انفجار يستهدف كنيسة للسريان الأرثوذكس في زحلة يخلف اضرارا مادية جسيمة
Read this story in Englishترأس راعي ابرشية زحلة للسريان الارثوذكس المطران بولس سفر قداس الاحد في الساحة الخارجية لكنيسة السيدة للسريان الارثوذكس في المدينة الصناعية - زحلة، والتي استهدفت صباح الاحد بانفجار جراء عبوة تدميرية ناسفة أدت الى تهشيم وتخريب الكنيسة من داخلها.
وانفجرت قنبلة عند الرابعة والربع من صباح اليوم الاحد استهدفت الكنيسة, ونتج عن الانفجار الذي وقع امام الباب الجانبي في الكنيسة، اضرارا اقتصرت فقط على الماديات، في الكنيسة والباب وبعض السيارات المتوقفة في جانبها، غير ان صوت لبنان (100.5) أفادت عن إصابة المواطن أسعد بشارة برجله بسبب تساقط الزجاج اثر الإنفجار.
وتفقد المطران ز سفر مكان الانفجار، واصفا الحادث بالعمل التخريبي الذي يستهدف بيوت الله، معتبرا "ان الذي قام به لا ايمان له".
ولفت المطران سفر الى ان الأضرار جسيمة في الكنيسة ولم تعد تصلح لاقامة الشعار الدينية في داخلها، مؤكداً "ان هذا الانفجار يستهدف لبنان والاستقرار الامني فيه"، معلنا "اتكاله على الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والاجهزة الامنية مطالبا بحراسة دائمة لدور العبادة".
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام ان العبوة "من نوع "تي ان تي" ووزنها كيلوغرامان ويتم التحكم بها عن بعد بواسطة الجهاز الخليوي".
وتفقد النائبان ايلي ماروني وجوزف المعلوف صباح اليوم مكان الانفجار، بحيث دان ماروني بشدة استهداف الكنيسة، وقال "سنحفظ ونحمي زحلة وكنائسنا".
وربط "بين انفجار المدينة الصناعية في زحلة واختفاء الاستونيين السبع"، معتبرا "ان الأمر يؤدي الى ضرب الاستقرار في البقاع الأوسط وزحلة".
بدوره، استنكر المعلوف استهداف الكنيسة في زحلة، مطالبا "القوى الامنية ان تعود لحراسة الكنيسة".
واعتبر ان استهداف الكنيسة "يصب في خانة محاولة زعزعة السلم الاهلي وضرب الاستقرار خصوصا في ظل الفراع في السلطة التنفيذية" القائم منذ اكثر من شهرين.
واضاف لوكالة "فرانس برس" ان هذه الحادثة "التي تأتي بعد عملية خطف سبعة اجانب في لبنان قبل ايام، محاولة واضحة للتأثير على الاستقرار الامني في البلد"، مضيفا ان هذه الاحداث "تتطلب يقظة من المواطنين وجهدا اضافيا من القوى الامنية".
واتصل بالمطران سفر مستنكرا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان واطلع منه على المعطيات المتوافرة حول التفجير، وشكر المطران سفر للرئيس سليمان عاطفته واهتمامه وتضامنه، مبديا تقديره للتحرك السريع للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي وكافة الاجهزة الامنية.
كما أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري اليوم اتصالا هاتفيا بسفر مستنكرا الاعتداء على الكنيسة، وعبّر عن تضامنه معه ومع أبناء الطائفة وأهالي مدينة زحلة، مؤكدا على اتخاذ الإجراءات الضرورية للكشف عن منفذي الاعتداء وإحالتهم إلى القضاء المختص.
بدوره، استنكر رئيس حزب الإتحاد السرياني ابراهيم مراد بشدة استهداف كنيسة السيدة للسريان الأرثوذكس في المدينة الصناعية في زحلة، مؤكدا "أن هذا الاستهداف هو استهداف للبنان وللسلم الأهلي والعيش المشترك ولخلق بلبلة وفتنة بين أبناء المنطقة".
وأضاف مراد في حديث لقناة الـ"MTV" أن "منطقة زحلة فيها عيش مشترك وسلم أهلي يحاول البعض زعزعته، ونحن نطلب من القوى الأمنية اللبنانية أن تأخذ احتياطاتها وتنتشر في المناطق التي فيها فراغ أمني".
ولفت إلى "ان القوى الأمنية والجيش اللبناني رفعا الحواجز ومراكز الحراسة عن المؤسسات الدينية في المدينة الصناعية، وهذا ما سهل تنفيذ الإعتداء على كنيسة السيدة، ولا معلومات لدينا إذا كان السريان هم المستهدفون من هذه الحادثة. وقد جرت اتصالات مع المسؤولين تبحث الوضع الأمني".
