عباس يشدد لدى استقباله موفد ترامب على حل الدولتين "كخيار استراتيجي"
Read this story in Englishأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائه الثلاثاء في رام الله جيسون غرينبلات، الممثل الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب لعملية السلام في الشرق الاوسط، ان "الخيار الاستراتيجي" للفلسطينيين هو تحقيق حل الدولتين.
ونقل بيان للسلطة الفلسطينية عن عباس قوله امام ضيفه في اول لقاء بينهما إنه "يؤمن بامكان التوصل إلى سلام تاريخي بقيادة الرئيس ترامب، ما من شأنه تعزيز الأمن في جميع أنحاء المنطقة".
وأضاف إن عباس اكد للمبعوث الاميركي إنه "يتطلع الى مناقشة إمكانيات صنع السلام مباشرة مع الرئيس ترامب" خلال زيارته المقبلة إلى واشنطن.
وبحسب البيان فقد اكد عباس على مسامع غرينبلات "التزامه الكامل بخلق أجواء ملائمة لصنع السلام"، مشددا على ان "الخيار الاستراتيجي للفلسطينيين هو تحقيق حل الدولتين"، ولكن مصدرا دبلوماسيا اميركيا اكد ان مبعوث ترامب تجنب خلال الاجتماع التطرق الى هذه المسألة.
بالمقابل نقل البيان الفلسطيني عن غرينبلات "التزام الرئيس ترامب للعمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين لتحقيق السلام الدائم من خلال المفاوضات المباشرة".
وتابع انه "شدد على أهمية أن تعمل كل الأطراف على تخفيض التوتر والتحريض".
واكد البيان ان عباس وغرينبلات "اكدا التصميم المشترك" للطرفين على "مكافحة العنف والإرهاب".
واوضح ان عباس اكد "التزامه الكامل بخلق أجواء ملائمة لصنع السلام".
وبحث الطرفان كذلك "النهوض بالاقتصاد الفلسطيني وأهمية توفير فرص اقتصادية للفلسطينيين".
وكتب غرينبلات على تويتر بعد اللقاء ان الاجتماع كان "ايجابيا (...) حول الاوضاع الحالية".
وقد التقى غرينبلات مساء الاثنين لاكثر من خمس ساعات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس.
واوضح بيان ان نتانياهو وجيسون غرينبلات "أكدا مجددا التزام اسرائيل والولايات المتحدة بالتوصل الى سلام دائم بين اسرائيل والفلسطينيين يعزز أمن اسرائيل والاستقرار في المنطقة".
وتابع ان المسؤولين "تباحثا في بناء المستوطنات على أمل التوصل الى مقاربة منسجمة مع هدف التوصل الى السلام والامن".
واعلن نتانياهو لغرينبلات انه يعتقد "انه من الممكن التوصل الى السلام" خلال ولاية الرئيس ترامب، بحسب البيان.
من جهته، كتب غرينبلات في تغريدة على حسابه على موقع تويتر بانه عقد "اجتماعا ايجابيا جدا وبناء" مع نتانياهو ناقشا خلاله "الوضع الاقليمي، وكيفية تحقيق تقدم نحو إحلال السلام، والمستوطنات".
وتتزامن زيارة غرينبلات مع مزيد من الشكوك إزاء تطورات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ونوايا ترامب حيال هذا الموضوع.
وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الاميركية في نيسان 2014.
وكان ترامب سجل الشهر الماضي تمايزا جديدا عن عقود من السياسة الأميركية حيال الشرق الأوسط، إذ أكد خلال لقائه نتانياهو في واشنطن أن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ، لافتا إلى أنه منفتح على خيارات بديلة إذا كانت تؤدي إلى السلام.
ولم يتطرق البيان الذي نشر عقب لقاء نتانياهو وغرينبلات ابدا الى حل الدولتين.
- اولى الزيارات الى المنطقة-وسبقت الزيارة مكالمة هاتفية الجمعة كانت الأولى بين ترامب وعباس في حين تحادث الرئيس الاميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي ثلاث مرات على الأقل منذ 20 كانون الثاني، وخصوصا في 15 شباط شخصيا في البيت الأبيض.
والجمعة، دعا ترامب عباس الى زيارة البيت الابيض قريبا.
وكان ترامب اعلن في 15 شباط عن رغبته في التوصل الى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين. لكن تاكيده عدم تمسك الولايات المتحدة بحل الدولتين اثار ارتباكا واسعا.
ومنذ تنصيب ترامب، أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لبناء اكثر من ستة آلاف وحدة استيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين، قبل ان يعلق البيت الابيض على الموضوع.
ويعكس تسريع وتيرة الاستيطان رغبة الحكومة في اغتنام فترة حكم ترامب بعد ثماني سنوات من ادارة باراك اوباما التي كانت تعارض الاستيطان.
وتعد الحكومة التي يتزعمها نتانياهو الاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل، وتضم مؤيدين للاستيطان دعوا منذ تولي ترامب الرئاسة الى الغاء فكرة حل الدولتين وضم الضفة الغربية المحتلة.
وتأتي زيارة غرينبلات بينما دعا سياسيون من اليمين المتطرف الى ضم مستوطنة معاليه ادوميم القريبة من القدس والتي يعيش فيها اكثر من 37 الف مستوطن اسرائيلي، في خطوة تثير جدلا حادا لانها ستتسبب بقطع الضفة الغربية الى قسمين وعزل القدس، ما يعقد قيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار في المستقبل.
ويسعى نتانياهو الى تأجيل النظر في مشروع القانون من قبل لجنة برلمانية لتفادي الازمة الاولى مع ادارة ترامب.
وبعيد لقائه ترامب في واشنطن، أعلن نتانياهو عن تشكيل فريق مشترك اميركي-اسرائيلي لبحث قضية المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
ويعيش نحو 400 الف شخص في مستوطنات الضفة الغربية، بحسب السلطات الاسرائيلية وسط 2,6 مليون فلسطيني.
الى ذلك، عبر 9% فقط من الفلسطينيين عن اعتقادهم أن رئاسة ترامب ستؤدي إلى إحياء السلام، وفقا لاستطلاع اجراه المركز الفلسطيني للدراسات والبحوث المسحية.
وبعد خمسين عاما من الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية، قال 44% من الفلسطينيين ان الوضع أسوأ مما كان عليه قبل نصف قرن، و60% عبروا عن اعتقادهم أن حل الدولتين لم يعد قابلا للتطبيق بسبب الاستيطان.