الكنيسة القبطية تستعد لجنازة البابا شنودة الثالث في مصر

Read this story in English W460

بدأت الكنيسة المصرية اليوم الاحد الاستعدادات لجنازة البابا شنوده الثالث الذي غيبه الموت السبت عن عمر يناهز 88 عاما بعد ان ظل على رأس الطائفة المسيحية الاكبر في الشرق الاوسط لاكثر من اربعين عاما.

ويترك البابا، الذي بدأت النقاشات وسط الاقباط حول خلافته، طائفة قلقة ازاء الصعود السياسي للاسلاميين وبسبب اعمال العنف التي استهدفتهم.

وتم الباس جثمان البابا الملابس الكهنوتية ووضع على كرسيه البابوي قبيل ظهر اليوم وسيبقى كذلك لمدة ثلاثة ايام حتى يتمكن جمهور الاقباط من القاء نظرة الوداع عليه قبل تنظيم قداس الجنازة في مقر كاتدرائية الاقباط الارثوذكس بالعباسية في القاهرة، بحسب مصادر الكنيسة.

وبناء على وصيته، سيتم دفن البابا شنوده الثالث في دير وادي النطرون الواقع في منتصف الطريق تقريبا بين القاهرة والاسكندرية.

وكان شنوده الثالث حددت اقامته في دير الانباء بشوي عام 1981 في عهد الرئيس الاسبق انور السادات الذي كان على خلاف كبير معه.

وتولى الانبا باخوميوس اسقف البحيرة موقع قائمقام البابا الى حين انتخاب بابا جديد.

ويعد الانبا باخوميوس الثاني في ترتيب اقدمية الترسيم بعد الانبا ميخائيل اسقف اسيوط الذي اعتذر عن تولى الموقع لاسباب صحية.

وستبدأ اجراءات اختيار بابا جديد بعد الاربعين بفتح باب الترشيح للموقع وفقا للقواعد المعمول بها في الكنيسة القبطية، وليس هناك موعدا محددا او اي سقف زمني لاختيار البابا الجديد.

وكان تم انتخاب البابا شنوده في العام 1971 لخلافة البابا كيرلس بعد سبعة اشهر من وفاة الاخير.

وتقوم المطرانيات المختلفة في مصر بترشيح وتزكية اساقفة لتولي منصب البابا ثم تعرض اسماء المرشحين على جمعية ناخبين تضم اعضاء المجمع المقدس والنواب الاقباط في البرلمان والوزراء الاقباط واعضاء المجلس الملي.

وبعد عملية الاقتراع يتم اجراء "قرعة الهية" بين المرشحين الثلاثة الذين حصلوا على اعلى الاصوات .

وبدأ الاساقفة الاقباط في جميع انحاء مصر وفي العالم في التوجه الى القاهرة للمشاركة في تشييع الجنازة.

ويمثل الاقباط ما يتراوح بين 6% و10% من قرابة 82 مليون مصري وهي طائفة تشعر بالقلق بسبب الصعود السياسي للاسلاميين في مصر.

وكان شنوده الثالث، الذي اصيب اخيرا بأورام في الرئة ثم توفي من جراء ازمة قلبية السبت، متشددا في المسائل العقائدية ورفض اي تعديل في قواعد طلاق الاقباط الصارمة.

وايد البابا الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي كان يعتقد انه يحمي طائفته في مواجهة الاسلاميين وتبنى الموقف ذاته مع المجلس العسكري الحاكم منذ توليه السلطة في 11 شباط 2011.

واعتبر العديدون في مصر ان البابا شنوده الثالث عنصر استقرار في بلد ملئ بالتقلبات ومازال مستقبله السياسي غير محدد المعالم.

واجج اكتساح الاسلاميين في الانتخابات التشريعية التي اجريت نهاية العام الماضي مخاوف الاقباط على الرغم من التطمينات الصادرة عن مسؤولين اسلاميين.

ومازالت ردود الفعل تتوالي على وفاة البابا شنوده.

ففي الفاتيكان، حيا البابا بنديكتوس السادس عشر "قسا كبيرا" وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما انه كان "مدافعا عن التسامح والحوار الديني".

ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن نائب وزير الخارجية الايراني حسين امي عبد الحيان اشادته بعمل البابا شنوده الثالث "من اجل العدل والسلام".

ومنذ مساء السبت توافد الاف الاقباط على مقر الكاتدرائية في القاهرة لوداع الرجل الذي لم يعرفوا غيره ابا للكنيسة على مدي اربعين عاما.

وعكست الصحف المحلية تأثر المصريين برحيل البابا الذي اعتاد المصريون مسلمون ومسيحيون على تواجده بينهم خلال العقود الاربعة الاخيرة.

وعنونت صحيفة المصري اليوم "مصر تبكي" بينما كتبت الاهرام في صدر صفحتها الاولى "البابا شنوده .. وداعا".

التعليقات 0