اهالي التريمسة يعتبرون ان احداث البلدة هدفها اثارة حرب طائفية في سوريا

Read this story in English W460

يؤكد سكان بلدة التريمسة السنة ان "المجزرة" التي وقعت بحسب قولهم في 12 تموز ارتكبها الجيش السوري بدعم من "الشبيحة" العلويين من اجل التسبب بحرب طائفية في سوريا.

وكان الحقد يسود الاثنين في شوارع هذه المدينة التي تعد عشرة الاف شخص في وسط سوريا ويبدو من غير المرجح ان يسامح السكان في احد الايام عن هذه التجاوزات التي تعرضوا لها.

وقال السكان الذين تم سؤالهم عن ذلك بدون اي تردد "ابدا".

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فان القصف والمعارك اوقعت الخميس اكثر من 150 قتيلا في التريمسة بينهم عشرات المقاتلين. وقال ان بعضهم "اعدم" او قتل لدى محاولته الفرار، فيما تم احراق ثلاثين جثة.

ونددت المجموعة الدولية بهذه "المجزرة" لكن النظام نفى ذلك قائلا انه قاتل "ارهابيين" وهو التعبير الذي يستخدمه منذ بدء حركة الاحتجاج ضده قبل 16 شهرا والتي اتخذت طابعا عسكريا على مر الوقت في مواجهة القمع الدموي.

واعتبر مراقبو الامم المتحدة الذين زاروا المكان عدة مرات ان الهجوم "يبدو انه استهدف مجموعات ومنازل محددة غالبيتهم من المنشقين او الناشطين" وقالوا ان الحصيلة "لا تزال غير اكيدة".

واكدوا ان "عدة انواع اسلحة" استخدمت بينها اسلحة ثقيلة وهو ما نفاه النظام مجددا لكنه يتطابق مع ما لاحظه مراسل وكالة فرانس في المكان.

وقال طبيب في التريمسة طلب عدم الكشف عن اسمه حفاظا على امنه ان اعمال القتل هذه تفسر "بدون شك بوقوع المدينة قرب منطقة علوية".

وقال ابو عمر القائد المحلي الذي يخضع لامرته حوالى 1200 مقاتل ان "جيش الاسد يقصف منذ 15 يوما كل القرى والمدن (السنية) الواقعة على تخوم المنطقة العلوية" الواقعة بين محافظتي حماة واللاذقية (وسط وغرب).

واضاف ابو عمر ان "خان شيخون وكفر زيتا واللطامنة والتريمسة وعمورية (...) القصف لا يتوقف على 33 قرية ومدينة سنية". ولاحظ مراسل وكالة فرانس برس سقوط صواريخ بانتظام هناك الاثنين.

يشار الى ان الرئيس السوري بشار الاسد وابرز قيادات النظام من الطائفة العلوية التي تشكل 10 بالمئة من الشعب في حين ان غالبية المعارضين من السنة (80 بالمئة) وال10 بالمئة الباقون هم من الشيعة والدروز والاسماعيليين او مسيحيين.

وفي جبل شحشبو (اكرر شحشبو) الصغير المطل على السهل الزراعي حيث تقع التريمسة، تتباحث مجموعة من الثوار في ما بينها حول جلسة الشاي التقليدي.

والجو يلخص ما يشعر به السنة في المنطقة "التريمسة محاطة بعلويين، وهذا هو السبب" كما يقول احدهم. ويضيف اخر "كل العلويين هم من الشبيحة". ويقول ثالث "الاسد يريد تصفية كل السنة" فيما يقول اخر "انه يريد اثارة حرب طائفية".

وفي مدينة كرناز السنية التي تعد 22 الف نسمة قرب التريمسة يقول الزعيم السياسي للثورة عبد الرزاق الحمدو بلهجة اقل حدة "النظام يريد تحويل الثورة الى حرب اهلية. لكننا نرفض ذلك، منذ عقود كانت لدينا علاقات ودية مع العلويين ولا تزال حتى الان (...) يمكننا مسامحة العلويين غير الضالعين في المجزرة".

لكن تيسير شعبان الزعيم العسكري في البلدة يضيف قائلا ان "القرويين العلويين هنا هم جميعا من الشبيحة".

التعليقات 0