تظاهرات مناهضة للمجلس العسكري وأخرى مؤيده له في مصر

Read this story in English W460

تجمع الالاف بشكل سلمي في ميدان التحرير بوسط القاهرة للتنديد بالمجلس العسكري الحاكم في مصر بعد الصور التي اظهرت جنودا وهم يعتدون على متظاهرات خلال مواجهات دامية اثارت انتقادات دولية شديدة.

في المقابل نظم المؤيدون للمجلس العسكري، الذين تولى السلطة بعد الانتفاضة التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في شباط، تظاهرة مضادة في العباسية على مسافة كيلومترات من ميدان التحرير.

وقد اثارت الاشتباكات بين المتظاهرين والجنود انقساما في مصر بعد ان ادت الى مقتل 60 شخصا على الاقل خلال الشهرين الماضيين والقت بظلالها على اول انتخابات تشهدها البلاد منذ سقوط مبارك.

وردد المتظاهرون في جمعة "رد الشرف" هتافات معادية للمشير حسين طنطاوي الذي يرأس المجلس الاعلى للقوات المسلحة والذي كان وزيرا للدفاع لامد طويل تحت حكم مبارك، واصفين الاعتداء على الفتيات في مصر بأنه "خط احمر".

ودعا الشيخ هشام عطية الذي أم صلاة الجمعة في الميدان الى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق لتحديد المسؤولين عن قتل المتظاهرين ومحاكمتهم.

وصعدت تلك الاشتباكات الضغوط على المجلس العسكري مع ادانة الليبراليين والاسلاميين، الذين يتنافسون على مقاعد مجلس الشعب في اول انتخابات تشهدها البلاد منذ الاطاحة بمبارك، لطريقة عمل المجلس العسكري في الفترة الانتقالية.

وقال احد المحتجين ويدعى محمد فرج ويبلغ الحادية والثلاثين من العمر ان "المجلس العسكري امتداد للنظام القديم، له نفس العقلية ويتبع نفس الاساليب".

وكانت انتهاكات الشرطة وراء الانتفاضة الشعبية التي اطاحت بمبارك.

وينفي المجلس العسكري ان يكون قد امر باستخدام القوة ضد المتظاهرين واعرب عن اسفه لوقوع اي "تجاوزات" بعد ظهور العديد من الفيديوهات والصور المثيرة للصدمة التي اظهرت وحشية ضد المتظاهرين، بالاخص تعرض نساء لاهانات وضرب.

وقالت منى احمد "ان كانوا يعتقدون ان ضرب النساء سيسكت المحتجين فهم واهمون!".

وكانت فيديوهات عديدة تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي خلال الاسبوع الماضي اظهرت جنودا يضربون فتيات بوحشية بالعصي ويسحلونهن.

ومن بين الصور التي اثارت انتقادات واسعة النطاق صور الجنود وهم يضربون محتجة بالعصي ويعرونها من ملابسها وينهالون عليها ركلا في الصدر والبطن.

واثارت الصور غضبا شديدا حيث خرجت الاف النساء في ميدان التحرير الثلاثاء احتجاجا على المجلس العسكري.

ودعت منظمة هيومان رايتس ووتش التي تتخذ من لندن مقرا لها المجلس إلى كفالة حق التظاهر السلمي.

وقال فيليب لوثر المدير المؤقت للعفو الدولية للشرق الاوسط وشمال افريقيا "لا ينبغي ابدا ان تتكرر المشاهد العنيفة بشكل صادم التي رايناها خلال الايام الاخيرة".

وتابع "على السلطات العسكرية المصرية ان تكفل للمتظاهرين ممارسة حقهم في التعبير السلمي، دون خوف من الاعتداء. ان السلطات مسؤولة عن سلامة المحتجين".

كما اعربت الهيئة المعنية بالمرأة في الامم المتحدة الخميس عن "قلقها البالغ" ازاء التعديات التي تعرضت لها النساء مؤخرا، بينما وصفت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ذلك بالعار.

وفي تلك الاثناء تجمع الالاف في العباسية وهم يحملون لافتات ضخمة رفعوا عليها صور ضباط المجلس العسكري.

كما لوحوا بأعلام مصرية مطالبين بسقوط "التحرير" ومرددين "الجيش والشعب ايد واحدة!".

وتأتي الاحتجاجات بينما انتهت امس جولة الاعادة للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب.

ويتصدر اكبر حزبين اسلاميين في البلاد، وهما العدالة والحرية والنور، تلك المرحلة وكذلك المرحلة الاولى.

ورفضت جماعة الاخوان المسلمين، التي يتصدر حزبها "الحرية والعدالة" نتائج الانتخابات، المشاركة في تظاهرة اليوم.

وتعهد المجلس العسكري بالتحرك ضد المسؤولين عن العنف، غير انه حذر ايضا من المشاركة في احتجاجات قال انها تهدف للانقلاب على الدولة، ورفض المطالب باجراء الانتخابات الرئاسية قبل الموعد المفترض ان تجري فيه في منتصف 2012.

التعليقات 0