اوباما يجمد ارصدة القذافي وبرلوسكوني يرى انه لم يعد يسيطر على الوضع في ليبيا
Read this story in Englishاعلن رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني خلال تجمع سياسي السبت في روما "يبدو ان (الزعيم الليبي معمر) القذافي لم يعد يسيطر على الوضع في ليبيا".
وقال برلوسكوني امام مؤتمر لحزب الجمهوريين الايطاليين "يمكننا اذا ما اتفقنا جميعا وضع حد لحمام الدم ودعم الشعب الليبي".
واشار برلوسكوني الذي كان حتى الان حليفا للقذافي وقد وقع معه في اب 2008 معاهدة صداقة يفترض انها ازالت المسائل العالقة نتيجة ثلاثين عاما من الاستعمار الايطالي، الى ان "السيناريو الجيوسياسي يتبدل وايطاليا معنية بذلك".
الى ذلك قرر الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة تجميد اصول القذافي واربعة من ابنائه، تصميما منه على ارضاخه ووقف "وحشيته ضد شعبه"، وفق ما افاد البيت الابيض.
واوضح البيت الابيض ان اوباما وقع مرسوما رئاسيا يقضي بتجميد اموال واملاك القذافي وابنائه الاربعة في الولايات المتحدة.
واعلن الرئيس في بيان ان "حكومة معمر القذافي انتهكت المعايير الدولية وابسط المبادئ الاخلاقية وينبغي محاسبتها".
وقال اوباما ان "انتهاكات الحكومة الليبية المتواصلة لحقوق الانسان ووحشيتها حيال شعبها وتهديداتها المروعة استوجبت عن حق ادانة المجتمع الدولي الشديدة والواسعة".
وتابع "سنقف بحزم الى جانب الشعب الليبي في مطالبته بالحقوق المعترف بها دوليا وبحكومة تلبي تطلعاته" مضيفا "لا يمكن انكار الكرامة البشرية" لشعب ليبيا.
وختم "ان هذه العقوبات تستهدف بالتالي حكومة القذافي فيما تحمي الاصول التي تعود الى شعب ليبيا".
وقال مسؤولون ان العقوبات الاميركية تسعى لمنع القذافي وابنائه من نهب اموال ليبيا وثرواتها الوطنية وسط الاضطرابات التي تسود هذا البلد.
وقالت مصادر ان واشنطن تامل في ان تشجع هذه الاجراءات مسؤولين ليبيين على الانفصال عن النظام.
وقال روبرت مالي المسؤول في مجموعة الازمات الدولية لصحيفة نيويورك تامز "من الصعب تحقيق ذلك، لكن المطلوب هو تشجيع ما تبقى من مؤيدين للقذافي على الانفصال عنه".
وقال مساعد وزير الخزانة لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ستيوارت ليفي متحدثا في مؤتمر صحافي عبر الهاتف ان اوباما اتخذ "خطوات حاسمة" لمحاسبة نظام القذافي.
وتتضمن العقوبات ملحقا يورد تحديدا اسماء القذافي وابنائه الاربعة المستهدفين، لكنه لا يذكر اسم اي مسؤول ليبي، ما يشير الى سعي واشنطن لحض كبار المسؤولين في الطبقة الحاكمة في طرابلس على التخلي عن الزعيم الليبي.
غير ان الادارة الاميركية احتفظت بامكانية اضافة اسماء مسؤولين ليبيين اخرين قد يتم استهدافهم لاحقا.
وحذر البيت الابيض من انه سيستخدم كامل "قدراته الاستخباراتية لمراقبة اعمال نظام القذافي" وسيبحث بصورة خاصة عن ادلة على ارتكاب اعمال عنف وفظاعات بحق الشعب الليبي.
غير ان المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني لم يذهب الى حد القول ان البيت الابيض يدعم الدعوات الى احالة القذافي واعوانه الى القضاء الدولي.
واقر ضمنا بان الخطاب الاميركي في الايام الماضية كان يميل الى الاعتدال حيال ليبيا خوفا على تعرض الرعايا الاميركيين العالقين وسط اعمال العنف في هذا البلد لاعمال انتقامية.
كما قررت الولايات المتحدة العمل مع "حلفائها الاوروبيين" من اجل فرض "عقوبات منسقة" و"اجراءات متعددة الاطراف" على النظام الليبي من خلال الامم المتحدة.
وتم بحث مشروع قرار قدمه الاوروبيون الجمعة في مجلس الامن الدولي، يهدد القذافي بملاحقته بتهمة ارتكاب جرائم بحق الانسانية، وينص على عقوبات مثل فرض حظر على الاسلحة ومنع القذافي من السفر وتجميد ارصدته.
ولم ينتظر الاتحاد الاوروبي صدور قرار دولي فقرر فرض حظر على الاسلحة الى ليبيا.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض من جهة اخرى ان واشنطن تعمل على قطع اي مساعدة عسكرية قد تستفيد منها ليبيا وابلاغ المؤسسات المالية بوجوب مراقبة اي تحويلات مالية قد تصدر عن هذا البلد.
من جهة اخرى اعلنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ان بلادها تؤيد "بحزم" تشكيل لجنة تحقيق مستقلة يطالب بها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة حول التجاوزات التي ارتكبها نظام القذافي وتعليق عضوية ليبيا في هذا المجلس.
ويلتقي اوباما الاثنين الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لبحث العقوبات وسبل مواجهة "الازمة الانسانية الناتجة عن الازمة"، على ما قال المتحدث باسم البيت الابيض.
كما طلبت الولايات المتحدة من اجهزة استخباراتها التحقيق في التجاوزات المرتكبة في ليبيا، في وقت وصلت حصيلة اعمال العنف في هذا البلد الى مئات القتلى.
وقال جاي كارني ان "الولايات المتحة مصممة على استخدام كل الوسائل التي في متناولها لمراقبة نظام القذافي".
وعلقت واشنطن عمل سفارتها في طرابلس بسبب انعدام الامن، لكنها ابقت الاتصال مع الليبيين "سواء مباشرة او عبر اطراف ثالثة".
وافاد صحافي في وكالة فرانس برس ان سفينة استاجرتها الولايات المتحدة وصلت مساء الجمعة الى لا فاليت عاصمة مالطا وهي تقل اكثر من 300 شخص فروا من اعمال العنف في ليبيا وبينهم 35 دبلوماسيا وعائلاتهم.
كما قال كراولي ان الولايات المتحدة استاجرت طائرة اقلعت من ليبيا في الساعة 18,49 تغ متوجهة الى اسطنبول وعلى متنها اميركيون وكذلك ركاب من جنسيات اخرى.
وثمة حوالى ستة الاف اميركي مسجلون لدى السفارة الاميركية في طرابلس معظمهم يحملون الجنسيتين الاميركية والليبية.