اوباما: النظام الاقتصادي العالمي تغير وعلى الاميركيين الابتكار
Read this story in Englishاكد الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء ان النظام الاقتصادي العالمي تغير في غضون جيل واحد، داعيا الاميركيين الى الاستثمار والابتكار كي يكونوا على مستوى التحدي الذي تطرحه الدول الناشئة مثل الصين والهند.
واستهل اوباما خطابه السنوي حول حال الاتحاد بعرض تحليلي للواقع الاقتصادي، اشار خلاله الى ان الكثير من الاميركيين يتذكرون كيف كان الوضع عليه قبل العولمة وكيف كان يكفي الواحد منهم ان يعمل بكد حتى يحصل على راتب ومنافع اجتماعية كافية.
واضاف في خطابه الذي القاه امام الكونغرس وافتتح فيه العام السياسي الجديد "لكن الوضع تغير، وبالنسبة للكثيرين التغيير كان مؤلما".
واكد الرئيس الاميركي ان "القواعد تغيرت. وفي غضون جيل واحد غيرت ثورات تكنولوجية طريقة عيشنا وعملنا وتجارتنا".
وازاء صعود قوى صناعية جديدة مثل الصين والهند دعا اوباما مواطنيه الى الا تثبط عزيمتهم، مشددا على ان الولايات المتحدة لا تزال تمتلك الاقتصاد الاكثر ازدهارا في العالم.
وقال "نعم، العالم تغير. النضال من اجل فرص العمل حقيقي. ولكن هذا لا يجب ان يثبط عزيمتنا بل ان يشجعنا"، داعيا خصومه الجمهوريين الى دعم الاستثمارات كي "نبتكر ونعلم ونبني افضل من باقي العالم".
واعرب الرئيس عن امله في ان يعمد اخصامه الجمهوريون، الذين باتوا اكثرية في مجلس النواب واقلية معطلة في مجلس الشيوخ، الى "تقاسم مسؤولية" الحكم مع الديموقراطيين. وقال "لا يمكن اقرار قوانين جديدة من دون دعم الديموقراطيين والجمهوريين. اما ان نتقدم سويا او لا نتقدم ابدا".
وفي الوقت الذي اكد فيه الجمهوريون انهم مصممون على خفض نفقات الحكومة الفدرالية بنسب كبيرة جدا، سعى اوباما الى طمأنتهم من خلال وعده اياهم بتجميد جزء من النفقات العامة لمدة خمس سنوات اي اكثر بسنتين من فترة التجميد التي اقترحها سابقا.
ولكن المعارضة قررت على ما يبدو ان لا تتزحزح عن موقفها، اذ ان رئيس لجنة الموازنة في مجلس النواب الجمهوري بول رايان اتهم اوباما باقحام الولايات المتحدة، التي ترزح تحت دين عام قياسي بلغ 14 الف مليار دولار، في دوامة مدمرة.
وقال رايان في التعليق الرسمي للحزب الجمهوري على خطاب الرئيس ان "بلدنا يقترب من شفير الهاوية. لقد بلغنا مرحلة اذا لم نسيطر فيها على نمو الحكومة فان افضل قرن للولايات المتحدة سيكون الاخير".
واوباما الذي بدأ لتوه النصف الثاني من ولايته وبدأ يحضر لحملة اعادة انتخابه في 2012، القى خطابه في ظل نهوض اقتصادي لا يزال خجولا. ومع نسبة بطالة تبلغ 9,4% فان هذا الملف يشكل النقطة السوداء الابرز في حصيلة عمل الادارة الديموقراطية.
غير ان الدعوات التي اطلقها اوباما مؤخرا لتوحيد الصف تلقى على ما يبدو اصداء ايجابية لدى مواطنيه، ولا سيما اولئك الناخبين المستقلين من بينهم الذين يعتبر صوتهم حاسما في الانتخابات. واظهرت استطلاعات الرأي الاخيرة ان شعبية اوباما تحسنت بنسبة كبيرة وباتت فوق ال50%.
وفي خطابه ايضا اتى اوباما على ذكر حادثة اطلاق النار التي وقعت في 8 كانون الثاني في اريزونا والتي دعي العديد ممن شهدوها، ومن بينهم والدا الفتاة ابنة التسعة اعوام التي قضت في المجزرة، الى الكابيتول للاستماع الى كلمة الرئيس.
ومر اوباما في خطابه بسرعة على ملفات السياسة الخارجية، فاعرب عن تضامن الولايات المتحدة مع التونسيين، ورحب بالضغوط الدولية الرامية الى ارغام ايران على التخلي عن برنامجها النووي ودعا كوريا الشمالية الى التخلي عن اسلحتها النووية.
ولكن خطابه خلا من اي اشارة الى مفاوضات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية التي بلغت طريقا مسدودا والتي منيت فيها ادارته باخفاقات عدة.