الراعي يجول على السياسين والمراجع الدينية: نقدر مشاكل ميقاتي وعمله بضوء الدستور
Read this story in Englishأكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي أنه مستمر في جهوده لتشكيل "حكومة تتصدى للمشكلات الكبرى وتسعى الى تبديد الهواجس الكثيرة التي تقلق اللبنانيين".
وأشار ميقاتي خلال لقاءه القادة الروحيين الذين حضروا في زيارة بطريرك إنطاكية وسائر المشرق الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لمقر ميقاتي في فردان الى "أن مفتاح الحلول للأزمات السياسية هو التمسك بتطبيق نصوص الدستور وروحيته التي تحفظ لكل الفئات اللبنانية موقعها ودورها الذي يتكامل مع مواقع الشركاء في الوطن وأدوارهم".
ونوه القادة الروحيون خلال اللقاء بتوجهات ميقاتي الوطنية، مشيدين "بالروح العالية التي يعمل بها لتشكيل الحكومة".
ودعوا كل الاطراف السياسيين الى "تسهيل مهمته وتخفيف شروطهم ومطالبهم من أجل تشكيل حكومة تعمل بالتوجهات الوطنية وتنكب على معالجة الملفات الكثيرة الشائكة".
بدوره توجه الراعي إلى ميقاتي قائلا:"لقد أردت دولة الرئيس أن نلتقي في بيتكم الكريم لنقول لك إننا ندعمك في صلواتنا وبالتقدير، نحن نقدر الصعوبات والمشاكل لكن نقدر فيك أيضا صبرك ومحبتك وإهتمامك بأن تسلم الامور في ضوء الدستور وفي روح الوفاق".
أما ميقاتي فرأى أن "التفاهم بين القادة الروحيين والثقة المتبادلة بينهم، وهي تعطيني اطمئنانا أنه بأذن الله ستكون شركة ومحبة في موقعها وستكون هي المرحلة المقبلة لكي نعبر حقيقة عن هذه الشركة المتينة بين جميع اللبنانيين من دون استثناء".
بدوره استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان البطريرك الراعي في مقر المجلس إذ رأى قبلان في الزيارة في مقر المجلس "فرصة مباركة وكريمة على قلب الجميع، وعلينا أن نبقى في خط الاستواء والاستقامة والخير ونبتعد عن الحقد، ولا سيما أن لبنان لا يقوم الا بالتوافق والتواصل والتشاور، لبنان وطن المحبة والخير والسعادة، وإن التواصل يزيدنا قوة ومحبة وتعاونا".
بدوره شدد الراعي على أن "لبنان الرسالة الذي فيه مسلمون ومسيحيون يتشاركون المصير والثقافة والرسالة، هو في أمس الحاجة لنكون متكاملين متعاونين باستمرار".
من جهة كان قد أكد الراعي بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، "ان الزيارة رسمية وللشكر وهي ايضا بداية لطريق طويل نأمل ان نساهم به سويا من اجل خير كل المواطنين وخير وطننا الذي يحمل رسالة كبيرة جدا في هذا المشرق وتجاه الغرب".
وشدّد الراعي من عين التينة على "اننا متفاهمون مع الرئيس بري على كل الامور".
واوضح انه "احببنا ان نعبر عن كل محبتنا وتقديرنا ليوفقه الله في مهمته الخطيرة، وتمنياتنا وصلاتنا ايضا ان تبصر الحكومة النور في اسرع ما يمكن لكي تحل قضايا لبنان المتراكمة والكبيرة".
بدوره أشار بري الى "ان الزيارة كانت مناسبة لبحث شؤون وشجون لبنان بدءا من الحكومة وانتهاء بالاغتراب، وكان هناك توافق على استمرار التواصل في سبيل لبنان واللبنانيين، ونحن امام بطريرك لكل لبنان وكل اللبنانيين وسائر المشرق".
وتوجّه الراعي بعدها مع الوفد المرافق له الى بيت الوسط حيث زار رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري وعقد معه اجتماعا موسعا.
ثم عقد الرئيس الحريري والراعي خلوة استمرت نصف ساعة.
وصرح الراعي اثر انتهاء الزيارة الى انه "تشرفنا اليوم مع سيادة المطارنة رولان ابو جودة وبولس مطر وسمير مظلوم باسم صاحب الغبطة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وباسم مجمعنا كله، بزيارة شكر لدولة الرئيس على حضوره ومشاركته معنا حفلة تنصيب البطريرك الجديد."
واشار الراعي الى انه "لم يكن حضور دولته مجرد حضور بل كان حضورا مميزا اذ تميّز، بالكثير من العاطفة والمحبة وقد راينا كم كان متفاعلا مع هذا الاحتفال".
واوضح انه "اردنا ان نقول لدولة الرئيس اننا على تواصل مستمر وتشاور متبادل لكي نتمكن كلنا سويا، هم من جهتهم كرجال مسؤولين في الدولة ونحن من جهتنا ككنيسة ان نعمل لما فيه خير لبنان والمجتمع اللبناني والانسان اللبناني".
ورأى ان "صراحة دولة الرئيس ومعرفته وقراءته للامور بالنسبة لنا امر له اهميته".
وإذ وضع الراعي الزيارة في منطلق التعاون المستمر والتشاور الدائم من اجل الخير العام ردّ الحريري شاكراً للبطريرك زيارته "المباركة لبيت الوسط الذي اود ان تعتبرونه بيتكم وبيت كل اللبنانيين".
واشار الحريري الى انه مما لا شكّ فيه ان "التشاور دائما يجب ان يصب في مصلحة لبنان وهذا ما نراه فيكم خاصة في هذه الايام الصعبة التي نعيشها في لبنان والتي نامل ان شاء الله ان تنجلي بايام افضل لانه يجب ان ننظر الى مصلحة المواطنين اللبنانيين".
وذكر الحريري أننا مستمرون "في الانفتاح والعيش المشترك الذي نتكلم عنه دائما ونتمنى للبنان ولغبطتكم التوفيق وسنبقى دائما على تشاور معكم".
هذا إستقبل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في دار الفتوى الراعي، وسئل بعد اللقاء ان كان يدعو ويصلي للاسراع بتشكيل الحكومة، فردّ الراعي بأنه "أكيد، ندعو ونصلي يوميا، ونأمل أن تظهر وتشكل الآن الحكومة، ونحن في أمس الحاجة اليها، ونتوقع تشكيل الحكومة قريبا وخصوصا أن الشعب لم يعد يستطيع أن يتحمل".
واوضح الراعي بعد اللقاء انه يشكر "المبادرة الكريمة التي تكرَّم فيها صاحب السماحة وأعلنت وهي عقد قمة روحية إسلامية - مسيحية في بكركي بمناسبة وجود بطريرك جديد تكون منطلق لحياتنا الوطنية كرؤساء مسؤولين نبقى نحمل هذه المبادئ الوطنية والإنسانية والاجتماعية والثوابت".
وتمنى الراعي "لهذه الدار الكريمة ان تبقى شعاع نور وهداية لكل أبناء الطائفة الكريمة وتكون كذلك للوطن اللبناني".
وشرح مفتي الجمهورية اللبنانية اننا "نريد أن نفعِّل هذا العمل المشترك بين غبطة البطريرك بشارة الراعي، ونحن في دار الفتوى مع إخواننا جميعا رؤساء الطوائف، لذلك كانت فكرة عقدة القمة الروحية الإسلامية - المسيحية في بكركي سببها هو تسلم صاحب الغبطة هذا المنصب الرفيع في البطريركية المارونية".