محبوب او منبوذ... القاضي غارثون يثير انقساما في اسبانيا
Read this story in Englishيثير القاضي بلتسار غارثون الشغوف بالاعلام والمعروف بتحقيقاته في ملفات حساسة انزعاجا لدى اليمين واليسار على حد سواء في اسبانيا حيث يبقى مثار جدل رغم نضاله ضد انتهاكات حقوق الانسان.
وعنونت صحيفتا الباييس وبوبليكو اليساريتان الجمعة "عار كبير" و"السيطرة على غارثون".
في حين سخرت صحيفتا الموندو وا.بي.ثي اليمينيتان من الطرق التي تشبه ممارسات "الانظمة الاستبدادية" التي استخدمها القاضي مستعيدة عبارات شديدة القسوة وردت في حيثيات الحكم الذي صدر بحقه الخميس.
ومنذ هذا الحكم المثير للجدل على القاضي بلتسار غارثون الذي يحرمه من ممارسة مهنته لمدة 11 عاما في قضية تنصت غير مشروع، انقسمت اسبانيا حول مبررات القرار الذي اتخذه بالاجماع قضاة محكمة مدريد العليا السبعة.
واعتبر ستة اسبان من اصل عشرة، في استطلاع اجراه معهد متروسكوبيا لصحيفة الباييس، مباشرة بعد صدور الحكم "انه ضحية اضطهاد".
ورد كارلوس كرنيثر رئيس المجلس العام لنقابة المحامي الاسبان بان "المحاكم تعمل دائما بحسن نية".
واضاف في حديث لاذاعة كادينا سير "لقد تعزز حق الدفاع" في هذه القضية.
وادين بلتسار غارثون لانه امر بالتنصت على مكالمات بين متهمين معتقلين وبين محاميهم ما يعد انتهاكا لحقوق الدفاع وذلك اثناء تحقيقاته حول شبكة فساد طالت اليمين الاسباني سنة 2009.
وقالت لوريتا نابوليوني الصحافية المتخصصة في التحقيقات والتي نشرت مؤخرا سيرة القاضي الذاتية "انه رجل يجذب الانتباه بشكل كبير".
واعتبر محاميه غونثالو مارتينث فريسنادا في القضية الثانية المثيرة للجدل، التي يحاكم فيها لاقدامه على التحقيق في مصير مفقودي عهد الدكتاتور فرانكو (1939-75)، ان العداء لغارثون يتعدى اليمين واليسار.
واوضح قبل بداية تلك المحاكمة التي ما زال الحكم لم يصدر فيها "انه شخص ازعج كل اوساط الساحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية" مؤكدا ان "اوساط كثيرة من اليسار لم تغفر له بعد التحقيقات التي قام بها في الماضي".
وقد ادى تعاطفه الظاهر مع اليسار الى انضمامه لحكومة فيليبي غونثالث الاشتراكية لفترة قصيرة خلال الثمانينات.
لكن ذلك لم يمنعه من التحقيق خلال الثمانينات ثم التسعينات حول مجموعات التحرير لمكافحة الارهاب (غال) المنظمة السرية التي تاسست في عهد تلك الحكومة للقضاء سرا على عناصر منظمة ايتا الباسكية الانفصالية.
وقد حقق بلتسار غارثون الذي اشتهر في العالم عندما امر باعتقال الدكتاتور التشيلي اوغوستو بينوشيه في لندن سنة 1998، انتصارات لا جدال فيها خلال 22 سنة من مكافحته هذه المنظمة الانفصالية الباسكية.
لكن تحقيقاته حول الارهابين الاسلاميين ومهربي الكوكايين في غاليسيا كثيرا ما تعرضت الى الطعن امام المحاكم ما دفع منتقديه وبعضهم في سلك القضاة الى التنديد ب"قاضي نجم" يهتم بعناوين الصحف اكثر من اهتمامه بتماسك ملفاته.
واقر المدعي لويس نافاخاس خلال محاكمة عهد فرانكو بان غارثون "ليس قاضيا عاديا".
وفي رسالة مفتوحة بثت بعد ساعات من ادانة ابيها الخميس تحدثت ماريا غارثون مولينا عن "الغيرة" التي يثيرها والدها.
وفي الرسالة الموجهة الى "الذين سيتناولون الشمبانيا في نخب" الحكم قالت انها تريد النضال من اجل عدالة "حقيقية بدون انحياز متعصب".
ورغم انه كان يثير الجدل منذ بدايته، لم يتعرض بلتسار غارثون ابدا الى هجمات مكثفة كالتي استهدفته عندما فتح تحقيقه في 2008 حول 114 الف مفقود خلال الحرب الاهلية الاسبانية (1936-1939) والسنوات الاولى من عهد الدكتاتور فرانكو.
واقر محاميه مارتينث فريسنادا بانها "ربما كانت القشة التي قصمت ظهر البعير".