ميقاتي يدعو من طرابلس الى طاولة حوار:إياكم والفتنة

Read this story in English W460

كد رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي أنه ثابت على المبادىء لأن همه الوحيد هو وحدة لبنان وعزته وكرامته، لافتا الى أنه يحمل اليوم كرة النار لإطفاء الفتنة والعمل من أجل إستقرار لبنان، بإشارة الى سياسته التي سيعتمدها في الحكومة.

وعليه، دعا ميقاتي في زيارته الأولى الى مدينة طرابلس بعد تكليفه رئيسا للحكومة حيث أقيم له إحتفال شعبي، "كل القوى السياسية من دون استثناء الى تقديم مصلحة لبنان والوطن على أي مصلحة أخرى"، مشددا على ضرورة "التكاتف حرصاً على لبنان وشعبه الطيب ومستقبل أبنائنا".

وإذ لفت الى أن "كل المشكلات يمكن أن نجد لها حلولا بالجلوس الى طاولة الحوار" ، أكد ميقاتي أن الحوار الوسيلة الوحيدة لتوافق اللبنانيين، سائلا:" بالله عليكم، على ماذا نختلف و من منا لا يريد الحقيقة والعدالة من دون مواربة واستثمار سياسي".

كما سأل:" من منا لا يعادي إسرائيل؟ وليس مؤمناً بتوجيه السلاح فقط ضد العدو، مؤكدا أن هذه هي وجهة السلاح، ومن منا لا يسلم بضرورة تحرير الأرض وبالحوار سبيلاً"، داعيا الى الشراكة الوطنية تحت سقف الوحدة الوطنية.

كما جدد ميقاتي "إلتزامه بالدستور اللبناني الناتج عن إتفاق الطائف الذي توافق عليه اللبنانييون كمرجع لحل الخلافات"، رافضا أي "تعديل عليه اليوم ،أو على عدم تطبيقه كاملاً خاصة في هذه الأجواء السياسية والإنقسام".

الى ذلك، أشار ميقاتي الى أن "المسؤولية الوطنية تكليف وليست تشريفا، وهي أكبر بكثير من أهواء السلطة ونزواتها"، مضيفا"لسنا هواة مناصب وسلطة".

وأردف:"أننا نعرف حجم التحديات والأخطار الكبرى، و أن الوطن في أزمة، وأن الناس تحتمل فوق طاقتها"، مؤكدا أن "لهذا السبب نسعى اليوم لتشكيل حكومة لنواجه أزمة تهدد وجود لبنان".

كما أمل في تشكيل حكومة تعبر عن تطلعات الشعب اللبناني بكل أطيافه.

وقال:" لو تأخرنا قليلاً سامحونا لأننا نريد حكومة حقاً تعمل في سبيل لبنان".

الى ذلك, أكد ميقاتي خلال الإحتفال أنه أخذ هذه الأمانة من أجل أن نخدم طرابلس وكل الشمال "برموش العين"، مشددا على أهمية أن "نشبك أيدينا كي تكون طرابلس عاصمة لبنان الثانية الموحد فعلاً لا قولاً، من أجل أن تعود صمام الأمان كما كانت دائماً كي تكون كلمتها مسموعة في كل مكان".

وفيما شدد على أنه لن يرد على أحد، ناشد ميقاتي الجميع لأن "بالعزم يبنى المستقبل لصنع سعادة أبنائنا"، مؤكدا "أنهم حريصون على وحدة لبنان أرضاً وشعباً، وعلى حرية اللبنانيين وسيادة الوطن واستقلاله وعروبته وعلاقته الدولية مع كل الأطراف.

كما تطرق ميقاتي في كلمته للقضية الفلسطينية، مؤكدا إنهم "ملتزمين بقضية الأمة وفلسطين وأن القدس هي عنوان قضية الأمة"، مذكرا أن "هذا إيماننا و قناعتنا التي لا نحيد عنها أبدا"ً.

وفي هذا السياق، رأى ميقاتي "أننا أمة ليس لدينا هاجس الخوف ولا عقدة النقص".

وتابع:" من يريد تحويلنا الى مذهب، إنما يسيء الى هويتنا وقناعتنا واعتدالنا، فنحن أ هل إعتدال وتسامح وإيمان ولسنا أهالي عزلة".

وحذر ميقاتي أهالي طرابلس من الفتنة.

وقال:"إياكم والفتنة، نحن واحد"، معتبرا أنه مهما كانت الخلافات لن تكون إلا ظرفية.

وخلص مؤكدا"نحن سنبقى واحد من أجل لبنان ومن أجلكم جميعاً، ومن أجل طرابلس وأهل السنة ووحدة لبنان".

وكاä قد بحث ميقاتي و رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي عاد من الفاتيكان الجمعة في آخر المستجدات في استشارات تأليف الحكومة، وبعد اللقاء الذي دام 45 دقيقة خرج الرئيس المكلف دون الادلاء بأي تصريح.

وقد غابت اللقاءات العلنية عن نشاطه أمس الخميس، ولكن علم أنه التقى الوزير وائل أبو فاعور موفداً من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.

أما في صدد العقد التي لا تزال تعترض عملية تأليف الحكومة، فأفادت صحيفة "النهار" انه أعيد إحياء إقتراح كان طرح سابقاً ولم يبصر النور، يقضي باعطاء حقيبة المال لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، من طريق اسنادها الى احد وزرائه، بدل اعطائه حقيبة الداخلية التي يتمسك بها ويصر على حجبها عن حصة الرئيس سليمان.

وأفادت المعلومات أن ضغطاً كبيراً مورس على ميقاتي في هذا المجال، علما أن رئيس الوزراء المكلف يرغب في اسناد هذه الحقيبة الى الوزير محمد الصفدي وابقائها من الحصة السنية. ولم تظهر نتائج المسعى الجديد الذي تحيط به شكوك كبيرة لان من شأنه ان يثير تعقيدات على صعيد التبديل الطائفي في الحقائب السيادية".

إلا أن مصدر في تكتل "التغيير والإصلاح" نفى ما تردد عن عرض وزارة "المال" على النائب ميشال عون مقابل وزارة "الداخلية"، مؤكدة ان كل ما يُثار اعلامياً في هذا الشأن لا يعدو كونه بالونات اختبار ترمى عمداً لتلمس ردود فعل الفريق الآخر.

واستغرب كيف ان عرضاً جديداً يقدم للعماد عون، في وقت يعلم الجميع ان الوزير جبران باسيل الذي يعمل على خط الوساطة بين الرابية وفردان موجود خارج البلاد. أما الوسيط الثاني وهو شقيق الرئيس المكلف طه ميقاتي فلم يزر الرابية منذ مدة.

التعليقات 0