مجلس الامن يدين الهجومين في سوريا ويخفق في التوافق على قرار
Read this story in Englishدان مجلس الأمن الدولي الجمعة الهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا مركزين أمنيين في دمشق لكنه أخفق في التوصل الى توافق بشأن الازمة في سوريا وسط تبادل للانتقادات اللاذعة بين سفيري روسيا والولايات المتحدة.
وحمل سفير روسيا فيتالي تشوركين بعنف على سفيرة الولايات المتحدة سوزان رايس معتبراً أنها تستخدم ضده "مجرد حشو كلام من قاموس ستانفورد".
وكانت رايس خريجة هذه الجامعة المخصصة للنخبة في كاليفورنيا وصفت دعوة تشوركين الى التحقيق في الضربات الجوية التي شنها حلف شمال الأطلسي في ليبيا بأنها "محاولة رخيصة" لتحويل الانتباه عن سوريا.
وقالت أن طلب روسيا هو "مناورة لصرف الانتباه عن ملفات أخرى وتشويه النجاح الذي حققه الحلف الاطلسي وشركاؤه ومجلس الامن في حماية الشعب الليبي".
ودان المجلس في بيان صدر بعد مفاوضات شاقة بين الدول الـ15 الأعضاء "بأشد العبارات الهجومين الارهابيين" اللذين أسفرا عن 44 قتيلاً على الاقل الجمعة في دمشق، حسب السلطات السورية.
واتهمت السلطات السورية تنظيم القاعدة بتنفيذ هذين الهجومين الانتحاريين لكن المعارضة السورية اتهمت نظام بشار الاسد بشنهما، لذلك عبر مجلس الامن عن تعازيه الى "الضحايا وأسرهم والشعب" السوري متجاهلاً الحكومة.
وقال البيان أن أعضاء المجلس "يعبرون عن تعازيهم الصادقة لضحايا هذه الأعمال المقيتة ولاسرهم ولشعب سوريا". وعادة، يعتمد المجلس صيغة واحدة لادانة الهجمات الارهابية تعبر عن التعاطف مع الحكومة.
وقال مارتن نيسيركي الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الأخير يشعر "بقلق عميق" من تصاعد العنف لكنه أكد أنه على الأسد تطبيق خطة السلام التي تقدمت بها الجامعة العربية بالكامل لانهاء عشرة اشهر من العنف في البلاد.
وتقول الأمم المتحدة ان عدد قتلى هذا العنف بلغ خمسة آلاف شخص.
وأضاف نيسيركي ان كي مون يدعو الى تغيير سياسي "يتمتع بالمصداقية وشامل وشرعي" في سوريا، مؤكداً أنه على السلطات السورية تطبيق خطة السلام العربية "بشكل كامل وسريع".
وشكك الدبلوماسيون الغربيون في أن تسمح دمشق للمراقبين بالعمل بفاعلية، بينما أكد بان كي مون أن البعثة يجب أن تتمكن من التحرك "بدون معوقات".
وقدمت روسيا الجمعة مشروع قرار بشأن الأزمة رفضته الدول الغربية فوراً معتبرة أنه ما زال لا يتمتع بالحزم الكافي حيال الاسد.
ودعا المبعوثون الغربيون الى فرض حظر على شحن الاسلحة الى سوريا كما رفضوا إصرار روسيا على المساواة بين المعارضة والقمع الذي تمارسه السلطات السورية.
وقال السفير الالماني لدى المنظمة الدولية بيتر فيتيغ ان الدول الاوروبية تأمل في ان يتضمن المشروع دعما أقوى لقرار الجامعة العربية التي فرضت عقوبات على سوريا.
وأضاف أنه ينبغي أن يدعو القرار الى "الافراج عن السجناء السياسيين" وأن "يعبر بوضوح عن ضرورة إحالة مرتكبي انتهاكات حقوق الانسان على القضاء". ورأى أن المقترحات الروسية "ليست كافية".
وكانت روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرار يدين العنف الذي تمارسه السلطات السورية ويهدد بفرض عقوبات.
ورسم تشوركين حدود أي قرار مقبل. وقال في مؤتمر صحافي "اذا كان المطلوب هو اسقاط كل اشارة الى العنف الصادر عن المعارضة المتطرفة، فهذا لن يحدث".
وأضاف "اذا كانوا يتوقعون منا أن نفرض حظراً على الأسلحة، فهذا لن يحدث".
وتابع تشوركين "نعلم تماماً ماذا يعني حظر على السلاح. هذا يعني، وقد شهدناه في ليبيا، عدم السماح بتزويد الحكومة أسلحة، ولكنه (يعني) أن الجميع يستطيعون تقديم اسلحة الى مجموعات معارضة".
ودعا تشوركين هذا الاسبوع الى اجراء تحقيقات في الضربات التي وجهها الحلف الاطلسي الى ليبيا، ما اثار غضب الولايات المتحدة وحلفائها.
وقالت السفيرة الأميركية ان طلب روسيا هو "مناورة لصرف الانتباه عن ملفات اخرى وتشويه النجاح الذي حققه حلف الاطلسي وشركاؤه ومجلس الامن في حماية الشعب الليبي".
وأضافت أن تصريحات نظيرها الروسي "ادعاءات مزيفة وكلام طنان" و"محاولة رخيصة" لتحويل الانتباه عن سوريا.
أما السفير الفرنسي في الأمم المتحدة جيرار ارو فقال انها "خدعة".
واشار السفير الروسي الى تصريحات الرئيس الأميركي باراك اوباما بشأن رغبته في تحسين العلاقات مع الاسرة الدولية والامم المتحدة.
وقال تشوركين "اذا كانت هذه نيتهم فعلا فعليهم استخدام عبارات أفضل "من حشو الكلمات القادمة من قاموس ستانفورد". واضاف "هذه ليست اللغة التي ننوي استخدامها لمناقشة القضايا مع شركائنا في مجلس الامن الدولي".