريه في السرايا منذ اعلانه هذا الموقف.
وكانت وزيرة الخارجية الاوروبية كاترين أشتون قد زارت لبنان أمس الإثنين غداة تأكيد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان دعمهم للاستقرار واستمرار العمل الحكومي، وذلك على اثر لقائهم الاثنين رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
وتأتي هذه المواقف مع مطالبة قوى 14 آذار باستقالة الحكومة التي يرأسها نجيب ميقاتي، بعد اتهامها ب "تغطية" اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن بتفجير استهدف سيارته في الاشرفية في شرق بيروت الجمعة. كما اتهمت 14 آذار نظام الرئيس السوري بشار الاسد بالوقوف خلف الاغتيال.
وشهدت مناطق لبنانية مختلفة منذ الجمعة احتجاجات على مقتل الحسن، شملت اشتباكات بين الجيش ومسلحين في منطقة سنية في غرب بيروت، وبين السنة والعلويين في مدينة طرابلس (شمال) ادت الى مقتل سبعة اشخاص.
الا ان اعتصاما لشبان من كل احزاب قوى 14 آذار (المعارضة) لا يزال قائما قرب السرايا منذ السبت. وقد تم نصب خيم في المكان. كما نصبت خيمتا اعتصام على مقربة من منزل ميقاتي في طرابلس للمطالبة باستقالته.
وفي سياق منفصل، أكد مصدر وزاري أن "ما جرى أمام السراي الحكومي أمس الأول، الأحد، جعل الرئيس ميقاتي أكثر تمسكاً ببقاء الحكومة"، لافتاً إلى "أن سفراء الدول الكبرى أكدوا دعمهم لرئيس الحكومة ولاستمرار الاستقرار".
وكان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ايريك بلامبلي قد أكد أمس الإثنين عقب اجتماعه وسفراء الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في الأمم المتحدة مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن "الأمم المتحدة تدعم الحكومة اللبنانية وتدعو الى وقف التفلت الأمني"، مشدداً على "ضرورة تسليم المسؤولين عن الاغتيالات في لبنان الى القضاء"، و داعياً الأطراف السياسية اللبنانية الى "الحفاظ على الوحدة الوطنية".
واغتيل العميد الحسن الذي كان يتولى رئاسة فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، في انفجار استهدف سيارته بعد ظهر الجمعة الفائت في الاشرفية والذي ادى الى مقتل الحسن ومرافقه وامرأة واصابة اكثر من مئة شخص. ورقي الحسن بعد مقتله الى رتبة لواء.