تدخل "حزب الله" كفيل بحل الخلافات بين ميقاتي و"التيار الوطني الحر"

تستمر ازمة مجلس الوزراء بعد أن اكد رئيسه نجيب ميقاتي عدم وجود اتصالات أو وساطات توصلا الى مخرج للمأزق الراهن، في حين أن التوصل الى آلية لتفعيل جلساته وضمان انتاجيته يحتاج الى وقت، خصوصاً وأن لا أحد سوى "حزب الله" يستطيع التدخل مع "التيار الوطني الحر" لحل الخلاف مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي، وفق اوساط وزارية.

وأوضحت هذه الاوساط لصحيفة "الحياة"، أن لا أحد لديه تصور في شأن الانتقال بالعمل الحكومي الى حال انتاجية أفضل كما يطالب ميقاتي، سوى تدخل "حزب الله" مع "التيار" ورئيسه النائب ميشال عون للتخفيف من الضغط على دوري سليمان وميقاتي، مضيفة أن تنشيط المساعي لن يحصل قبل عودة ميقاتي من باريس التي سيزورها تلبية لدعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في العاشر من شباط.

وكان ميقاتي في حديثه الى صحيفة "النهار" أمس السبت قد أعلن أنه " ليس أسير أي موقف لا يضع شروطاً لكن شرطه الوحيد هو إعادة الانتاجية الى مجلس الوزراء، ولكن لماذا نجتمع إن كنا غير منتجين وإذا كان أي من وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" ليس راضياً؟".

ورحجت مصادر وزارية لـ"الحياة، أن تأخذ المعالجة المطلوبة لقرار ميقاتي تعليق جلسات مجلس الوزراء بسبب الخلاف الذي حصل الأربعاء الماضي على تعيين رئيس مجلس التأديب في مجلس الخدمة المدنية مع وزراء "التيار الوطني الحر"، وقتاً طويلاً.

واعتبرت أن الأمور تحتاج الى "نَفَس طويل قبل التوصل الى توافق على ما يسميه ميقاتي ضمان الإنتاجية في جلسات مجلس الوزراء".

واختلفت الآراء داخل مجلس الوزراء، بين من يعتبر أنه لا يحق دستورياً لميقاتي أن يجمد اجتماعات مجلس الوزراء، وبين من يرى أن الخلاف على تعيين رئيس مجلس التأديب لا يستأهل تضخيم الخلاف الى هذا الحد، ورأي ثالث يعتبر أن التسليم لـ"التيار الوطني الحر" بمطالبه على أنه المرجعية الوحيدة للمسيحيين غير مقبول، وأن إصراره على أن الأمر له ليس وارداً، بالتالي فإن رد فعل ميقاتي طبيعي وكذلك تناغم رئيس الجمهورية ميشال سليمان معه، وفق مصادر الصحيفة.

وأكدت المصادر الى "الحياة" أن موقف ميقاتي وتضامن سليمان لم يكونا فقط بسبب اعتراض "التيار" على تعيين رئيس مجلس التأديب "بل جاء نتيجة تراكمات واحتقان بعد صبر طويل منهما وكرد فعل على الممارسات السابقة" ومنها قول وزير الطاقة والمياه جبران باسيل لسليمان في جلسة سابقة إنه لم يستشر رئيس الجمهورية على رغم أنه استشار فرقاء آخرين في التعيينات في مؤسسة كهرباء لبنان، "لأننا نريده حكماً" رداً على سؤال من سليمان عما إذا كان استشاره في التعيينات.

في حين يواصل ميقاتي لقاءاته مع الوزراء من بينهم وزراء "التيار الوطني الحر"، منها ترؤسه الجمعة الاجتماع الوزاري للبحث في موضوع الكهرباء في حضور باسيل ثم عرض مع وزير الاتصالات نقولا صحناوي شؤون وزارته، من دون أن يكون البحث تناول المشكلة التي حصلت في مجلس الوزراء الاربعاء الفائت.