استئناف اجلاء سكان البلدات السورية المحاصرة

Read this story in English W460

واصل السكان الذين خرجوا من بلداتهم المحاصرة في سوريا الجمعة طريقهم نحو وجهتهم المقررة بعد انتظار دام نحو 48 ساعة قضوها في حافلاتهم على نقطتي عبور بعد ان توقفت العملية اثر تفجير دامٍ قبل عدة أيام، وظهور تباين في الدقائق الاخيرة.

ولدى اتمام عملية اجلاء هذه الدفعة من سكان المدن الاربعة، تنهي المرحلة الاولى من تنفيذ الاتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية إيران، أبرز حلفاء دمشق، وقطر الداعمة للمعارضة لاخراج نحو 11 الف شخص من مكان اقامتهم.

وانتظر نحو 3300 شخص ممن غادروا منازلهم طويلا على متن نحو 60 حافلة في منطقتي عبور منفصلتين على اطراف مدينة حلب (شمال).

وتوقفت، منذ مساء الاربعاء، نحو 45 حافلة تقل مدنيين ومسلحين من بلدتي الفوعة وكفريا (ريف ادلب) المواليتين للنظام في منطقة الراشدين الخاضعة لسيطرة المعارضة.

كما انتظرت نحو 11  حافلة تقل المدنيين والمسلحين من مناطق سيطرة المعارضة (الزبداني وسرغايا والجبل الشرقي) في منطقة الراموسة التي تسيطر عليها قوات النظام جنوب مدينة حلب.

وتوقفت العملية بعد المطالبة بالافراج عن 750 معتقلا لدى النظام.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان الحافلات "استأنفت طريقها" نحو وجهتها النهائية المقررة.

الا انه لم يكن بمقدوره التاكد فيما اذا تم اطلاق سراح المعتقلين ام لا.

واشار الى ان "11 حافلة غادرت منطقة الراموسة نحو ريف ادلب" التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في شمال غرب البلاد.

وبالتزامن "غادرت 10 حافلات منطقة الراشدين باتجاه  مدينة حلب" ، ثاني أكبر المدن السورية، والتي سيطرت عليها القوات الحكومية منذ شهر كانون الأول/ديسمبر بشكل كامل، بحسب مدير المرصد.

واكدت وكالة الانباء الرسمية (سانا) "وصول 10 حافلات الى مدينة حلب تقل على متنها العشرات من أهالي كفريا والفوعة تمهيدا لنقلهم الى مركز جبرين للاقامة المؤقتة".

وبدأت عمليات الإجلاء الأسبوع الماضي إلا أنها تأخرت اثر تفجير انتحاري السبت أدى إلى مقتل 126 شخصا، 68 منهم اطفال، على نقطة عبور في الراشدين.

واتهم النظام الفصائل المقاتلة بتنفيذ الهجوم لكن المعارضة نفت الامر، ولم تتبن اي جهة هذا التفجير الدامي.

واكد الموفد الاممي الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس ان منفذي الاعتداء ادعوا انهم موظفو اغاثة، وقال ان "احدهم تظاهر بأنه يوزع مساعدات وأحدث هذا الانفجار الرهيب بعدما اجتذب اطفالا".

وافاد شهود عيان ان سيارة كانت توزع اكياس البطاطا المقرمشة للاطفال انفجرت بالقرب من الحافلات التي تقل السكان.

وتجنبا لاي تفجير اخر، تمت العمليات تحت مراقبة مشددة من قبل العشرات من مسلحي المعارضة الذين قاموا بحراسة الحافلات المركونة في منطقة الراشدين.

وتعد هذه العملية اخر عملية اجلاء للبلدات المحاصرة، وبخاصة تلك التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة، في هذا البلد الذي ينهشه النزاع منذ اكثر من ست سنوات.

ووجدت الفصائل المقاتلة، التي خسرت عددا من معاقلها على يد النظام المدعوم من روسيا، نفسها مضطرة الى التوقيع على اتفاقات اخلاء لعدد من معاقلها.

من جهتها، اعتبرت المعارضة "ان عمليات الاجلاء القسري بمثابة جريمة بحق الانسانية".

ومن المقرر ان تبدأ المرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق بعد شهرين، في حزيران، وتتضمن اجلاء نحو 8 الاف شخص من الفوعة وكفريا والالاف من المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة في ريف العاصمة دمشق.

واكد يان ايغلاند الذي يرأس مجموعة عمل اممية لبحث المساعدات الانسانية في سوريا "ستجري عمليات اجلاء كثيرة في اطار اتفاقات متشعبة لم تشارك فيها الامم المتحدة" مضيفا ان تلك الاتفاقات "منبثقة من منطق عسكري لا انساني".

التعليقات 0