مبارك يفوض صلاحياته لسليمان دون الإستقالة:لن أستمع لإملاءات الخارج أيا كان مصدرها
Read this story in Englishأعلن الرئيس المصري حسني مبارك، الذي يواجه منذ الخامس والعشرين من كانون الثاني ، حركة احتجاج غير مسبوقة تطالب برحيله، أنه فوض صلاحياته طبقا للدستور الى نائبه عمر سليمان بعد ان احال تعديلات دستورية الى مجلس الشعب.
وقال:"رأيت تفويض نائب رئيس الجمهورية اختصاصات رئيس الجمهورية وفقا لما تقتضيه احكام الدستور".
وتقضي المادة 82 من الدستور المصري بانه يحق لرئيس الجمهورية، اذا ما حال حائل مؤقت دون ممارسته لمهامه، احالة صلاحياته الى نائبه باستثناء حق تعديل الدستور وحل مجلسي الشعب والشورى واقالة الحكومة.
وطلب مبارك من مجلس الشعب تعديل خمس مواد دستورية هي 76 و77 و88 و93 و189 التي تتعلق بشروط الترشيح لرئاسة الجمهورية وبمدد ولاية الرئيس وبعملية الاشراف على الانتخابات التشريعية وبالطعون على انتخابات مجلس الشعب وطريقة تعديل الدستور.
كما طلب إلغاء المادة 179 التي تعطي رئيس الجمهورية حق احالة المدنيين الى المحاكم العسكرية اذا ما تعلق الامر بجرائم الارهاب.
وتعهد مبارك موجها حديثه إلى "شباب مصر في ميدان التحرير وكل ربوعها" بمعاقبة المسؤولين عن إسالة دماء شهدائهم.
وأضاف:"إن دماء شهدائكم لن تضيع هدرا" مشيرا الى انه شكل لجنة تحقيق وأنه سيحاسب "كل الذين اجرموا في حق شبابنا" مشددا على أنه "يثق في صدق نوايا" الشباب.
غير أن مبارك بدا في مقطع من خطابه متمسكا بان يبقى في منصبه وان يتابع عن كثب ما يجري اذ قال: "إنني كرئيس للجمهوربة لا اجد حرجا في الاستماع لكلام شباب لكن الحرج والعيب كل العيب ان استمع الى املاءات اجنبية ايا كانت مسوغاتها ومبرراتها ومصدرها".
وكرر أنه لا ينوي الترشح لرئاسة الجمهورية في أيلول المقبل "مكتفا بما قدمته للوطن اكثر من ستين عاما".
إلا أنه شدد على انه ينوي "المضي في النهوض بمسؤولياتي في حماية الدستور ومصالح الشعب حتى يتم تسليم السلطة والمسؤولية لمن يختاره الشعب في انتخابات حرة ونزيهة" في اشارة الى انه سيظل موجودا ولن ينحسب تماما من الحياة السياسية او من منصبه قبل نهاية ولايته في أيلول.
وقال:"حز في نفسي ما الاقيه الان من بعض ابناء وطني" في اشارة الى المتظاهرين الذين يطالبون برحيله وينعتونه في هتافاتهم بأسوا النعوت.
واختتم مبارك خطابه مؤكدا انه يريد "ان "يوارى الثرى" على ارض مصر نافيا بذلك اي نية له لمغادرة البلاد.
وفورا ثار المتظاهرون في ميدان غضبا لعدم اعلان الرئيس حسني مبارك تنحيه الفوري عن السلطة وطالب بعضهم الجيش بالانضمام اليهم في ثورتهم.
وقام المئات من المحتجين بخلع أحذيتهم وإلقائها على الشاشة التي كانوا يشاهدون عليها مبارك وهو يلقي خطابه فيما اخذت الجموع تهتف "يسقط يسقط حسني مبارك! ارحل، ارحل". و"باطل باطل".
كما أبدوا المتظاهرون تصميهم على التوجه غدا الى القصر الرئاسي في مصر الجديدة هاتفين "على القصر رايحين، شهداء بالملايين" او "بكره بعد العصر حنروح نهد القصر" ودعا اخرون الى اضراب عام فوري وطلبوا من الجيش الذي نشر اعدادا كبيرة من القوات والدبابات حول الميدان "يا جيش مصر اختار .. يا الشعب يا النظام".
سليمان: التغيير بدأ وأدعو الشباب للعودة إلى ديارهم وهم يردون "إرحل"
دعا نائب الرئيس المصري عمر سليمان الشباب المصري للعودة إلى "ديارهم وأعمالهم" مؤكدا أن "حركة شباب 25 يناير نجحت في احداث تغيير هام في مسار الديموقراطية".
وقال سليمان "يا شباب مصر وابطالها عودوا الى دياركم واعمالكم، الوطن يحتاج الى سواعدكم".
واعتبر ان "هذه ساعة فاصلة في تاريخ الوطن تتطلب من كل الشرفاء الحريصين على امن واستقرار مصر ان يتحدوا ويحكموا العقل وان ينظروا الى المستقبل".
وأضاف "ان حركة شباب 25 يناير نجحت في احداث تغيير هام في مسار الديموقراطية ولقد بدأ التغيير واتخذت القرارات الدستورية" في اشارة الى طلب الرئيس المصري من مجلس الشعب تعديل خمس مواد في الدستور والغاء مادة سادسة.
وأشاد سليمان مطولا بمبارك "وحسه الوطني وانحيازه للمطالب المشروعة للشعبوادراكه لخطورة المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر في الوقت الراهن".
وقال "بعد ان فوضني بتحمل مسؤولية العمل الوطني للحفاظ على امن واستقرار مصر والحفاظ على مكتسباتها واعادة الطمأنينة الى جموع المصريين، اطلب من الجميع المساهمة في الوصول الى هذا الهدف وليس لدي شك ان الشعب قادر على حماية مصالحه".
وتابع "لقد فتحنا باب الحوار وتوصلنا الى تفاهمات ووضعت خريطة طريق لتنفيذ معظم المطالب" التي طرحها الشباب.
وتعهد ب"الحفاظ على ثورة الشباب ومكتسباتها".
وما إن أنهى سليمان خطابه طالب المتظاهرون في ميدان التحرير برحيله إذ هتف مئات الاف المتظاهرين المحتشدين في هذا الميدان في قلب القاهرة "يا سليمان يا سليمان ارحل انت كمان".