احتمالات ضعيفة لتحقيق تقدم على صعيد الحل في مؤتمر اصدقاء سوريا في اسطنبول
Read this story in Englishتبدو احتمالات تحقيق مؤتمر اصدقاء سوريا الذي ينعقد الاحد في اسطنبول تقدما على طريق حل الازمة السورية ضعيفة جدا، في ظل الانقسامات الكبيرة القائمة بين اعضاء المجتمع الدولي، والتردد الذي يميز تحرك بعض الدول العربية، واستمرار المحاولات التي تقوم بها المعارضة السورية للتوحد من دون تحقيق نتيجة حاسمة.
وتقول المستشارة في شؤون الشرق الاوسط انياس لوفالوا التي تتخذ من باريس مقرا لوكالة فرانس برس "لدي شكوك كثيرة في شأن ما سيتوصل اليه هذا المؤتمر. هناك نوع من التراجع من جانب المجتمع الدولي في ما يتعلق الازمة السورية".
وتضيف "ما يمكن ان يخرج به هذا المؤتمر محدود جدا".
وبعد مرور اكثر من سنة على بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا والقمع الشديد الذي تواجه به من نظام الرئيس السوري بشار الاسد، لم يتمكن مجلس الامن الدولي من اصدار اي قرار حول سوريا بسبب ممارسة روسيا والصين، العضوان الدائمان في المجلس، حق النقض على كل قرار يدين النظام او يفرض عقوبات عليه او يطالب بتنحيه.
في المقابل، ترفض دول غربية عدة، ابرزها الولايات المتحدة وفرنسا، تدخلا عسكريا في سوريا. ولم تلق دعوات قطر والسعودية الى تسليح المعارضة السورية آذانا صاغية لدى دول عربية اخرى.
في هذا الوقت، اعلنت دمشق السبت ان "معركة اسقاط الدولة في سوريا انتهت بلا رجعة".
وتقول لوفالوا "بما ان احدا لم يتمكن من ايجاد حل للازمة، نشهد نوعا من فك ارتباط من جانب بعض الدول"، مشيرة الى ان "فرنسا وبعض الدول الاوروبية مثلا التي اكدت مرارا ان هذا النظام يجب ان يسقط، لم توافق على تقديم المساعدة اللازمة للثوار، عسكريا مثلا، لاسقاط النظام".
وتضيف "اقدر ان احدا لا يريد التورط في نزاع عسكري، لكن مثل هذه المواقف القوية تحتم تأمين وسائل لجعلها واقعا".
ويعبر مدير مكتب الحراك الثوري في المجلس الوطني جمال الوادي الذي يتخذ من اسطنبول مقرا من جهته عن "تخوف من الا يكون المؤتمر على مستوى الدماء التي تراق في سوريا".
ويضيف "كثوار، نأمل الا يكون المؤتمر كمؤتمر تونس. لا نريد مؤتمرا لشعب يعيش في مجاعة نريد ان يتعاملوا مع الشعب على انه يقتل ويتعرض لابادة. نريد ان تطرح مواضيع مثل امكانية فرض حظر جوي لا الاكتفاء بالممرات الانسانية".
الا ان هذه المواضيع التي كانت مطروحة بقوة في مؤتمر اصدقاء سوريا الاول الذي انعقد في تونس في 24 شباط، رغم عدم اقرارها في حينه، تكاد تكون غائبة عن مؤتمر اسطنبول. كما لا يبدو ان المجلس الوطني السوري الذي عقد مؤتمرا في مطلع الاسبوع في محاولة جديدة للظهور بمظهر موحد قبل المؤتمر، ربح معركة المطالبة بالاعتراف به كممثل شرعي ووحيد للمعارضة السورية.
وتقول لوفالوا "من المهم ان يجتمع اصدقاء سوريا، لكن اعتقد ان كل ما سيقومون به هو التخلص من الملف السوري عبر اعطائه ل(الموفد الدولي الخاص) كوفي انان من اجل ايجاد حل".
واكدت الدول العربية في قمتها التي انعقدت في بغداد الخميس دعمها لخطة انان التي اعلنت سوريا موافقتها عليها والتي تنص على سحب القوات العسكرية من المدن ووقف العنف وبدء حوار بين المعارضة والسلطات من اجل الوصول الى مرحلة انتقالية.
كذلك وافقت روسيا والصين على هذه المبادرة. الا انهما لن تحضرا مؤتمر اسطنبول الاحد.
واعلنت دمشق السبت موافقتها على ان تستقبل "قريبا" وفدا تقنيا من الامم المتحدة للتفاوض حول الية تطبيق خطة انان.
وقال مقدسي "ان سوريا ملتزمة بالتعاون إيجابيا مع مهمة انان"، الا انه لفت الى وجود "واقع على الأرض يجب التعامل معه وقد يصطدم بأمور ترتبط به".
وقال ان الجيش السوري "سيغادر الاماكن السكنية ما أن يتم إحلال الأمن والسلم دون اتفاقات".
الا ان المعارضة السورية لا تصدق وعود النظام.
ويقول جمال الوادي "لن يسحب النظام جنوده من المدن السورية لانه يخاف التظاهرات السلمية. اذا سحب جيشه من الشوارع ستمتلىء هذه الشوارع بالتظاهرات ضد بشار الاسد".
ويضيف ان كلام النظام اليوم عن انتهاء "محاولة اسقاط الدولة" هو "حرب نفسية".
ويرى ان المسؤولين السوريين "يرسلون رسالة الى مؤتمر اصدقاء سوريا بان كل شيء انتهى، ورسالة الى الداخل لتحطيم معنويات الثوار، ورسالة تطمين الى الجيش والامن عندهم بعد الانشقاقات الكثيرة".
الا انه يؤكد ان "كلامهم لن يفيد لان الثورة مستمرة".
وتقول لوفالوا "الاسد يواصل التصرف على هواه، رغم اعلانه الموافقة على خطة انان. (...) الا في حال طرأت مفاجأة في اللحظة الاخيرة، فان كل ما سيتوصل اليه المؤتمر تأكيد الدعم لمبادرة انان ومحاولة ايجاد كوة في مسالة تقديم المساعدة الانسانية".
وتضيف "ان قدرة النظام على الصمود دفعت بعض الدول الى اعادة النظر في مواقفها المتصلبة في بداية الازمة التي اتخذتها تحت ضغط دولي".
وترى ان "النظام السوري لطالما لعب على عامل الوقت. والاشارات التي يرسلها المجتمع الدولي والضغط على المعارضة التي لم تعرف من قبل حياة سياسية حقيقية لكي تتفق في اشهر محدودة على كل شيء، امور تصب في مصلحته، حتى لو ان هذا النظام بات محكوما بالسقوط نظريا".
وحمل التمثيل الضعيف لدول الخليج في قمة بغداد مؤشرات على عدم رضى كامل للسعودية وقطر تحديدا عن مقررات القمة، فيما جاهرت بغداد برفضها تسليح المعارضة الذي قد يؤدي الى "حروب اقليمية ودولية بالانابة في سوريا"، بحسب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
واكد مستشار رئيس الوزراء العراقي الاعلامي علي الموسوي السبت ان العراق يتجه نحو عدم المشاركة في مؤتمر "اصدقاء سوريا". وقال لفرانس برس "نريد ان نحافظ على دور الوسيط".