مدينة سرمين السورية تتخوف من هجوم جديد: "سنموت يوما لا محالة"
Read this story in Englishيخيم صمت مخيف في شوارع سرمين شبه المقفرة شمال غرب سوريا، ولا يشاهد فيها سوى بضعة رجال يترصدون هجوما جديدا من قوات النظام بعد الهجوم العنيف الذي تعرضت له المدينة قبل شهر.
ففي 27 شباط دخلت مئة دبابة هجومية المدينة مع حوالى الف جندي من المشاة تنقلوا من منزل الى اخر لتنفيذ اعدامات تعسفية حسب ما روى السكان.
وخلال الهجوم العنيف على سرمين الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات من مدينة ادلب، قتل 13 شخصا واصيب حوالى ثلاثين بجروح وفقا لشهادات جمعت على الارض.
وقال رجل يقف عند احد المتاريس التي اقيمت في الشوارع حيث نشرت اطارات سيتم اشعالها في حال حصول هجوم "قصفوا اولا المدينة بالدبابات وقذائف الهاون. ثم ارسلوا قوات المشاة لانجاز مهمتهم القذرة".
ولا تزال آثار الهجوم الذي استمر ثماني ساعات، ظاهرة على واجهات المنازل التي اخترقها الرصاص.
وقال محسن والى جانبه اولاد شقيقه يحملون صورة والدهم "قامت مجموعة من حوالى 20 جنديا بخلع قفل منزل شقيقي وسحبوه خارجا حيث اعدموه بدم بارد. ثم اخذوا هاتفه النقال ومحفظته وساعته".
وقال احد سكان المدينة "كان هدفهم قتل كل ما يتحرك اي شخص كان في الشارع. قتلوا من اجل القتل. انهم اسوأ من الحيوانات".
ورأت شادية طفلها اياد ابن الاربع سنوات يقتل بشظايا قذيفة. وقالت وهي تتحدث عن اولادها الستة والدموع تنهمر على وجهها "لم يرتكبوا اي سوء كانوا ينظرون من النافذة".
وقال ابو محمد ان بعض جنود الجيش النظامي وسط اجواء الرعب، خالفوا الاوامر لانقاذ سكان.
وروى "دخلت مجموعة عسكريين منزلا وجمعت السكان في الطابق الارضي. واصدر قائدهم اوامر باعدامهم ثم غادر. وطلب الجنود من السكان ان يصرخوا وفتحوا النار على الجدران لاعطاء الانطباع بان الامر نفذ".
ومنذ هجوم الشهر الماضي، مدينة سرمين مقفرة. ومعظم سكانها الذين يقدر عددهم ب15 الى 20 الفا فروا للجوء الى اماكن اكثر امانا خصوصا في تركيا التي تبعد 40 كلم.
وقال احمد "يتوقع الجميع هجوما جديدا خصوصا بعد سقوط ادلب" التي استعاد الجيش النظامي السيطرة عليها في 14 اذار بعد هجوم دام. واضاف "سنكون المدينة التالية".
وتابع "اني في الخمسين من العمر ولدي ثمانية اولاد. اني مستعد للتضحية بحياتي دفاعا عن هذه المدينة. لا انوي البقاء في منزلي في حين يسقط اخواني. اني مستعد للقتال والشهادة".
وفي سرمين يقدر بحوالى 250 عدد مقاتلي الجيش السوري الحر لكنهم لا يملكون سوى اسلحة خفيفة تبدو غير مجدية امام الامكانات العسكرية الهائلة للقوات النظامية.
وبحسب احد المقاتلين حشدت القوات النظامية 40 دبابة على مسافة تقل عن كيلومترين من سرمين والمسافة نفسها من ادلب.
ويحاول السكان الاستمرار في العيش وسط هذه الاجواء في حين يسجل نقص في اسطوانات الغاز والطحين والحليب والسكر.
وتقول النساء اللواتي لم يغادرن سرمين انهن يشعرن بالذعر. وقالت احداهن "نبقى هنا لان ازواجنا قرروا القتال والموت. لكني اشعر بالخوف".
وذكرت اخرى "لا نشعر بالخوف لاننا سنموت يوما لا محالة".