أول قمة بين كيم وبوتين والاخير يطالب بضمانات "أمنية" لكوريا الشمالية
Read this story in Englishطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المجتمع الدولي الخميس بتقديم "ضمانات أمنية" لبيونغ يانغ مقابل نزع سلاحها النووي، مؤكدا ضرورة التخلي عن "قانون الاقوى" وذلك في ختام أول قمة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وفور انتهاء اللقاء، أعرب الرئيس الروسي عن تأييده على غرار الولايات المتحدة "نزع الأسلحة النووية بشكل كامل" معتبراً أن هناك تسوية "ممكنة"، شرط القيام "بخطوات أولى" وتقديم المجتمع الدولي الى بيونغ يانغ "ضمانات حول أمنها وسيادتها".
وقال إن "الأهم هو إعادة فرض قوة القانون الدولي والعودة إلى وضع يكون فيه القانون الدولي وليس قانون الأقوى المرجع الذي يحدد سير الأمور في العالم".
وقد صافح بوتين مطولاً كيم جونغ بعد رحلة بقطاره المصفح دامت حوالى عشر ساعات. وقال بوتين عن اللقاء أنه يهدف إلى "فهم (...) ما يمكن لروسيا أن تفعله لدعم الخطوات الإيجابية الجارية حاليا".
لكن بعد شهرين على فشل اللقاء الثاني مع الرئيس الأميركي في هانوي، أكد الزعيم الكوري الشمالي أنه أمضى هذه المرة "وقتاً جيداً جداً" في فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي، قائلاً إنه يريد إعادة إحياء "الروابط التاريخية" مع موسكو للتوصل إلى "علاقة أكثر استقراراً وصلابة".
وفي ختام القمة وهي الأولى بهذا المستوى بين البلدين منذ تلك التي عقدت في 2011 بين الرئيس السابق دميتري مدفيديف وكيم جونغ إيل، قال بوتين أمام الصحافيين "أنا سعيد جداً للنتيجة: كيم جونغ أون شخص يبدي انفتاحاً، مستعدّ للتحدث بكل شيء". وأضاف أنه "شخص مثير للاهتمام، يحاور بشكل معمّق".
وصافح الزعيم الكوري الشمالي عدداً كبيراً من المسؤولين الروس بينهم بوتين الذي التزم بالموعد على غير عادة، وأمضى في المحصلة خمس ساعات مع الرئيس الروسي: لقاء ثنائي استمرّ ساعتين تلته محادثات بين الوفدين ثمّ عشاء تلقّى خلاله بوتين سيفاً كهدية.
- "إعادة فرض القانون الدولي" -
ورغم دعواته المتكررة لكيم، لم تكن روسيا حاولت تهدئة التوتر في شبه الجزيرة الكورية منذ مطلع 2018.
ويبحث الزعيم الكوري الشمالي عن دعم في اختبار القوة مع واشنطن وعن إعادة التوازن في علاقاته بين بكين أقرب حلفائه، وبين موسكو حليفه السابق خلال الحرب الباردة.
وكان الاتحاد السوفياتي ساعد جده مؤسس جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية كيم إيل سونغ على الوصول الى سدة الحكم.
وتدعو موسكو إلى حوار مع بيونغ يانغ على أساس خارطة طريق وضعتها الصين وروسيا. وكانت موسكو طالبت برفع العقوبات الدولية في حين اتهمتها واشنطن بمساعدة بيونغ يانغ للإلتفاف عليها.
- حوار "صعب" -
بعد تصاعد حدة التوتر لسنوات بسبب برامج بيونغ يانغ النووية والبالستية التقى كيم منذ آذار/مارس 2018 أربع مرات الرئيس الصيني شي جينبينغ وثلاث مرات الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان ومرتين ترامب.
في هانوي سعت كوريا الشمالية إلى الحصول على تخفيف فوري للعقوبات الدولية المفروضة عليها لارغامها على التخلي عن أسلحتها الذرية. لكن المباحثات انتهت بسبب خلافات عميقة مع واشنطن خصوصا التنازلات التي يجب على بيونغ يانغ تقديمها.
وفي دليل على تدهور الوضع، شنت بيونغ يانغ الأسبوع الماضي هجوما عنيفا على وزير الخارجية مايك بومبيو مطالبة باستبعاده من المباحثات حول نزع الأسلحة النووية.
وأبدى بومبيو حذرا الأربعاء في حديث لقناة "سي بي اس" قائلا "ستكون الأمور صعبة ومعقدة".
وتعود العلاقات بين بيونغ يانغ وموسكو إلى الحقبة السوفياتية. وكانت موسكو قدّمت دعماً كبيراً لكيم إيل سونغ خلال الحرب الباردة.
لكن العلاقات كانت متوترة خلال هذه الفترة خصوصا لأن كيم إيل سونغ كان يراهن على التنافس الصيني-السوفياتي للحصول على تنازلات من البلدين.
وبعد انتخابه للمرة الاولى رئيسا لروسيا، سعى بوتين إلى تطبيع هذه العلاقات والتقى ثلاث مرات كيم جونغ إيل والد الزعيم الحالي، المرة الأولى في بيونغ يانغ العام 2000. وكان في حينها أول مسؤول روسي يزور كوريا الشمالية.