تساؤلات في المغرب حول "من طحن محسن" بائع السمك

Read this story in English W460

بعد زوال الصدمة وبدء التساؤلات وعدت الحكومة المغربية بالكشف عن الملابسات المروعة لمقتل بائع سمك سحقا في شاحنة لجمع النفايات في شمال المغرب، في حادث اثار موجة تظاهرات في مختلف مناطق البلاد.

وكتبت صحيفة اخبار اليوم على صفحتها الاولى الاثنين "المغرب في صدمة. موت بائع السمك المروع يبكي الريف ويغضب المغاربة"، فيما تساءلت جريدة الاحداث "من طحن بائع السمك؟".

وتصدرت صورة جثة محسن فكري بائع السمك البالغ حوالى 30 عاما في مطحنة شاحنة لنقل النفايات جميع صحف البلاد الى جانب صور تظاهرات الاحتجاج والحشد الضخم الذي سار في جنازته.

وقتل فكري مساء الجمعة في الحسيمة بمنطقة الريف عندما علق في مطحنة شاحنة لنقل النفايات بينما كان يحاول على ما يبدو انتشال اسماكه منها بعد ان صادرها عناصر شرطة في المدينة لإتلافها.

وشارك الالاف الاحد بهدوء في دفن فكري ثم تجمعوا مجددا مساء في وسط الحسيمة، المدينة الساحلية التي تعد حوالى 55 الف نسمة وغصت شوارعها بالمتظاهرين، حسب صحافي وكالة فرانس برس.

وفي مسيرة طغت عليها معالم الهوية الامازيغية والارث الثوري للمنطقة وجه المتظاهرون تحية الى "الشهيد محسن" وهتفوا "لا للحكرة" (التعسف) معبرين عن الغضب ازاء "القتلة".

كما جرت تظاهرات اصغر حجما في عدد من مدن الريف الاخرى وكذلك في الدار البيضاء (غرب) ومراكش (غرب الوسط) والرباط في حدث غير معهود، وسط هتافات "كلنا محسن".

وطالب الجميع من ناشطين لاجل القضية الامازيغية واحزاب اليسار واسلاميي حركة "العدل والاحسان" بالحقيقة في هذه القضية باسم "الشعب".

كما تجمع صباح الاثنين مئات من تلامذة المدارس في الحسيمة بحسب صور تناقلتها مواقع التواصل، فيما وجهت دعوة اضافية للتظاهر عصرا.

- "نزيف حاد" -غداة الحادث فتحت وزارة الداخلية تحقيقا فيما سارع العاهل المغربي الملك محمد السادس الى ارسال وزير داخليته محمد حصاد الاحد الى الحسيمة لنزع فتيل الازمة و"تقديم التعازي" الى عائلة محسن فكري.

وفيما انشغل رئيس الوزراء المغربي عبد الاله بنكيران في تشكيل الحكومة الجديدة تولى الملك بنفسه الملف ووجه تعليمات "لإجراء بحث دقيق ومعمق ومتابعة كل من ثبتت مسؤوليته في هذا الحادث، مع التطبيق الصارم للقانون في حق الجميع".

وصرح حصاد ان "جلالته لا يريد ان يتكرر هذا النوع من الحوادث" مكررا مساء الاحد لوكالة فرانس برس عزمه على تحديد ملابسات مقتل فكري، وعلى "معاقبة المسؤولين عن هذه المأساة".

واوضح حصاد "نحن متأكدون من ان الشخص المعني (محسن فكري) قد غادر الميناء في سيارة مع شخص آخر، ورفض التوقف عند نقطة تفتيش تابعة للشرطة. وعندما أعطي التحذير، تم اعتراض السيارة التي كانت في داخلها كمية كبيرة من سمك أبو سيف، وهو نوع يمنع صيده" في المغرب.

واردف حصاد "تم ابلاغ المدعي العام، واتخذ قرار بإتلاف البضائع غير المشروعة. بعد ذلك، جميع الأسئلة تطرح".

وأوضح "من الذي اتخذ قرارا بفعل ذلك (اتلاف البضاعة) في ذلك المساء، وكيف تم تشغيل الشاحنة (...) يجب أن يجيب تحقيق المدعي العام على كل هذه الاسئلة".    

وشدد حصاد على ان "العدالة ستعاقب بشدة عن كل الاخطاء" المرتكبة، لافتا الى ان خلاصات التحقيق يجب أن تصدر "بشكل سريع جدا، انها مسألة أيام". 

واشارت نتائج تشريح الجثة التي كشفتها الصحف المحلية الى اثار "كسر في القفص الصدري طال العظام الخمس الاولى من الجهتين اليمنى واليسرى" وان الوفاة نجمت عن "نزيف حاد بسبب جروح في الصدر".

ويحتدم الجدل على مواقع التواصل حيث تتوالى التساؤلات حول ما اذا كان مسؤول ما امر بتشغيل الة الطحن ام شغلها بنفسه عن قصد اثناء وجود فكري داخل الشاحنة.

وقبل اسبوع من افتتاح المؤتمر الدولي للمناخ في نسخته الـ22 في مراكش، بات من الضروري اخماد هذه الاضطرابات، خصوصا وان منطقة الريف لها تاريخ احتجاجي ولطالما شهدت علاقاتها صعوبات مع السلطة المركزية المغربية.

وشكلت الحسيمة الساحلية التي تعد حوالى 55 الف نسمة، قلب الثورة ضد المستعمرين الاسبان في العشرينات. كما انها كانت مركز الاحتجاجات اثناء حركة 20 شباط المغربية الموازية لحركات الربيع العربي في 2011.

وكانت احداث "الربيع العربي" انطلقت انذاك بعد انتحار بائع متجول تونسي باحراق نفسه احتجاجا على مصادرة بضاعته.

التعليقات 0