الداخلية نحو التوافق... رفع منسوب التفاؤل بولادة الحكومة قريباً
Read this story in Englishالتقى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ظهر اليوم كلا من وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، وجرى على مدى نحو ساعتين البحث في موضوع تشكيل الحكومة.
الى ذلك, ذهبت بعض المعلومات الى التأكيد أن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون وافق على احتفاظ الوزير بارود بحقيبة الداخلية، عقب زيارة قام بها الاخير الى الرابية، كما ان بارود زار الرئيس فؤاد السنيورة.
وأشارت هذه المعلومات، بحسب صحيفة "النهار"، الى ان المناخات الطارئة توحي بامكان المضي بسرعة في حلحلة العقد بحيث يغدو ممكنا توقع ولادة الحكومة بين نهاية الاسبوع الجاري ومنتصف الاسبوع المقبل.
ووُصفت زيارة بارود بالـ"ضرورية للطرفين من اجل توضيح بعض المواقف، سواء من قبل عون الذي اكد ان موقفه من أداء وزارة الداخلية لا يستهدف شخص الوزير الذي يكن له كل التقدير، ومن قبل الوزير بارود الذي عرض موقفه بوضوح من كل المسائل التي أحاطت بعمله في الداخلية وما أثارته من التباسات وإشكاليات لدى البعض".
وفهم ان المشاورات الجارية لتأليف الحكومة لم تبلغ أفقا مسدودا، كما أوحى بعض المعطيات أمس، كما ان اللقاء الذي جمع ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري اتسم بأجواء ايجابية يفترض ان تنسحب على الاجتماعات المزمع عقدها اليوم.
وأبلغت مصادر في قوى 8 آذار "النهار" ان اتصالات بعيدة من الاضواء تجري بين أفرقاء الاكثرية الجديدة بدأت تلامس طرح مخارج للعقد الاساسية التي اعترضت تأليف الحكومة ولا سيما منها عقدة وزارة الداخلية على قاعدة منهج عمل الوزارة في المرحلة المقبلة بما يسهل السعي الى توافق عليها بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والعماد ميشال عون، فيحتفظ الوزير زياد بارود بالحقيبة توافقيا.
ومع انها لم تجزم باحتمال نجاح هذه المحاولة، قالت المصادر ان ثمة مناخا جديدا بين أفرقاء الاكثرية الجديدة يدفع نحو تسهيل الامور بغية التزام مهلة لا تتجاوز الاسبوع المقبل لولادة الحكومة.
وقد تزامنت هذه الأجواء مع تطور يحمل دلالات تمثل في معاودة الاتصالات السعودية – السورية بزيارة قام بها مستشار العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز ابنه الأمير عبد العزيز بن عبدالله لدمشق ناقلاً رسالة من والده الى الرئيس السوري بشار الأسد أمس تناولت تطورات الأوضاع في المنطقة، في أول تواصل علني بين الجانبين، منذ نعي الجهد السوري - السعودي لمعالجة الأزمة اللبنانية.
في هذا الوقت، أبدى ميقاتي امام زواره قدرا من التفاؤل بحلحلة بعض العقد امام تشكيل الحكومة، لكنه يستمر في تكتمه على التفاصيل، فيما توقعت مصادر مطلعة تكثيف الاتصالات خلال اليومين المقبلين للاسراع في تشكيل الحكومة، بعدما انتفت كل الاسباب التي يمكن لها ان تبرر التأجيل، بحسب ما نقلت صحيفة "السفير".
ورأى ميقاتي أن "التحديات التي تدهم وطننا فضلا عن التطورات الخطيرة في المنطقة تتطلب تشكيل حكومة متوازنة لا تكون مصنفة لفريق على حساب سائر الافرقاء المشاركين فيها".
واعتبر أمام زواره "ان الدستور لا يسمح بتمليك أي طائفة أو أي حزب أو أي فريق أو أي شخصية أغلبية مقررة أو معطلة داخل الحكومة، فالجميع بحاجة الى الجميع للمحافظة على التنوع المطلوب ولتحقيق إنتاجية في العمل عبر فريق عمل حكومي منتج".
كما نقلت صحيفة "اللواء" عن زوار قصر بعبدا، "ان الأمور المتعلقة بالتأليف تزداد تعقيداً، ولم تشهد أية حلحلة، وهو ما عكس نفسه على اللقاء الذي جمع الرئيس سليمان ورئيس مجلس المواب نبيه بري في زيارته الأسبوعية، حيث غادر الاخير القصر الجمهوري دون الإدلاء بأي تصريح.
وفَهِم هؤلاء الزوار، ودائماً بحسب "اللواء"، أنه إذا ما بقيت الأوضاع على ما هي عليه، واستمرت المواقف متشددة من بعض القوى السياسية في فريق 8 آذار، سيتم درس حلول بديلة قد يكون واحداً منها، الذهاب نحو تشكيل حكومة تكنوقراط، علماً أن هذا الخيار هو من الخيارات المستحيل تحقيقها.