الراعي: حكومة اللون الواحد لا دستورية ولتكن تكنوقراط إذا أتت بالحل
Read this story in Englishرأى بطريرك إنطاكية وسائر الامشرق الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنه "إذا كان متعثرا ارضاء الفئات التي تكون اليوم الطبقات السياسية في لبنان لجهة المحاصصة، فلتؤلف حكومة تكنوقراط تسير الامور الى حين يتفق السياسيون على هذه المشاركة المنصفة في الحكم والادارة".
وأشار الراعي خلال افتتاحه غرفة الصحافة في بكركي الأربعاء إلى وجوب "الا تكون الحكومة من لون واحد لأن هذا هو الدستور، واذا كانت الامور تحل بحكومة تكنوقراط تسير الامور حتى استتباب الامر السياسي بين الفئات السياسية فليكن".
وعما إذا كانت زيارة سوريا قريبة قال:"سبق أن قلت إنه مطلوب قانونا من البطريرك أن يزور الابرشيات كل خمس سنوات، ولنا في سوريا ثلاث أبرشيات سنزورها كما غيرها من الابرشيات في بلدان الانتشار".
وشرح أنه "كما في كل بلد، عندما يزور البطريرك الماروني أبرشياته، يطلب موعدا من المسؤولين المدنيين، لأن الموارنة مواطنون في هذه البلدان، يساهمون في بنائها اقتصاديا وتجاريا وعلميا وثقافيا، وقد يكون لديهم هواجس وحقوق غير مكتسبة، وفي لقائنا مع المسؤولين في هذه البلدان نطرح هذه الهواجس ونشكرهم على استضافتهم لشعبنا".
وفي "إطار النزاع بين سوريا ولبنان" كما سماه أشار إلى أنه "علي كبطريرك أن أحمل هواجس اللبنانيين الى المسؤولين السوريين، إنما الحلول تكون بين دولة ودولة، وليس مطلوبا مني أن آخذ أي شيء من سوريا، وغير ذلك لا تجوز الترجمات".
وأكد البطريرك حرصه على "أن نجتمع كلنا حول المبادىء دون نزاعات او خلافات، ففي لبنان حرية رأي وتنافس ديموقراطي" مردفا:"لا نريد حوارات اعلامية، الامور التي تزعجكم تفضلوا لنعرضها معا، وما يزعجنا سنبحث فيه معكم، ونتشاور حوله، يكفينا شرذمات وخلافات. إذا الشرعة هي الاساس في هذا العمل".
وإذ نفى أن يكون الفاتيكان قد تدخل في انتخابات البطريرك أكد "أن "الفاتيكان يعرف هذه الامور ولا يتدخل، وكل ما قيل فيه لا علاقة له بالحقيقة".
وعن خطة ما لبكركي لجمع الصف المسيحي أوضح أن "كل الذين قدموا الينا التهاني كانوا صوتا واحدا: وحدة اللبنانيين ووحدة المسيحيين، وأنا قلت للمسؤولين المسيحيين يجب ألا تختلفوا في ما بينكم".
كما أمل أمام المسؤولين المسيحيين "أن يتوقف التراشق بين المسيحيين كما هو حاصل اليوم" على حد قوله.
وتوقفت مصادر سياسية مراقبة عند دعوة البطريرك ورأت عبر وكالة "الأنباء المركزية" أن فيها دلالة الى عمق مأزق تأليف الحكومة.
واعتبرت هذه المصادر أن البطريرك لم يكن ليتخذ هذا الموقف المتسم بالكثير من الجرأة والنصح لولا درايته أولاً بالعوائق المحلية والإقليمية والدولية التي تحول دون ولادة قيصرية لحكومة من لون واحد غير مكتملة النضوج لبنانياً ووطنياً وثانياً لصعوبة تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على مواجهة تحديات المرحلة خصوصاً انه مضى قرابة شهرين على عملية التكليف والخطى نحو التأليف متعثرة.
وكان قد أكد الراعي في حديث للـ"MTV" محافظته "على خط الانفتاح وعلى الكيان اللبناني مهما كلف الامر لان "هذه هي قضية الموارنة".
واشار الراعي الى ان "بكركي هي مرجعية مسيحية ووطنية ولا احد يختلف على ذلك."
واوضح أن "السينودوس من اجل لبنان دخل في المجمع الماروني وكل الهموم الاساسية بعملنا هي جعل الهيكلية اللازمة في بكركي لكي نطبق هذا المجمع وهو مسيرة بدأت ولكي نعطيه دفع جديد علينا ان نقوم بتنظيم هيكلية بكركي".
وذكر انه "لا نزال في بداية السنينودس من اجل الشرق ولا نزال بانتظار الارشاد الرسولي ونحن نعمل اليوم على التوعية في لبنان وفي العالم العربي ونعمل على الحفاظ الحضور المسيحي في الشرق الاوسط وعلى الشركة التي يجب ان تنفتح على الاديان الاخرى وعلينا الشهادة للقيام وهنا تأتي خدمتنا بكل ابعادها".
وشدّد الراعي على انه "على الناس عدم تجاهل الحجم المالي التي تقدمه الكنيسة عبر مؤسساتها وعلينا تقديم المزيد وعلينا التركيز على مطالبة الدولة لان السياسيين هم المسؤولين عن انهيار الاقتصاد والدولة مجبورة على تأمين المدرسة والجامعة اللائقة للمواطن".
وتساءل اذا كان "من المقبول ان نبقى نتصارع على حسابات شخصية على حساب الصالح العام؟"
تجدر الإشارة إلى أن اساقفة الكنيسة المارونية في لبنان انتخبوا الثلاثاء في 15 الجاري المطران بشارة الراعي بطريركا جديدا خلفا للكاردينال نصرالله صفير، ليصبح بذلك البطريرك السابع والسبعين الذي يجلس على كرسي انطاكية وسائر المشرق للموارنة.