الاستشارات النيابية تستأنف اليوم على وقع غضب "الشارع السني"
Read this story in Englishاستؤنفت الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة عند العاشرة من قبل ظهر اليوم.
واستقبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان، كتلة "نواب القرار الحر" التي تضم النواب: ميشال فرعون، سيرج طور سركيسيان وجان اوغاسبيان.
وأعلن فرعون بعد الاجتماع تسمية الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة والذي لا بديل لشرعيته في رئاسة مجلس الوزراء لمعالجة تداعيات القرار اللاتهامي، معرباً عن أسفه لانقلاب 8 آذار وتجاوزها التقاليد الذي يهدد الإستقرار.
كما أعلن النائب سيبوه كلبكيان باسم كتلة "التوافق الارمني" تسمية الحريري لتولي الرئاسة، معتبرا أنه الضمانة الامثل لبناء لبنان.
من جهته دعا ميقاتي بعد مشاركة كتلة "التضامن" بالاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المقبلة مناصريه في طرابلس الى عدم الانجرار الى اي اشكال مع احد والى ضبط النفس.
واشار ان من الدوافع الاساسية لاعلان ترشحه هو ان تكون طرابلس على الخارطة السياسية في لبنان، مؤكدا ان رئيس "حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري سيبقى صديقا واخا مهما حصل".
وردا على سؤال حول اتهامه بانه مرشح "حزب الله"، سأل ميقاتي: "هل اطلب منهم عدم تسميتي؟".
واعلن عضو كتلة "حزب البعث" النائب عاصم قانصو ان الكتلة سمت و ميقاتي لرئاسة الحكومة، وتمنى له النجاح وان تكون هناك حكومة انقاذ وطني تستطيع ان تثبت الاستقرار.
ميدانياً، يعم الإضراب، اليوم الثلاثاء، الشمال والبقاع الاوسط، بعد ان دعت فاعليات عكار والمنية وطرابلس ورؤساء البلديات و"تيار المستقبل" وقطاعا التربية والمهن الحرة فيه، الشماليين الى المشاركة في "يوم الغضب الشعبي" في ساحة النور في طرابلس اليوم، وأعلن رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال إقفال دوائر البلدية.
كما دعا مناصرو 14 آذار وجمعية "نساء بيروت" وعدد من الهيئات الأهلية في العاصمة الى المشاركة في الاعتصام أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وكانت ملامح انتفاضة "الشارع السني" قد برزت منذ بعد ظهر امس في مناطق كثيرة في الشمال والجنوب والبقاع واقليم الخروب وبعض مناطق بيروت بحيث اكتسبت التطورات طابع احتجاجات واسعة وجوّالة سرعان ما اتسعت تحت عنوان التعبير عن "الغضب" المحتقن منذ ان انطلقت عملية اسقاط الحكومة.
ولفتت مصادر مطلعة لصحيفة "النهار" الى ان موجة الاحتجاجات وقطع الطرق والتظاهرات، وإن جرت بشكل عفوي، كشفت خطورة ما تشهده البلاد عند مفترق تغيير غير طبيعي في موازين القوى لا يزال في بدايته ومن شأنه ان يفتح مجمل الازمة الداخلية على مزيد من التصعيد وخصوصاً متى بدأت تتضح ردود الفعل الدولية على ما يجري.
واعتبرت ان موجة الاحتجاجات المرشحة للاتساع مع الدعوة الى اضرابات واعتصامات اليوم، تثبت صعوبة "هضم" الانقلاب في ميزان القوى بالسرعة نفسها التي اتبعت بها الخطوات الضاغطة التي ادت الى تمكين قوى 8 آذار من توفير غالبية تعتبرها قوى 14 آذار قسرية وانقلابية ويشاطرها هذا الموقف عدد كبير من الدول العربية والغربية.
واضافت ان هذه التطورات سترخي بظلالها بقوة على الفصول المتبقية من الاستحقاق الحكومي الصعب، وخصوصاً في مرحلة تأليف الحكومة التي ستضع الرئيس المكلّف امام خيارات بالغة التعقيد وخصوصاً بعدما اطلق الرئيس الحريري امس الاشارة الاولى الى مقاطعة "تيار المستقبل" ومعه كل قوى 14 آذار الحكومة العتيدة والتحوّل الى المعارضة.
وفيما توقعت مصادر قوى 8 آذار ان يكلف ميقاتي اليوم تأليف الحكومة الجديدة بغالبية لا تقل عن 68 نائبا، استرعى الانتباه موقف لرئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية الذي تعهد "للمعارضة الجديدة" اعطاءها "الثلث الضامن" قائلا: "أهلا وسهلا بكم خذوا الثلث الضامن. نحن على مبدئنا ونحن نؤمن بالمشاركة أمس واليوم وغدا".
وكان اليوم الاول للاستشارات قد اسفر عن ترشيح 49 نائباً رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري و59 نائباً رئيس الحكومة الاسبق نجيب ميقاتي من اصل 108 نواب شملتهم الاستشارات. وبقي على لائحة اليوم الثاني 20 نائباً منقسمين بين المرشحين.