المتظاهرون يتوافدون على ميدان التحرير استعدادا "ليوم الحسم"
Read this story in Englishغير عابئين بوعود الاصلاح التي يعلنها النظام المصري واحدا تلو الاخر منذ 24 ساعة، بدأ المتظاهرون يتوافدون على ميدان التحرير استعدادا "ليوم الحسم" وبدا انهم ليسوا على استعداد للاستماع الا الى شئ واحد: اعلان رحيل الرئيس حسني مبارك.
وكان حوالي 10 الاف متظاهر متجمعين قرابة الساعة الساعة التاسعة والنصف في ميدان التحرير.
ودعا المتظاهرون الى تظاهرة مليونية الثلاثاء في ميدان التحرير الذي اصبح بؤرة انتفاضتهم التي بدأت قبل اسبوع انقلبت خلاله الامور رأسا على عقب في اكبر دولة عربية ما اثار المخاوف من التداعيات المحتملة لما يحدث في مصر على الاوضاع الاقليمية.
وقالت مي وهي شابة في السادسة والعشرين اثناء توجهها الى ميدان التحرير "اليوم ستحسم الامور" في اشارة الى توقعات المتظاهرين بان ترغم التظاهرة المليونية التي دعوا اليها الى ارغام الرئيس المصري على الرحيل.
ومساء الخميس، وضع المتظاهرون الذين زارهم كتابا ومثقفين من بينهم الروائي علاء الاسواني شاشات تلفزيونية صغيرة ومكبرات صوت وبدأوا يتابعون ردود الافعال على حركتهم عبر قناة الجزيرة.
وابدى المحتجون اطمئنانا تاما الى جنود الجيش المصري المتمركزين بدباباتهم في ميدان التحرير خصوصا انه تعهد في بيان رسمي مساء الخميس انه "لم ولن يستخدم القوة ضد الشعب المصري" وواصفا مطالبهم بانها "مشروعة".
وقال اسامة علام (43 سنة) وهو محامي "ان الجيش هو الشعب والشعب هو الجيش".
واعلنت حركة دعم المعارض المصري البارز محمد البرادعي الى تظاهرة مليونية كذلك في ميدان محطة مصر بحي محرم بك في الاسكندرية.
وقال الناشطة في الحركة عبير يوسف لوكالة "فرانس برس" انه تقرر الدعوة لهذه التظاهرة بعد ان قررت السلطات وقف حركة جميع القطارات في مصر في ساعة مبكرة بعد ظهر الاثنين الى اجل غير مسمى.
وافاد مراسلو فرانس ان جميع مداخل القاهرة والمدن الرئيسية التي ينتظر ان تشهد تظاهرات اغلقت ومن بينها الفيوم والسويس والمنصورة والاسكندرية.
وينتظر ان تشهد عدة محافظات اخرى تظاهرات حاشدة من بينها مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية في دلتا النيل.
ودعت 50 منظمة حقوقية مصرية في بيان مشترك صباح الجمعة الرئيس المصري الى "الانسحاب حقنا لدماء المصريين.
واكدت المنظمات الموقعة على البيان والتي تشمل ابرز منظمات الدفاع عن حقوق الانسان في مصر مثل مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان والجمعية المصرية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمركز العربي لاستقتلال القضاء، انه "على الرئيس مبارك ان يحترم ارادة الشعب المصري وبنسحب حقنا لدماء المصريين".
وطالبت "باصدار دستور جديد للبلاد من خلال جمعية وطنية مشكلة من ممثلي الاحزاب والقوى السياسية والمجتمع المدني".
كما دعت الى "اجراء انتخابات نيابية ورئاسية حرة نزيهة خلال ستة اشهر باشراف قضائي كامل".
وكان الرئيس المصري اعلن الاثنين تشكيل حكومة جديدة استبعد منها وزير الداخلية حبيب العادلي وكل رجال الاعمال.
كما اكد نائب الرئيس اللواء عمر سليمان في بيان اذاعه التلفزيون المصري في ساعة متأخرة مساء الاثنين ان الرئيس كلفه باجراء حوار فور مع قوى المعارضة.
وقال سليمان ان هذا الحوار يستهدف الاتفاق على اصلاح دستوري وتشريعي "وتوقيتاته المحددة".
غير ان هذه التنازلات التي لم يكن اي مصري قبل اسبوع واحد يحلم بأن يقدمها نظام الرئيس مبارك باتت الان غير كافية بالنسبة للمتظاهرين.
ويعتقد المحللون ان المطلوب الان هو تنحي الرئيس مبارك تمهيدا لمرحلة انتقالية في البلاد.
وقال الخبير في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الاهرام لوكالة فرانس برس ان تأكيد الجيش الاثنين مشروعية مطالب الشعب "هو مقدمة للبحث عن خروج امن وكريم للرئيس من دون ان يهرب على ان يبدأ بذلك حوارا مع القوى التي اطلقت الانتفضاضة وخصوصا الشباب حول التحول الديموقراطي".
واكد المحلل في المركز نفسه عماد جاد ان "المطلوب الان هو اعلان تنحي الرئيس تمهيدا لقيام اللواء سليمان بحوار مع قوى المعارضة من اجل التحضير لمرحلة انتقالية".