تحكم عقدة "الميشالين" بتأليف الحكومة.... والعراقيل لن تدفع ميقاتي إلى الاعتذار
Read this story in Englishعادت اجواء المراوحة تطارد عملية تأليف الحكومة مع تحكم عقدة "الميشالين"، إذ لم يحمل لقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالمعاون السياسي لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الوزير جبران باسيل، أمس الاربعاء، أي جديد، على صعيد حل عقدة "الداخلية".
وعقد امس الاربعاء لقاء في فردان بين الرئيس ميقاتي والمعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل تناولوا خلاله ما آلت اليه الاتصالات لحلحلة عقد التأليف، بالاضافة الى الجهود المبذولة مع العماد عون.
وأعلنت أوساط ميقاتي لصحيفة "الشرق الأوسط" أن "أجواء لقائه بالخليلين كانت إيجابية، وأن الرئيس المكلف مثابر ومصر على تأليف الحكومة ولو تأخرت ولادتها بعض الشيء".
وأضافت المصادر أن "التبدل الذي يطرأ في المواقف لن تدفع الرئيس ميقاتي إلى اليأس أو الاعتذار، إنما تزيده تصميما على تحمل مسؤولياته الوطنية وتكثيف لقاءاته ومشاوراته مع الجميع لإزالة كل العقبات والوصول إلى حكومة قادرة على النهوض بالبلد ومواجهة الأخطار المحدقة به".
وأفادت صحيفة "النهار" ان لقاء مسائيا ضم الوزير جبران باسيل وحسين خليل في اطار لقاءات بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" تمهيدا للقاء مرتقب يجمع عون والسيد حسن نصرالله.
وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة "النهار" أن اللقاءات التي عقدها رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي في الساعات الاخيرة أبرزت التحاق أطراف آخرين بالعماد عون في مسلسل الاشتراطات، بحيث باتت عملية تأليف الحكومة محاصرة بالعقد ذات الحجم الكبير على غرار مطالب العماد عون من جهة وتعقيدات أخرى جديدة تتصل بتوزير المعارضة السنية ومطالبة رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان بحقيبة الدفاع، رافضا وزارة دولة، الى مطالب مماثلة أخرى.
ولفتت الى ان هذه الموجة الطارئة من التعقيدات طرحت تساؤلات عن الوضع الذي آلت اليه الاكثرية الجديدة، وما اذا كان الامر يتصل بـ"أمر عمليات" معين للضغط على ميقاتي وإقناعه بالتسليم نهائيا بحكومة يغلب عليها "اللون الواحد" بمعنى أرجحية الكلمة لقوى 8 آذار، أم أن إرباكا كبيرا أصاب فريق الاكثرية من جراء التطورات المتسارعة في سوريا ونشوء حسابات مختلفة تماما عن الحقبة السابقة.
وأعلن عضو تكتل "التغيير والإصلاح"، النائب حكمت ديب، أن "هناك من يوهم الناس يوميا بقرب ولادة الحكومة العتيدة، في حين أن العماد ميشال عون ونواب التكتل كانوا يصارحون اللبنانيين بحقيقة مسار التأليف والعراقيل التي تؤخر ولادة الحكومة".
وقال لـ"الشرق الأوسط" إن "بالتأكيد مشكلتنا في الموضوع الحكومي ليست مع حزب الله ولا مع الرئيس نبيه بري، بل مع من يتولى مهمة التأليف أي الرئيس نجيب ميقاتي".
وإذ أشار إلى أن "التيار الوطني الحر لم يصل بعد إلى مرحلة الندم على تكليف ميقاتي"، أكد أن "الفريق المسؤول عن عرقلة تأليف الحكومة ليست الأكثرية الجديدة، بل الفريق الذي يسمي نفسه وسطيا أو مستقلا مثل سليمان وميقاتي، هذا الفريق الذي يحاول الحصول على كتلة وزارية كبيرة، وهو ما نرفضه لأننا لا نقبل إعادة تجربة الحكومة السابقة التي جاهدنا كثيرا لإسقاطها".
وأشار ديب إلى "وجود بطء وغموض متعمدين في مسار التأليف من قبل الرئيس المكلف وتواصل غير جدي مع ممثلي الكتل الكبرى في الأكثرية النيابية الجديدة".
وأوضح أن عون "وضع عناوين ومعايير يجب أن تحترم في عملية تأليف الحكومة بحيث يمثل كل فريق بحسب ثقله وحجمه السياسي والنيابي، وإذا لم تحترم هذه المعايير سنرفض الأمر بكل هدوء، فالعماد عون لا يمكنه التنازل عن والوكالة التي منحه إياها الشعب في الانتخابات النيابية".