هدوء في الجزائر غداة تظاهرات حاشدة
Read this story in Englishانتشرت اعداد كبيرة من أفراد الشرطة وسط العاصمة الجزائرية صباح الاربعاء غداة تظاهرات حاشدة للطلاب الذي يريدون مواصلة الضغط على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كي ينسحب من الترشح لولاية خامسة في انتخابات 18 نيسان/ابريل.
ولا تظاهرات مقررة الاربعاء في الجزائر.
وباتت انظار الجزائريين تتجه الى يوم الجمعة الذي أصبح موعدا أسبوعيا للتظاهر، كما حدث في الأسبوعين الأخيرين من خلال مسيرات حاشدة في أرجاء البلاد.
ويتزامن نهار الجمعة هذا الاسبوع مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، الذي عادة ما يعرف خروجا قويا للنساء.
وفي وسط العاصمة اصطفت ست شاحنات للشرطة مع شاحنة لرش المتظاهرين بالماء، في ساحة البريد المركزي قلب مدينة الجزائر النابض الذي حوله الطلاب لعدة ساعات الثلاثاء إلى مكان انشدوا فيه أغانيهم المعارضة لترشح بوتفليقة لولاية خامسة.
واتخذت ترتيبات أمنية مماثلة في ساحة أودان على مسافة حوالى 500 متر من نقطة التجمع المعهودة الأخرى للمعارضين لترشح بوتفليقة.
ومع تكرار التظاهرات وتحولها شبه يومية صدر موقف عن رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح في كلمة ألقاها خلال زيارة الى الاكاديمية العسكرية من الاحداث الاخيرة.
وقال الثلاثاء إن "إرساء الجزائر لكافة عوامل أمنها، من خلال القضاء على الإرهاب وإفشال أهدافه، بفضل الاستراتيجية الشاملة والعقلانية المتبناة، ثم بفضل التصدي العازم الذي أبداه الشعب الجزائري وفي طليعته الجيش الوطني الشعبي رفقة كافة الأسلاك الأمنية الأخرى، لم يرض بعض الأطراف".
واعتبر أن هؤلاء الأطراف الذين لم يذكرهم "يزعجهم أن يروا الجزائر آمنة ومستقرة، بل يريدون أن يعودوا بها إلى سنوات الألم وسنوات الجمر التي عايش خلالها الشعب الجزائري كل أشكال المعاناة، وقدم خلالها ثمنا غاليا"، في إشارة الى سنوات الحرب الأهلية الجزائرية (1992).
- "تخلى عن اللهجة العدائية" -
والأربعاء أشارت الصحف الجزائرية إلى غياب في هذا الخطاب لأي إشارة واضحة للتظاهرات أو تهديد واضح بحق المتظاهرين وكذلك إلى ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية جديدة.
وكتبت صحيفة "الوطن" الصادرة بالفرنسية أنه يبدو أن رئيس الأركان "تخلى عن اللهجة العدائية التي كان يستخدمها حتى الآن للتحدث عن الوضع السياسي في الجزائر".
وفي خطابه "لم يتفوه الفريق أحمد قايد صالح بكلمة" عن التظاهرات الحالية "بل عمد إلى التهدئة ولم يلوح في أي وقت من الأوقات بتهديد ضد المتظاهرين" كما قالت صحيفة "ليبيراسيون".
وتابع الفريق قايد صالح "إن الشعب الذي أفشل الإرهاب وأحبط مخططاته ومراميه، هو نفسه المطالب اليوم، في أي موقع كان، أن يعرف كيف يتعامل مع ظروف وطنه وشعبه، وأن يعرف كيف يكون حصنا منيعا لصد كل ما من شأنه تعريض الجزائر لأخطار غير محسوبة العواقب".
وفي حين لم تعلن بعد عودة بوتفليقة إلى الجزائر وهو يعالج في مستشفى في سويسرا منذ أكثر من 10 أيام رسميا "لفحوصات طبية دورية" مارست نقابة الأطباء ضغوطا على المجلس الدستوري الأربعاء.
وتظاهر آلاف الطلاب مجددا الثلاثاء في وسط العاصمة وفي عدة مدن أخرى احتجاجا على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، في حين وجه الجيش تحذيرا الى الذين يريدون العودة بالبلاد الى فترة الحرب الاهلية في التسعينات من دون أن يسميهم.
وأطلق الطلاب هتافات على غرار "جيبو +بي ار اي+ (القوات الخاصة للشرطة) زيدوا الصاعقة (وحدة من الجيش) ماكانش عهدة خامسة يا بوتفليقة"، وسط انتشار كبير للشرطة في وسط العاصمة بدون أن تتدخل، بل اكتفت بتحديد مكان تجمعهم وتحركهم في الشوارع المجاورة لساحة البريد المركزي. وساند المارة الطلاب بالتصفيق وقام سائقون بإطلاق أبواق سياراتهم تأييدا.
وتظاهر الطلاب بأعداد كبيرة أيضا في وهران ثاني مدن الجزائر وتوجهوا إلى وسط المدينة، كما أفاد مراسل محلي لفرانس برس مشيرا إلى "تعبئة كبرى".
كما تظاهر آلاف الطلاب مع أساتذتهم في قسنطينة ثالث مدن البلاد بحسب صحافي محلي وعنابة حيث تحدث صحافي عن تظاهرة "ضخمة" ضمت الآلاف.
وأفاد أحد السكان لفرانس برس أن آلاف الطلاب تظاهروا أيضا في بجاية (180 كلم شرق الجزائر) وفي منطقة القبائل.
كما تظاهر طلاب بأعداد كبيرة في البليدة والبويرة وتيزي أوزو بحسب الموقع الاخباري "كل شيء عن الجزائر" وفي ستيف وتلمسان بحسب موقع صحيفة "الوطن".