فرنسا: بلغنا سوريا انه يجب أن يبقى لبنان مستقلا والمحكمة الدولية ستكمل مهمتها حتى النهاية
Read this story in Englishاكّد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان "بلاده تقرّبت من سوريا لأنها تعتبر أنه من الأساسي ضمّ سوريا إلى مجموعة من النقاشات للخروج من عدد من الأزمات" في الملف اللبناني وفكرة مجموعة الاتصال.
واشار ساركوزي لصحيفة "الشرق الاوسط" الى ان "سوريا جارة للبنان، وفرنسا تعوّل على صداقتها لسوريا لتقول لها إن لبنان بلد مستقل ويجب أن يبقى مستقلا،
وإن المحكمة وان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يجب أن تكمل مهمتها حتى النهاية".
واوضح ساركوزي انه "لم يتخل عن تحقيق فكرة تكوين مجموعة اتصال"، مشيراً الى انه "اقترحها عقب اجتماعه بالعاهل السعودي الذي "أبلغني أنه يضع حدّاً لجهوده في التوسط بين سورية ولبنان".
وعدّد ساركوزي الدول التي يريد أن تتشكل منها المجموعة، وهي إلى جانب فرنسا والرؤساء اللبنانيين، الولايات المتحدة الأميركية والسعودية وقطر وسورية وأضاف إليها مصر، لكن مصدراً رئاسياً اكّد للصحيفة ان المقصود تركيا وليس مصر.
كما اكّدت مصادر واسعة الاطلاع في باريس لـ"الشرق الأوسط" إن اجتماعا على المستوى الوزاري لما تيسر لهذه المجموعة سيعقد في باريس في 28 الشهر الحالي دون أن تحدد بدقة الأطراف الحاضرة. وكان يفترض أن ينعقد اجتماع رباعي مساء الأحد في باريس لكنه ألغي. وفسّرت باريس ذلك بتضارب الأجندات".
وكشفت مصادر واسعة الاطلاع في باريس "أن وزيرة الخارجية ميشال أليو ماري التقت صدفة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وذلك في القصر الرئاسي المصري في القاهرة صباح السبت الماضي، أثناء جولتها الشرق أوسطية الأولى، وأنها سألته عن الأسباب والدوافع التي جعلته يتخلى عن دعم ترشيح رئيس الحكومة سعد الحريري، واضافت الأوساط، ان جنبلاط أشار إلى ضغوط تعرض لها من غير تحديد الجهة الضاغطة".
من جهة اخرى، اوضح مصدر فرنسي في باريس، لصحيفة "الحياة"، أن "محادثات الأمير سعود الفيصل مع الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان في الإليزيه السبت الماضي، لم تتطرق في أي وقت من الأوقات الى ترشيح بديل من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، بل تناولت فقط فكرة تنظيم عشاء في باريس الأحد الماضي بين الأمير الفيصل ورئيس الحكومة القطري حمد بن جاسم ووزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو".
وشدّد المصدر على أن "فكرة إشراك المملكة العربية السعودية في العشاء، تعود الى كون الأمير سعود أعاد تكرار موقف بلاده حول الانسحاب من الجهود المشتركة في شأن لبنان، سواء كان ذلك مع سورية أم سواها، لكنه كان عبر عن انه قد يحضر اجتماعاً موسعاً في 28 من الشهر الجاري عندما كان ذلك مطروحاً".
وأضاف المصدر أن "باريس ترى أنه ينبغي الآن الانتظار الى حين ظهور نتائج الاستشارات والتطورات، مستبعدة أن يتم ترتيب مثل هذا الاجتماع في الموعد الذي كان متوقعاً 28 من الشهر الجاري، على أن تستمر الجهود".
وأكد المصدر أن "سوريا لم تقل ما إذا كانت ترفض أو توافق على هذا المسعى".
وكان مقررا أن يأتي الرئيس نجيب ميقاتي إلى باريس في غضون هذا الأسبوع، غير أن احتمال تكليفه برئاسة الحكومة سيلغي على الأرجح مشروع زيارته لباريس.
يذكر ان ساركوزي عقد مؤتمراً صحافياً امس الاثنين في قصر الإليزيه بحضور نحو 300 صحافي فرنسي وأجنبي وحضور السلك الدبلوماسي المعتمد في العاصمة الفرنسية.
ورأى ساركوزي في المؤتمر ان "الازمة اللبنانية تتيح تحويل الأنظار عن ملفات مثل التسلح النووي الايراني وهي نجمت عن جمود المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين".
وأعلن ساركوزي أن "الازمة تخدم المتطرفين لأن ذلك يتيح تحويل الانظار عن ملفات مثل التسلح النووي الايراني".
وأكد "نرفض أي محاولة لجعل لبنان أداة لخدمة مصالح الذين لهم مصالح خارجية".
واعتبر ساركوزي أيضا أن "لبنان كان ضحية جانبية للجمود بين الاسرائيليين والفلسطينيين"، مضيفا "كل شيء مصدره هذا الجمود الذي لا يمكن قبوله وكل العالم يعرف ذلك".
وعليه، لفت ساركوزي الى أن "باريس توظف كل طاقاتها وكل امكاناتها لكي لا تمزق الشعب اللبناني أزمة جديدة بالغد".
وتابع: "للبنانيين الحق في استقلال بلدهم، انه هدف سنكرس له الكثير من الامكانات والكثير من القوى والكثير من الالتزام".
وأضاف "يعود للبنانيين اختيار حكومتهم وفرنسا ستدعم المؤسسات المشروعة في لبنان"، مشيرا الى ان "فرنسا تريد الحفاظ على التعددية الرائعة في لبنان".