ويكيليكس عن جنبلاط وحمادة: يجب اضعاف علاقة لبنان بإيران وسوريا... وحمادة يردّ
Read this story in Englishنقلت صحيفة "الأخبار" عن وثيقة نشرت في "ويكيليكس"، تعود لتاريخ 6 آب 2006، ان "عشاء شارك فيه مساعد وزيرة الخارجية الأميركية دايفيد والش وأحد الدبلوماسيين السياسيين العاملين في السفارة، وحضره وزير الاتصالات يومها مروان حمادة ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، تناولوا فيه موضوع الحرب على لبنان".
اشارت فيه الى ان "جنبلاط حذّر فيه مما سماه قلّة فعالية اسرائيل في العمليات البرية وفي الاستخبارات هي خطر على اسرائيل".
كما "عبّر حمادة وجنبلاط عن تردّدهما في ما يخصّ خطّة مكوّنة من قرارين لمجلس الأمن تهدف لإنهاء القتال".
واوضح حمادة وجنبلاط، حسب الوثيقة، ان "حزب الله" سيطلق النار على الجيش الاسرائيلي اذا بقي في جنوب لبنان، حتى لو تمّ الاتفاق على وقف لاطلاق النار".
واعتقدا انه "من المفيد زيادة الضغط على جنوب لبنان من اجل ارغام رئيس مجلس النواب نبيه بري و"حزب الله" على القبول بوقف لاطلاق النار".
كما اعتقدا انه "حتى يكون لبنان اقوى يجب اضعاف علاقته بايران وسوريا".
واشارت الوثيقة الى ان جنبلاط "عبّر عن اسفه من كون اسرائيل فشلت في تقدير عمليات "حزب الله" على الأرض.
اما حمادة فقال انه "من اجل الضغط على بري وتاليا على نصرالله قد تكون هناك حاجة لمزيد من الدمار والاجتياح للجنوب الشيعي".
واوضح حمادة ان "احتلال القرى سيكون ضربة لـ"حزب الله" لأن كل القرى كانت محررة قبل بدء النزاع".
وردّ النائب مروان حمادة على ما جاء من اقوال منسوبة له "في اطار مسلسل ويكيليكس المثير بتقاريره والاقل اثارة بحشواته وتلفيقاته وخصوصا بعناوينه المركبة بنيّة التخوين".
واوضح حمادة ان "حملة التهويل الموجّهة ضدّ كل الذين قاموا في العام 2006 بإخراج "حزب الله" من ورطته ولبنان من مأساته والجنوب من الاتون الذي دفع اليه بناء على حساب خاطئ اقرّ به السيد حسن نصر الله بنفسه عندما اعترف انه لم يقدّر ردة فعل العدو الغادر على عملية اختطاف الجنود الصهاينة".
وذكر انه سبق ان نفى "معظم ما ينشر تأويلا اكثر منه تقويلا ومنسوبا الى ويكيليكس".
وجدد النفي "وبشكل قاطع التحريف الفاضح المستعمل في هذه التقارير عن مرحلة كنا نناضل في حكومة السنيورة للاتيان بأفضل قرار وبأقل الاضرار وفي اسوأ الظروف وخارج الفصل السابع، ساعين بذلك طبعا الى تأكيد وتثبيت سيادة لبنان ووحدة مؤسساته الشرعية بعد استعادة ارضه المحتلة وتضميد جراحه، فيما كان البعض يحاول مذذاك التغطية على مغامراته بمصير البلاد وحياة العباد عبر تخوين الآخرين، ولا يزال".
ولفت الى انه "بعد نصف قرن من النضال ضدّ كل المشاريع المشبوهة من احلاف وتقسيم وتفتيت، وبعد مناصرة العملاقين كمال جنبلاط وموسى الصدر، ومقاومة الاجتياح والاحتلال الاسرائيليين واسقاط اتفاق 17 ايار والعمل على اعداد الطائف تحت رعاية رفيق الحريري انهاءً للحرب الاهلية، وبعد التصدي لمؤامرة التمديد ومسلسل الاغتيال والانقلاب الزاحف من قبل نظام الوصاية وادواته الامنية، الامر الذي عرّضني الى اكثر من محاولة اغتيال: الاولى اسرائيلية في صيف 1982 والثانية قيد الكشف في خريف 2004، وبعد عقود من الاهتمام بهموم الناس المعيشية والصحية والاقتصادية والاجتماعية والانمائية والتربوية في كل المراكز التي تبوأتها، لن اسمح لا لسفير من الخارج ولا لمهيمن من الداخل ان يعلمني اصول الالتزام الوطني والقومي".
واوضح انه "جاهرت ضد السلاح غير الشرعي ولا علاقة لذلك بمن يحمله، حيث كنت مع ميشال المر وزميليّ آنذاك في الحكومة محمد عبد الحميد بيضون وروجيه ديب في اللجنة التي حلت الميليشيات وجمعت السلاح الثقيل، وانا افتخر بهذا الانجاز".
وذكر ان "هذا السلاح مصدراً للفتنة الداخلية واستدراجا للعدوان الخارجي، ثم ان هذا السلاح يقضي بتداعيات وجوده او استعماله، لا فرق، على آمال شعبنا وخصوصا شبابنا في بناء دولة حديثة حرة ديمقراطية عربية مزدهرة تلتزم واجبات لبنان التحريرية والدفاعية اسوة بأشقائه العرب لا اكثر ولا اقل".
واشار حمادة الى انه "لا يفهم هذا الاصرار على محاولات الاغتيال السياسي التي لم تتوقف منذ محاولة الاغتيال الجسدي تلازما مع تأييدي المطلق والمستمر للمحكمة الدولية في سعيها الى كشف الحقيقة ونصرة العدالة، وكأن المقصود دائما الا تكشف هذه او تتحقق تلك".
وشدد على ان "اي منشأة عامة لا تخضع لما يفرضه الدستور والقوانين، غير شرعية، مهما طال الزمن حتى اعادة استيعابها، تماما كما السلاح، في مؤسسات الدولة الرسمية وتحت اشرافها".
ورأى ان "الحملة التي لا تشكل "ويكيليكس" الا احدى حلقاتها وربما الاضعف والاسخف، فهي تحاول اظهارنا، مع زملاء لي والعديد من اللبنانيين، بمظهر العداء المطلق لـ"حزب الله" او الحذر من الطائفة الشيعية كريمة. هذا الأمر مردود وغير صحيح، فالسلاح زينة الرجال انما في الوطن الواحد الموحد تحت امرة دولته وبتصرف جيشه الباسل ومؤازرته". ولفت حمادة الى ان "ما نرفضه هو الاحتكار الحزبي لهذا السلاح وتوجيهه داخليا او الانفراد بإستعماله خارجيا، بغفلة من الدولة وتجاوزا لها".
وتمنى حمادة "استمرار الطائفة الشيعية اللبنانية العربية المعروفة بوطنيتها ونزعتها القومية، طائفة جمهور الامام موسى الصدر وخزان اليسار العروبي ورافد المقاومة الوطنية والحركة الديمقراطية والنقابية، خارج افخاخ او اوهام سيطرة النظام الواحد والحزب الواحد والخطاب الواحد. فهي زينة لبنان برجالها ونسائها وشبابها، بمثقفيها وطلابها المميزين، بعمالها ومزارعيها المناضلين، وبمغتربيها الناجحين الصامدين".