لو فيغارو:باريس تتخلى عن قيادة "اليونيفيل" خشية إعتبار جنودها رهائن إذا تدهورت الأوضاع
Read this story in Englishتخلت باريس عن منصب قيادة قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة في الجنوب "اليونيفيل" خشية إعتبار جنودها "رهائن محتملة إذا ما تدهورت الأوضاع في جنوب لبنان" مشيرة إلى أنه "من المستحسن البقاء في الظل عندما تلعب الدبلوماسية الفرنسية دورا رئيسا في الحملة على النظام السوري".
وأشارت مصادر عسكرية فرنسية في بيروت وباريس إلى صحيفة "لو فيغارو" إلى تخلي باريس عن هذا المنصب الذي يعود إليها بحسب قاعدة المداورة بين الدول الآوروبية الثلاث، الأوسع حضورا وعددا في "اليونيفيل": ايطاليا وأسبانيا وفرنسا.
ولفتت الصحيفة الى أن "التراجع الفرنسي عن قيادة اليونيفيل يشير إلى تفضيل الابتعاد عن الأضواء حيث تتجه الأنظار إلى القوة التي ينظر اليها كثيرون ومنهم الفرنسيون باعتبارها "رهائن" محتملة إذا ما تدهورت الأوضاع في جنوب لبنان.
وكان قد استهدف انفجار قوات فرنسية من اليونفيل في 26 تموز الماضي ما أدى إلى إصابة خمسة جنود. وعدا عن الأحداث الأمنية العديدة التي يشهدها الجنوب وآخرها إطلاق صواريخ على إسرائيل مطلع الأسبوع الحالي، يشير حزب الله إلى أن تدخل عسكري غربي على سوريا "سيدحرج على المنطقة كلها".
وتضيف المصادر "أنه من المستحسن البقاء في الظل عندما تلعب الدبلوماسية الفرنسية دورا رئيسا في الحملة على النظام السوري، حيث تقوم اليونيفيل بتقديم تغطية مفيدة، لمجموعة كبيرة من المخابرات العسكرية الفرنسية، التي تعتبر اليونيفيل برج مراقبة مهما وحيويا ليس فقط لملاحقة حزب الله في لبنان وإنما لمتابعة ما يجري في سوريا".
ولفتت الصحيفة الى أن "الفرنسيين يعزفون عن قيادة "اليونيفيل" دون ضجيج إعلامي أو من دون مجرد الإشارة إلى ذلك، لأنهم يعتبرون أن هذه القوات لم تعد قادرة على تنفيذ مهمتها التي إنتدبتها من أجلها الأمم المتحدة في العام 2006 "بسبب تقلص حرية الحركة وإذلال الجنود".
وبرر عسكري فرنسي هذا التراجع للصحيفة "بالخوف من أن تعود اليونيفيل إلى ما كانت عليه قبل العام 2006 عندما كانت تنتشر كمجرد قوات طوارئ دولية، من دون صلاحيات تسمح لها بلعب دور حقيقي في المنطقة" قائلة "لذا نفضل التراجع إلى خلفية المشهد".
وكان من المنتظر أن يخلف جنرال فرنسي، نهاية العام، الجنرال الآسباني ألبرتو آسارتا الذي يشغل المنصب منذ عامين وتنتظره مهمة جديدة في بلاده في مطلع العام 2012.
والجنرال الآن بليغريني آخر عسكري فرنسي يقود "اليونيفيل" بين الأعوام 2004 و2007.
وقد أشار رئيس أركان الجيوش الفرنسية الأميرال ادوارد غييو أمام النواب الفرنسيين سابقا "إنه يبدو لي من العاجل إعادة النظر بمفهوم وجود "القبعات الزرق" في جنوب لبنان" مضيفا "إنه أمر سأبحثه مع دائرة قوات السلام في الأمم المتحدة المشرفة على القبعات الزرق في نيويورك".
وتنتشر القوة الدولية في الجنوب منذ 1978، وتم تعزيزها العام 2006 اثر حرب بين حزب الله واسرائيل استمر 33 يوما وتسبب بمقتل اكثر من 1200 شخص في الجانب اللبناني و160 في الجانب الاسرائيلي.