جنبلاط الى دمشق: قضية السلاح لا تُعالج الا بالحوار الهادئ
Read this story in Englishأفادت صحيفة "السفير" ان رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط سيزور دمشق اليوم الخميس حيث سيلتقي معاون نائب الرئيس السوري اللواء محمد ناصيف (أبو وائل) في إطار التشاور حول الوضعين اللبناني والعربي.
ودعا جنبلاط الى "التوجه نحو المستقبل بكل ثبات وطمأنينة بالعمل لمنع لبنان من الوقوع في اي فتنة"، وقال "ايّاً تكن التشنجات في البلد لا بد من العودة الى الحوار وحماية المكتسبات والتضحيات والثوابت من اجل لبنان قوي عربي مواجه لاسرائيل".
ولقد أراد النائب جنبلاط اطلاق مواقفه من امام ضريح والده الزعيم الراحل كمال جنبلاط في الذكرى 34 لاغتياله، مع التشديد على ان الحوار رسالته الاساسية في محاولة منه، كما قالت مصادر وزارية قريبة منه لصحيفة "النهار" من أجل "التخفيف من اجواء التشنج التي تعيشها البلاد، في ظل خشية لديه من تعميق الاصطفافات والانقسامات السياسية بين اللبنانيين وتهديد السلم الاهلي".
وقال جنبلاط: "16 آذار 1977 كان يوماً اسود على الجبل ولبنان، اذ سقط كمال جنبلاط ومعه رفيقاه والعشرات والمئات من الابرياء. وفي اربعين كمال جنبلاط اكدنا الثوابت الوطنية والعربية والقومية، وتجاوزنا الجرح الشخصي من اجلها، وأن لبنان لا يمكن ان يكون قوياً الاّ بوحدته وعيشه المشترك، وثباته في مقاومة اسرائيل، وبقيت المسيرة مستمرة منذ ذاك اليوم. والجرح الذي حصل في الجبل آنذاك إلتأم بزيارة البطريرك صفيرعام 2001، وأبقينا على نهج المصالحة التاريخية مع البطريرك صفير، وأكدنا بعد ذلك في اوج التوتر في 7 ايار الانفتاح والحوار وكانت التسوية، حيث انتجت الجهود التي بذلناها آنذاك وفاقاً، وحواراً، وسلماً، ووأدنا الفتنة. هذه كانت تعاليم كمال جنبلاط ونحن مستمرون عليها، ولذلك ايّاً تكن التشنجات في البلد لا بد من العودة الى الحوار وحماية المكتسبات والتضحيات والثوابت من اجل لبنان قوي عربي مواجه لاسرائيل.
وأضاف: "اما قضية السلاح فلا تُعالج الا بالحوار الهادئ، كما فعلنا في هيئة الحوار ضمن ثابتة وحيدة هي الاستراتيجية الدفاعية التي تضمن مواجهة اسرائيل. وبالنسبة الى ما يجري في العالم العربي اليوم، بعضه هائل انما جيد جداً كثورة كبرى في مصر وفي تونس، اما في غيرهما من البلاد فبحر من الدماء، ونتمنى ألاّ تتخذ بعض الانتفاضات الشعبية المشروعة في مطالبها الاجتماعية والاقتصادية منحى مذهبياً".
اتقدم من اهالي الابرياء وذوي الذين سقطوا في 16 آذار 1977 بالتعزية، داعياً لـ"التوجه الى المستقبل بكل ثبات وطمأنينة الى أننا كلنا سنعمل لمنع لبنان من الوقوع في اي فتنة".
ومن زوار قصر المختارة النائبة الحريري التي التقت جنبلاط، تزامناً مع زيارة السفير الروسي الكسندر زاسبكين، ثم توجهت والسفير برفقة جنبلاط الى الضريح حيث وضعت باقتين من الزهر والورود الحمراء وتلت الفاتحة، فيما وضع زاسبكين اكليلاً. وحضر ايضاً النائب السابق مصباح الاحدب. كما وصلت حشود تقدمها وزراء ونواب من "جبهة النضال" وكتل وتيارات واحزاب وشخصيات سياسية وحزبية واجتماعية ونقابية وقيادات امنية وهيئات دينية اسلامية ومسيحية وممثلو المجتمع المدني، الى وفد كبير من اقليم الخروب.
وكالعادة انطلقت مسيرة شعبية من باحة القصر الى الضريح يتقدمها جنبلاط يحوطه نجله اصلان وابنته داليا، والشخصيات المشاركة ووفود. وبعد تلاوة الفاتحة عن روح صاحب الذكرى، وضع النائب جنبلاط وردة حمراء على الضريح ووردتين على ضريحي رفيقيه فوزي شديد وحافظ الغصيني، ثم توالى وضع الورود والأكاليل.
هذا، واعتبر جنبلاط خلال لقاء موسع مع كوادر منظمة الشباب التقدمي في فندق "الريفييرا" ان "لا مفر من الحوار الداخلي لمعالجة القضايا الخلافية ومنها اشكالية السلاح التاريخية والتي أعيدت إثارتها مؤخرا".
وأكد انه "ثابت في رفض استخدام السلاح في الداخل"، ولكنه شدد على أن «ذلك لا يعني القبول بتعرية لبنان أمام العدو الاسرائيلي قبل التوصل الى التوافق على استراتيجية دفاعية".