وأكد "أن أي استهداف لأي طائفة، هو استهداف للسلم الأهلي وعلى الجيش اللبناني والقوى الأمنية ان تضرب بيد من حديد، فالميليشيات في لبنان تجرنا الى مشاكل نحن بالغنى عنها، وهناك مخططات للبنان والمنطقة نعرفها كلنا، وهناك أطراف لها ارتباطاتها الإقليمية". ووجه مراد الإتهام للذين يحملون السلاح غير الشرعي في البلد.
هذا ودعا أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان الاجهزة الأمنية والقضائية المختصة الى "الكشف السريع عن ملابسات حادث استهداف كنيسة السيدة للسريان الأرثوذكس في المدينة الصناعية في زحلة".
وسأل كنعان الاجهزة الامنية عن "اسباب تلهيها وعمن يجمد عملها ولماذا؟"، مطالبا ب"تحقيق فوري بأدائها"، ومستنكرا "مسلسل الإعتداءات المستمر على دور العبادة في مناطق عدة، وعمليات تدنيس المقدسات، بالسرقة حينا، والتكسير احيانا، وصولا الى القنابل والعبوات الناسفة".
أما عضو تكتل "التغيير والإصلاح" نبيل نقولا فرأى أن "الإعتداء المستهجن الذي أقدم عليه مجهولون على كنيسة السيدة في زحلة، يأتي من ضمن مسلسل التكفير الأصولي في المنطقة"، مشددا على "ضرورة العمل لإيقاف هذا المسلسل".
وتعليقا على الحادثة رأى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أن "الخطاب التحريضي للبعض ما عاد ينفع والمساس بالأماكن الدينية تترك ردات فعل أكبر والمقصود هو الاستقرار في لبنان".
وطالب عون في حديث لمحطة الـ"OTV" الاجهزة الامنية "بالقيام بواجباتها لانها لا ترتبط بوجود الحكومة او عدمها وثمة تقصير من الاجهزة لأنه لا يمكن للخلايا الارهابية ان تعيش في أماكن مختلفة من دون أن يتم إلقاء القبض عليها".
إلى ذلك، عقدت الفاعليات الزحلية اجتماعا لها في صالون كنيسة السيدة للسريان الارثوذكس في زحلة، حضره، الى راعي أبرشية زحلة للسريان الارثوذكس المطران بولس سفر، بطريرك السريان الكاثوليك يوسف الثالث يونان، وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال سليم وردة.
كما حضر النواب:طوني ابو خاطر، ايلي ماروني، جوزف المعلوف، عاصم عراجي، جمال الجراح وأمين وهبي، مطران بيروت للسريان الاورثوذكس وأساقفة زحلة وعدد غفير من الشخصيات والاهالي.
وأثناء اجتماع الفاعليات الزحلية، وصل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود الى صالون كنيسة السيدة لزيارة سفر، وكان قبل ذلك قد تفقد مكان الاعتداء، رافقه رئيس بلدية زحلة المهندس جوزف دياب المعلوف.
ولدى سؤاله عن خلفيات الحادث، استبعد بارود التحليلات التي رافقت خبر عملية التفجير، وطلب "ان يترك هذا الشأن للقوى الامنية والقضائية حتى يأخذ التحقيق مجراه". وقال: "اي استهداف لاي منطقة هو استهداف لكل لبنان".
وشدد على "ان اي سلطة أمنية إن لم تواكب من السلطة السياسية، هناك مشكلة، لذلك تشكيل الحكومة اصبح ملحا". وأمل من ججلس الوزراء "ان يواجه التحديات الكبيرة حيث هناك ضغط كبير على مستوى المنطقة يتطلب منا ان نحصن انفسنا".
وأكد أن كل الاجهزة الامنية تتابع "كل الامور التي حصلت في الايام الاخيرة"، آملا ترك الجيش والقوى الامنية "تقوم بعملها وان يتم احتضان دورها".
وتقع الكنيسة في المنطقة التي خطف فيها سبعة استونيين الاربعاء الماضي ولم يعرف مصيرهم بعد، بحيث خطف مسلحون مجهولون الاربعاء الماضي سبعة استونيين كانوا وصلوا في اليوم نفسه على دراجات هوائية الى لبنان عبر الحدود السورية. وتواصل القوى الامنية البحث عنهم في منطقة البقاع القريبة من الحدود السورية، وسط غموض يلف مصيرهم.