معالم الحكومة تواجه عقبات التوزير: "فيتوات" متبادلة ومطالب مستعصية
Read this story in Englishمن المتوقع ان يشهد اليومان المقبلان تحركاً كثيفاً لرسم معالم الحكومة الجديدة بعد أن ينصرف رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي الى معالجة عقبات توزيع الحقائب والأسماء على القوى التي تسانده، علماً أن بعضها لا يزال يواجه بـ"فيتوات" متبادلة ومطالب مستعصية بين أطراف الأكثرية الجديدة أنفسهم، بحسب ما نقلت صحيفة "النهار" عن مصادر سياسية مطلعة.
الى ذلك، لم يطرأ جديد على صعيد المفاوضات الجارية بين الرئيس المكلف وبين مسيحيي الأكثرية الجديدة وكذلك مع 14 آذار، علما أن خطوط ميقاتي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس جبهة "النضال الوطني" وليد جنبلاط وبعض القيادات المسيحية ضمن 14 آذار، ظلت مفتوحة، وهو التقى قبل 48 ساعة المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل، كما ظل شقيقه طه على تواصل دائم مع الوزير جبران باسيل، في ظل إصرار تكتل التغيير والإصلاح على حصة وزارية وازنة توازي حجمه التمثيلي كتكتل يضم 27 نائباً، بحسب صحيفة "السفير".
أوضحت أوساط الرئيس المكلف للصحيفة عينها أن "لا شيء نهائيا بعد، ولم تصل حركة المفاوضات على المطالب المتبادلة الى أبواب موصدة". ورأت أن "بعضهم يسرب مثل هذه المعلومات عن حسن نية، إذ يرى ان هذا الثلث الضامن هو الضمانة لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بوجه محاولات تعطيل عمل الحكومة أو شلها، وبعضهم الآخر يسربها عن سوء نية بقصد افتعال خلاف جديد بين ميقاتي ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون".
وحسب مصادر ميقاتي فهو "أعد تصورات لكل الامور المتعلقة بتسلم المنصب، بدءا من شكل الحكومة وحجمها، والتي يفضلها من 24 وزيرا، الى عناوين البيان الوزاري ومعالجة الاوضاع الادارية والاقتصادية ـ المعيشية"، ما يعني أنه ماضٍِ في خياراته الى النهاية، وان كان ما يزال يراهن حتى اللحظة الاخيرة على إمكان مشاركة بعض مكونات "قوى 14 آذار" في الحكومة، خصوصا بعد اللقاءات التي أجراها الرئيس سليمان خلال الايام الماضية مع الوزير حرب.
إلا ان الطلبات كثيرة، والشروط كبيرة، ما يوحي بأن قوى 14 آذار تتجه الى التعجيز لتبرير عدم المشاركة في الحكومة نتيجة ضغوط وتدخلات خارجية مورست عليها".
ونقلت "النهار" عن أوساط في قوى 8 آذار قولها إن ميقاتي والقوى التي ساندت تكليفه بدأوا الاعداد لاستكمال تأليف الحكومة على قاعدة عدم مشاركة قوى 14 آذار فيها، ولكن تقرر التريث في الشروع في التأليف الى ما بعد انتهاء مهرجان قوى 14 آذار اليوم، اذ ينتظر أن تأتي مواقف أقطابها بمثابة ابلاغ علني لانتقالها الى المعارضة. كما رجحت ان يبلغ الوزير بطرس حرب الرئيس ميقاتي جواباً مباشراً في هذا الاتجاه اليوم الاثنين.
لكن مصادر قريبة من ميقاتي لاحظت أن بعض المواقف والمطالب التي يحكى عنها في وسائل الاعلام انما يؤكد أن رئيس الوزراء المكلف على مسافة واحدة من جميع الأطراف ويسعى فعلاً الى تأليف "حكومة وطنية جامعة" تريح الناس.
وأضافت ان ميقاتي يكثف اتصالاته مع جميع الأطراف وهو منفتح على كل الاقتراحات لأنه "في صدد القيام بمهمة وطنية انقاذية عبر حكومة منتجة لا حكومة تدير الأزمة".
ولفتت الى ان من حق أي طرف سياسي أن يبدي رأيه ويطرح ما يراه مناسباً لدوره "ولكن تبقى مهمة تشكيل الحكومة من صلاحية الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية". وأشارت الى أن ميقاتي "في مرحلة دوزنة ايقاع المطالب لتأتي منسجمة مع التصور الذي يضعه للحكومة العتيدة".
وأوضحت مصادر في "قوى 14 آذار" لصحيفة "السفير" أنه من أسباب قرار مواجهة حكومة ميقاتي، أن "الجو غير مريح للمشاركة بسبب الهجمة الالغائية التي يمارسها الفريق الآخر، والتي لن يستطيع رئيس الحكومة المكلف وقفها أو ردها، ولا يستطيع استيعاب كل القوى في الحكومة لأن القرار أكبر منه والامر بات خارج يده".
ولفتت المصادر الى أن "فريق 14 آذار يشعر انه ستكون هناك هيمنة داخل الحكومة من فريق على فريق، ولن يقدر ميقاتي على استيعاب الجميع، ويبدو ان الأمور في البلاد ذاهبة الى مواجهة سياسية، بغض النظر عن موقف المجتمع الدولي، سواء كان داعما لحكومة ميقاتي بحجة ضمان الاستقرار أم لم يكن داعما".