الجميل: إقحام لبنان بالملف السوري يضعنا تحت "دعس الخيل" ونتخوف من الأصولية

رأى رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميل أن إقحام لبنان بالملف السوري يضعنا تحت "دعس الخيل" مشيرا إلى أن صورة الدول العربية ما تزال "ضبابية" إلا أنه لم يخف تخوف الكتائب من "تصاعد الموجة الأصولية".

وقال الجميل في حديث إلى صحيفة "السفير" نشر صباح الثلاثاء "نحن 14 آذار قبل 14 آذار، تصرّف نسف الجسور أو كسر الجرّة أو على طريقة عنزة ولو طارت... ليس سلوكنا".

وأبدى عدم اعتقاده أن "حلفاءنا منزعجون من أدائنا" مضيفا "هذا تحالف قائم على أسس اتحاد كونفدرالي، ولم يذب أحدنا بالآخر، قد نختلف مع "المستقبل" على قضايا مهمة، لكن نتفهّمهم كما يتفهمون تحفظاتنا".

وأضاف "مثلاً، ثمة خلاف حول طريقة التعاطي مع الشأن السوري، وهو أمر ليس خفياً على أحد. نحن نؤيد التغيير، لكن لا نرى مصلحة للبنان في إقحام نفسه بالشأن الداخلي السوري، لسبيين، أولهما، ضبابية أهداف هذا الحراك، وثانيهما، لا نريد تحويل الثورة السورية إلى صراع لبناني داخلي، إذ بهذه الطريقة نذهب "بدعس الخيل".

وجزم أن القضية السورية "أكبر منا، لا سيما أن دعمنا لا يقدّم ولا يؤخر، علماً بأن حساباتنا مع سوريا أكبر من حسابات بقية القوى".

وكشف أن الكتائب ستنظم مؤتمراً في 27 كانون الثاني بمشاركة أحزاب ديموقراطية وسطية، وقيادات لبنانية، لتكون "شرعة إطار" لكل الانتفاضات العربية وإخراجها بصيغتها النهائية، ومن ثم محاولة إقناع كل هذه الأطرف بمبادئها" مشيرا إلى أنه لمس "استعدادات طيّبة من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي للسير بهذا المشروع".

وردا على سؤال قال "نعم الكتائب تخشى تصاعد الموجة الأصولية" مردفا "إذا كنا بصدد الانتقال من أنظمة ديكتاتورية إلى أنظمة أصولية، فإن التغيير لن يؤدي مبتغاه. فالأصوليات هي أيضاً ديكتاتوريات، لأنها تمارس القمع باسم الله، وهي أخطر من الديكتاتوريات الأخرى".

محليا كشف أن الكتائب ستشارك في مهرجان 14 شباط، لأنها "تنظر إلى النصف الملآن من الكوب، بمعزل عن بعض التحفظات فنحن متفاهمون على جوهر القضية".

زهل الحوار مع "حزب الله" ممكن أجاب لمَ لا؟ لكن لا نريد استباق الأمور، وكل شيء بوقته جيد، عندما تنضج الظروف، وتصبح امكانية الوصول إلى قواسم مشتركة، متاحة. نحن لم نقطع شعرة معاوية مع أحد. نحن منفتحون على الحوار إلى أقصى حد، لكن المطلوب dialogue (حوار) وليس monologue (حوار من طرف واحد).

لفت الجمل إلى علاقات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة، و"البيك الجنبلاطي" بهدف ترطيب أجواء الساحة، وقد ساعدت هذه العلاقة على دعم الموقف المعتدل داخل الحكومة قائلا "صحيح أنها علاقة على "القطعة"، ومتواضعة، لكنها ليست عقيمة، "فالعلاقات الخاصة مهمة، وقد تكون عنصر تواصل ورأب للصدع على الساحة الوطنية".

إلا أنه أشار إلى العلاقة مع "التيار الوطني الحر" لا تتسم بالمؤسساتية شارحا أن "التواصل قائم على هامش مجلس النواب واللقاءات العامة، والتقاطع حول بعض المشاريع لكن لا مشروع لتطويرها بسبب الخلاف الجذري حول مسألة سلاح "حزب الله".