وسط بيروت ينقسم "سلميا" بين مؤيد ومعارض للأسد رغم التهويل الذي سبق...الأسير: سنحرّر أنفسنا لتحرير "أقصانا"

إنقسمت ساحة الشهداء ومحيطها مجددا بين فريق مؤيد وآخر معارض للنظام السوري الأحد ولكن هذه المرة عبر اعتصامين خجولين من حيث العدد ومن حيث النتائج إذ رافقتهما إجراءات أمنية مشددة محت كل التهويل باستعمال السلاح الذي سبق الإعتصامين بأيام.

وشدد إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الاسير الذي دعا للتظاهرة المناهضة للنظام السوري على أن هناك مؤامرة عالمية ضد سوريا الشعب، قائلاً أن "أحداث سوريا اسقطت الاقنعة التي طالما خدعتنا".

وتابع "لا بد كما أعلنا لبيك يا حمص ولبيك لقدس نقول لاقصانا ابشر فقد بدأت الطريق بالتعبد بإذن الله، ونقول لك يا أقصانا ستتحرر باذن الله عاجلا ام اجلا لكننا تنبهنا الى مشكلة حقيقية ان علينا ان نحرر انفسنا وان ندوس على الطغاة اولا

وأشار الأسير إلى أن الرئيس السوري بشار الاسد قد صدق مرتين، "عندما قال بأن سوريا ليست كغيرها وسوريا ليست كغيرها وهذا يدركه كل عاقل، فأحداث سوريا اسقطت الاقنعة التي طالما خدعتنا".

وأضاف "المرة الثانية عندما قال انها مؤامرة عالمية على سوريا وفعلاً هي مؤامرة على سوريا الشعب، هي مؤامرة على الشعب السوري والا لماذا كلما زاد القتل في سوريا يخرج العالم ليقول نحن ضد التدخل العسكري في سوريا".

وتوجه إلى المجتمع الدولي قائلا "ولبيان حقيقة المؤامرة تريدون أن يزداد بشار قتلاً بحق اهلنا ثم ماذا تقول رسالتكم لشعبنا لسوريا بأن لا حول ولا قوة لك حتى تدفعه للجوء الى السلاح ومن ثم تثبت مقولة بشار بأن المعارضة هي جماعات مسلحة ثم تعود لتتدخل وتفرض تسوية".

وأكد "أننا امة لا زال فيها حياة"، رداً عمن سأل "لماذا تجتمعون وتصرخون"، متابعاً "واذا ظن الظالمون انهم داسوا على كرامتنا منذ امد بعيد فعليهم ان لا يراهنوا على ذلك كثيراً".

وتوجه الاسير في كلمته الى الدول العربية قائلاً "يا أهلنا في مصر دمرت مساجدنا بالمئات فلم لا تتحركون بالمئات ويا أهل الجزائر اغتصبت الحرائم فمتى تستيقظون، ويا اهلنا في ليبيا وتونس وكل البلاد انتهكوا المصاحف وهانوا شيبتنا وهانوا علمائنا فمتى تستيقظون".

وأردف "يحدثونا دائماً عن مجلس الأمن ونعم هو مجلس أمن مصالحهم فقط وقال "نحن لا نحول عليهم انما على الله عز وجل وعلى كل الاحرار من المسلمين وغير المسلمين ومن احرار المسيحيين كذلك".

وفي كلمته توجه الى المسيحيين بالقول "نحن لا نريد تحرير الاقصى فقط بل كنيسة المهد والقيامة ايضا واقول لاخواننا المسيحيين في المنطقة انتم لا تطلبون الحماية من أحد بل نحن نطلب منكم الحماية من خلال بقائكم في هذه المنطقة لان اسرائيل تريد افراغ المنطقة منكم لتشويه صورة الاسلام، واناشد الشباب المسيحي تحديدا في لبنان اياك والهجرة".

في المقابل، صرح عضو القيادة القطرية لحزب البعث ابراهيم عيسى، "اننا في لبنان ضد المؤامرة التي تستهدف المنطقة. العلاقة التي تربطنا بسوريا هي اخوية ومميزة لن نقبل ان يكون لبنان معبرا او مقرا للعدوان على سوريا".

وحمل مناصرو حزب البعث أعلام روسيا والصين اللتان تدعمان النظام عبر منع أي تدخل دولي من مجلس الأمن.

كما أحرقوا صور رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الذي حسم موقفه "بالوقوف إلى جانب الشعب السوري" طالبا من النظام الرحيل.

وكان تجمع حزب البعث يطلق الشعارات الداعمة للرئيس السوري حتى أثناء إلقاء الأسير كلمته مما أدى إلى عدم سماعها من قبل المناصرين.

من جهة أخرى أكد وزير الداخلية مروان شربل الذي كان يتابع التدابير الامنية من على الارض "ان التخوف موجود لان الوضع الامني من حولنا غير مستقر".

كما تمنى "ان يكون اللبنانيون كلمة واحدة، والجهتان لا تريدان اي اشكال. ليس لدينا غير هذا البلد والقوى الامنية تتعاطى معهم وكأن الجميع اخوة لنا".

بدوره نوه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في تصريح بعد ظهر الأحد "بالتحرك السلمي الذي التزمه المتظاهرون في ساحة الشهداء اليوم".

وشدد على "أن التعبير عن حرية الرأي أمر مشروع ، تلتزم الحكومة بحمايته ضمن القونين المرعية الاجراء ، وهي تتمنى، في الوقت ذاته، على الجميع تغليب المصلحة اللبنانية العليا على ما عداها والتوّحد حول كلمة سواء تحمي وطننا وتبعد عنه المخاطر والمصاعب".

وهنأ رئيس الحكومة "الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية على الاجراءات الميدانية التي إتخذت لضبط الأمن ومنع أي إخلال بالاستقرار".

يشار إلى أن التظاهرتين أخذتا حيزا إعلاميا كبيرا بسبب تهديد حزب "البعث" على لسان المسؤول فيه هيثم الديراني باستعمال السلاح إن منع الحزب من من إقامة تظاهرته، ورد الأسير بتحميل حزب الله مسؤولية أي إشكال يحصل قائلا أن "السلاح لن يخيفنا".