المعتصمون يبيتون ليلتهم في ميدان التحرير واوباما يدعو لقيام حكومة تمثيلية
Read this story in Englishيواصل المناهضون للرئيس حسني مبارك الاثنين اعتصامهم في ميدان التحرير في قلب القاهرة لليوم الرابع عشر على التوالي، غداة بدء حوار بين اركان السلطة وعدد من الاحزاب والشخصيات المعارضة.
ونام بضعة الاف شخص في قلب الميدان تحت خيام بسيطة او في العراء حسب ما نقل مصورو وكالة "فرانس برس".
ولا يزال المعتصمون يتواجدون حول الدبابات المنتشرة على مداخل الميدان لمنع عناصر الجيش من اي محاولة محتملة للتقدم داخل الميدان مقدمة لاخراجهم، او لازالة العوائق التي وضعوها على كل المداخل لمنع انصار الرئيس مبارك من التقدم داخله.
ويدخل الاعتصام في ميدان التحرير يومه الرابع عشر غداة حوار بدأه نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان مع عدد من الاحزاب والشخصيات على راسهم جماعة الاخوان المسملين.
وكانت هذه الجماعة اعتبرت ان ما قدمته السلطات حتى الان "غير كاف" متوقعة ان يستغرق هذا الحوار وقتا طويلا.
الى ذلك دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد الى قيام "حكومة تمثيلية" في مصر معتبرا ان هذا البلد تغير بمعزل عما اذا كان الرئيس مبارك سيتنحى حالا ام بعد انتهاء ولايته.
وقال اوباما في مقابلة اجرتها معه شبكة فوكس نيوز المحافظة "ان الشعب المصري يريد الحرية، ويريد انتخابات حرة ونزيهة، يريد حكومة تمثيلية، حكومة تلبي مطالبه. وقلنا ان عليهم بدء المرحلة الانتقالية الان".
وسئل عما اذا كان حسني مبارك سيتنحى الان رد اوباما "هو وحده يعرف ما سوف يقوم به. كل ما نعرفه هو ان مصر لن تعود الى ما كانت عليه" مضيفا "انه لن يترشح للانتخابات مجددا وولايته تنتهي هذه السنة".
وكان مبارك تعهد تحت ضغط التظاهرات الشعبية المطالبة برحيلة بانه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري هذا العام وانه لن يرشح نجله جمال مبارك لخلافته.
وانطلق الاحد الحوار الوطني الذي دعت اليه السلطات المصرية لايجاد مخرج للازمة التي تهز البلاد منذ اسبوعين غير ان الاخوان المسلمين الذين يشاركون فيه اعتبروا ان ما قدمته السلطات حتى الان "غير كاف" متوقعين ان تتواصل المفاوضات لفترة طويلة.
وشدد اوباما على ان المجتمع المصري لا يقتصر على جماعة الاخوان المسلمين لكنه اقر بوجود مخاوف حيال مواقفهم.
وردا على سؤال عما اذا كان الاخوان المسلمون يمثلون "تهديدا"، قال اوباما "اعتقد انهم احد الفصائل في مصر. هم لا يتمتعون بدعم اغلبية المصريين ولكنهم منظمون جيدا. وفي ايديولوجيتهم نواح معادية للاميركيين، لا شك في ذلك".
واضاف "ثمة مجموعة كبيرة من الاشخاص العلمانيين في مصر، ثمة مجتمع مدني واسع يريد التقدم الى الواجهة ايضا".
وقال "من المهم الا نقول ان الخيارين الوحيدين امامنا هما الاخوان المسلمون او شعب مصري مقموع. اريد حكومة تمثيلية في مصر ولدي الثقة بانه اذا تقدموا في عملية منظمة، يمكننا العمل معا".
ومن ناحيتها، حذرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من ان تنحي مبارك بشكل متسرع مثلما يطالب به معارضوه قد يثير تعقيدات متعلقة بالدستور، معتبرة رغم ذلك انه يعود للشعب المصري ان يحدد موعد رحيل الرئيس.
وقالت كلينتون متحدثة الى الصحافيين لدى عودتها من المانيا حيث جرت محادثات دولية حول الوضع المصري "حسبما افهم الدستور المصري، في حال استقال الرئيس فان رئيس البرلمان يخلفه ويعمل على اجراء انتخابات رئاسية في مهلة 60 يوما" مضيفة "يجب ان يقبل المصريون" هذا الواقع.
ولفتت الى ان احد قادة الاخوان المسلمين وكذلك المعارض المصري محمد البرادعي قالا ان تنظيم انتخابات "سيستغرق بعض الوقت" مضيفة "لسنا نحن من نقول ذلك، بل هم".
واثنت كلينتون على موقف مبارك القاضي بعدم ترشحه او ترشيح ابنه للرئاسة وقالت ان هذا الموقف "يجب ان ينظر اليه على انه خطوات مهمة اتخذها" في اتجاه انتقال السلطة.
ورفضت التعليق على المحادثات التي اجراها نائب الرئيس عمر سليمان مع المعارضة مكتفية بالقول انه يعود للمصريين ان يقرروا ما اذا كانت مشاركة الاخوان المسلمين في المرحلة الانتقالية تضفي عليها مصداقية.
وقالت "ثمة منظمات وافراد تعطي مشاركتها مصداقية بنظر بعض المصريين، فيما تثير مخاوف بنظر البعض الاخر".
ورات انه سيتحتم على المصريين ازالة بعض العقبات قبل تنظيم انتخابات في ايلول.
وذكرت من هذه الخطوات الضرورية المترتبة عليهم، ان يحددوا كيفية "تعديل الدستور حتى يتناسب اكثر مع نوع الديموقراطية والنظام السياسي" الذي يريدونه، وتحديد جدول زمني لتحقيق هذا الهدف ونظام انتخابي.
وابدت استعداد الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية لتقديم خبرتها للمساعدة على التحضير للانتخابات.
وقالت "سنحاول العمل مع العديد من الدول من اجل ان نقدم اي مساعدة ممكنة" مضيفة "لدينا خبراء في تنظيم انتخابات ذات مصداقية ولدينا خبراء في صياغة الدستور".
وتابعت "من المهم ان تكون لنا نظرة بعيدة المدى. لا نريد ان نصل الى ايلول/سبتمبر وان تجري انتخابات فاشلة ثم يشعر الشعب بان الامر غير مجد".
وسئلت عما اذا كانت سبعة اشهر مهلة كافية من اجل ذلك فردت "هذا يعود لهم، لكنني اعتقد انه في حال قيام مجهود مشترك، وفي وجود الجدول الزمني والخطوات العملية التي ادعو اليها، فهذا يمكن تحقيقه".
لكنها لفتت الى ان "الامر سيتطلب تعاونا هائلا، ليس من جانب الحكومة فحسب، بل من جانب المجتمع المدني واللاعبين السياسيين ايضا".