إسرائيل تقصف مواقع تابعة لحماس في غزة بعد إطلاق صواريخ في اتجاه تل أبيب
Read this story in Englishقصف الجيش الاسرائيلي صباح الجمعة قطاع غزة بكثافة، رداً على إطلاق صواريخ من القطاع مساء الخميس تجاه تل أبيب، وشنّ غارات على عشرات المواقع التابعة لحركة حماس الإسلامية، في فصل جديد من التوتر بين الطرفين يأتي في مرحلة حساسة.
ونفذت الطائرات الحربية والمروحيات الإسرائيلية 100 غارة على مواقع تابعة لحركة حماس التي تدير القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي أن بين الأهداف موقع تصنيع كبير للصواريخ ومجمّعا تستخدمه حماس لقيادة عملياتها في الضفة الغربية المحتلة الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من غزة.
وأكد مصدر أمني في غزّة لوكالة فرانس برس أن "الطيران الاسرائيلي الحربي نفذ عشرات الغارات العدوانية استهدفت أكثر من 40 موقعا ومبنى لفصائل المقاومة ومنزلا في رفح ما أسفر عن إصابة مواطن وزوجته بجروح خطرة"، كما أصيبت مواقع تابعة للشرطة البحرية في حماس.
وأشار المصدر الأمني إلى أنّ الضربات تسبّبت بدمار في المواقع المستهدفة و"ألحقت أضرارا في عدد من منازل المواطنين". وقال شهود إن النيران اشتعلت في مبنى غرب مدينة غزة بعد تعرضه لقصف الجوي بثلاثة صواريخ فجرا. وعملت طواقم الدفاع المدني على إخماد الحريق.
وقال شهود آخرون إن حماس والفصائل الأخرى أخلت مقراتها ومراكزها في القطاع تحسبا لتعرضها لقصف الجوي.
وأفاد مراسل فرانس برس أن شوارع قطاع غزة بدت خالية من المارة والسيارات صباح اليوم باستثناء سيارات الإسعاف والدفاع المدني التي تجول عند المفترقات الرئيسية للمدن.
وقال حمدي (22 عاما) وهو يعمل في مخبز في غزة "منذ الصباح لم يأتِ إلى المخبز سوى عدد قليل جدا من المواطنين على خلاف ما يكون في مثل هذه الساعة في يوم الجمعة. الناس يخافون من القصف، ما يجري أشبه بأجواء الحرب".
وبدا الدمار كبيراً في موقع بدر التابع لكتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، على بعد نحو ألف وخمسمئة متر من منزل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، قرب مخيم الشاطئ شمال مدينة غزة.
وبدأ التصعيد مع إطلاق صاروخين مساء الخميس في اتجاه تل أبيب، العاصمة الاقتصادية لإسرائيل.
وقال رئيس بلدية تلّ أبيب رون هولداي لقناة تلفزيونية عامّة "يبدو أنّ أحد الصاروخين سقط في البحر، وسقط الآخر في مكان ما، ولكن ليس في تلّ أبيب".
وأفاد الجيش الإسرائيلي أن عدد الصواريخ التي انطلقت من غزة منذ الخميس بلغ عشرة، اعترض عددا منها نظام الدفاع الإسرائيلي. ولم يفد عن وقوع إصابات.
وأعلنت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة" في قطاع غزة إرجاء التظاهرات والمسيرات المقررة الجمعة "استثنائيا" بعد الغارات الإسرائيلية خلال الساعات الأخيرة. وهي المرة الأولى التي يتم فيها إرجاء هذا التحرك الجاري على حدود قطاع غزة كل يوم جمعة منذ عام.
وقالت اللجنة إنها "تواصل استعداداتها لمليونية الأرض والعودة في الثلاثين من مارس الحالي" الذي يصادف مرور عام على انطلاق مسيرات العودة التي تنظمها الهيئة قرب السياج الحدودي مع إسرائيل.
ويأتي هذا التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في مرحلة عالية المخاطر، إذ لا يزال وقف إطلاق النار بين الطرفين هشاً، فيما الحملة الانتخابية في إسرائيل في أوجها.
ونفت حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي أن تكونا وراء إطلاق الصواريخ على تل أبيب. وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان، "رفع الجهوزية والنفير العام في صفوف مجاهديها للتصدي للعدوان رغم استجابتنا وتعاطينا مع الجهود المصرية بشكل كبير".
وأضاف البيان "سيتحمل الاحتلال نتائج هذا العدوان، وعلى ما يبدو أن العدو قد فهم صمتنا خطأ، وأنه قد تمادى في عدوانه وبطشه ضد أبناء شعبنا ومقاومته".
وفي وقت لاحق، أصدرت حركة الجهاد الإسلامي بيانا أكدت فيه التزامها "بتفاهمات وقف إطلاق النار، "طالما أوقف الاحتلال الاسرائيلي عدوانه على الشعب الفلسطيني"، مضيفة أن "الاحتلال يتحمل وحده مسؤولية هذا التصعيد الخطير".
وكان وفد يضم مسؤولين مصريين، الوسطاء التقليديين بين إسرائيل وحماس، متواجدا في القطاع قبل ساعات من التصعيد.
وحمّلت إسرائيل من جديد حماس المسؤولية في ما يجري على الأراضي التي تسيطر عليها.
- ذكرى الاحتجاجات -
ويشكل تهديد تل أبيب الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات عن غزة، دافعا لإسرائيل للرد بقوة أكبر.
وقبل ثلاثة أسابيع من الموعد المحدّد للانتخابات العامة في التاسع من نيسان، يولي رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ومنافسوه الرئيسيون اهتماماً بالغاً بالسجل الأمني.
وجمع نتانياهو المسؤولين الأمنيين مساء الخميس.
وقال وزير التعليم نفتالي بينيت المنافس لنتانياهو "الوقت حان لوضع حد لحماس مرة واحدة وللأبد". وطالب نتانياهو بخطة مفصلة في هذا الإطار.
وكرر نتانياهو أنه لن يتردد بشنّ عملية واسعة إذا لزم الأمر. غير أنه يحاول في هذه المرحلة تبديد التوترات بدل الخوض في عمليات نتائجها غير معلومة في المرحلة التي تسبق الانتخابات.
وتلتزم إسرائيل وحماس وحلفاؤها بوقف إطلاق نار معرّض دائماً للخرق منذ إعلانه بعد حرب عام 2014.
وكان الطرفان على وشك الوصول الى حرب جديدة في عام 2018، قبل التوصل إلى تسوية غير رسمية في تشرين الثاني/نوفمبر.
ويعاني قطاع غزة المحاصر من إسرائيل، من الفقر والنقص بالمواد الأساسية والبطالة. وتغلق مصر معبر رفح الذي يشكل نافذته الوحيدة الى الخارج، ولا تفتحه الا في حالات استثنائية.
وفرّقت شرطة حماس مساء الخميس تجمّعات للمطالبة لتحسين شروط الحياة، نادراً ما تشهد مثلها غزة.
ومنذ آذار 2018، قتل أكثر من 250 فلسطينيا خلال مواجهات على طول الحدود، فيما قتل آخرون بغارات إسرائيلية رداً على هجمات انطلقت من القطاع. وقتل حتى الآن عسكريان إسرائيليان في إطار هذه الأحداث.