محللون: الاسد يستقوي بالدعم الروسي لمتابعة سحق الانتفاضة وفكرة الحرب لا تردعه

Read this story in English W460

يرى محللون ان الرئيس السوري بشار الاسد الذي اعلن تصميمه على انهاء الانتفاضة ضده باي ثمن، يستقوي بالدعم الروسي من اجل مواصلة القمع، ولو كلف ذلك البلاد حربا اهلية.

وجدد الاسد في خطاب القاه الاحد امام مجلس الشعب رفضه الاعتراف بوجود حركة احتجاجية في البلاد، متحدثا فقط عن "تصاعد الاهاب" وعن "حرب خارجية" على سوريا. وقال ان "لا مهادنة ولا تسامح" مع الارهاب "مهما غلا الثمن"، مشيرا الى ان "المعركة فرضت" عليه.

وتقول انياس لوفالوا، الخبيرة في شؤون الشرق الاوسط، لوكالة فرانس برس ان الاسد "يواصل السياسة التي اختارها منذ البداية، ولا خيار له غير هذه الاستراتيجية. في تفكيره انه سيتمكن من الفوز ما دام يتمتع بالدعم الروسي".

وتضيف "انه يغرق اكثر فاكثر في انكار الواقع. لكنها وسيلته الوحيدة ليستمر"، مشيرة الى ان دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعطي بشار الاسد "نوعا من الطمأنينة ليتابع في السحق والقمع على هواه".

ويرى المحللون ان خطاب الاسد الاخير يمهد لدورة عنف جديدة اكثر دموية خلال الاسابيع المقبلة، في وقت تتصاعد التحذيرات في العالم من حصول حرب اهلية في سوريا.

ويقول مدير مركز "بروكينغز" للابحاث في الدوحة سلمان شيخ "كان هناك الكثير من التحدي في خطاب الاسد".

ويرى ان "مستقبل سوريا مثير للقلق جدا وقد يسوء الوضع اكثر ما لم يستفق العالم".

ولم يأت الاسد في خطابه على ذكر خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان للسلام في سوريا بالاسم، وتجاهل، بحسب المحللين، دعوة انان له خلال زيارته الاخيرة لدمشق الى اتخاذ "قرارات جريئة" من اجل الحل.

ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة باري سود الفرنسية خطار ابو دياب "بعد 15 شهرا على بداية المأساة السورية، يبدو الرئيس بشار الاسد مصمما على الذهاب بعيدا والقول ان النصر آت لا محالة. لقد تحدث عن شعبه كعدو داخلي، وكمجموعة من المرتزقة واللصوص والمنتفعين والخاضعين لاوامر خارجية".

ويضيف "انان قال للاسد انه يريد افعالا لا اقوالا، الاسد رد بالاقوال انه لن يقوم بالافعال. انه يريد الاستمرار في الحرب التي اعتبرها حربا داخلية ضده".

ويرى ابو دياب ان الاسد "سيحاول انتهاز الوقت الضائع قبل انتهاء المهلة المحددة لخطة انان في منتصف تموز، عبر تكثيف العمليات العسكرية"، معربا عن اعتقاده ان "الوضع سيكون مع الاسف اكثر دموية".

وينتشر في سوريا نحو 300 مراقب دولي للتثبت من وقف لاطلاق النار اعلن، بموجب خطة انان، في 12 نيسان. وتنتهي المهلة المحددة لمهمتهم من مجلس الامن الدولي في منتصف تموز.

ويقول ابو دياب ان "الوضع في الداخل السوري يتجه نحو مزيد من الاهتراء والتعفن ويضع البلاد على شفير حرب اهلية حقيقية. لكن هذا لا يدخل في حساباته. وهو كان واضحا انه يتعامل مع ازمة ستكون طويلة، ويعتقد انه سيكون في امكانه الحسم".

وتشير انياس لوفالوا الى ان الاسد، وقبل كل شيء، يحارب من اجل عائلته الصغيرة الممسكة بالسلطة منذ اربعين عاما.

وتقول "فكرة الحرب الاهلية لا تردعه. يريد الحفاظ على مكتسبات عائلته".

الا ان ابو دياب يرى ان الاسد "كان عصبيا وبدا عليه التوتر والانفعال" خلال ادلائه بخطابه، ويقول "حاول ان يبدو متماسكا لكنه لم يكن مقنعا". ويرد ذلك الى انه يشعر ربما بان الدعم الروسي لن يستمر الى ما لا نهاية.

ويقول ان الرئيس السوري "يعرف الروس ويعرف انهم لا يحبون الخاسرين"، مضيفا انه "يخشى من فكرة روسية يتم تداولها وتقوم على ابقاء نظام الاسد من دون الاسد".

ويضيف "لكن اعتقادي الشخصي هو حتى لو قال له الروس انتهت اللعبة عليك ان تذهب لن يذهب"، معتبرا ان سيناريو الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي "اقرب الى عقله، وسيختار الحرب حتى النهاية".

ورغم استمرارها في دعم النظام السوري، فان موسكو استبعدت في السابق تقديم الملجأ السياسي لبشار الاسد، واعلنت اخيرا ان "وضع حد للعنف اكثر اهمية ممن هو في السلطة".

وتقول لوفالوا "يوم تقرر روسيا تغيير موقفها، سينتهي كل شيء عمليا، وقد يتخلى عنه الروس لمصالح اخرى".

وتضيف ان الاسد "في سباق مع الوقت، لكنه سباق غير مجد، لانه لن يكون الرابح في النهاية".

التعليقات 0